مقالات الرأي

أمجد محمد يكتب: مآلات الحسم العسكري و تخبط الانقلابيين بين الحرب والسلطه..!

سودان ستار

 

كتقدير شخصي يجب ان يكون واضحاً قبل البدء في الحديث عن مآلات الحسم العسكري ان خيار الحسم العسكري خيار مرفوض وغير راشد وان الحرب فعل مستنكر يجب ان نسعى جميعاً لإيقافه، وذلك من أجل انقاذ “الحياة البشريه”..

وان تجربة البشريه الطويله عبر التاريخ دلت على ان اقصى ما تفعله الحرب هو اقناع الاطراف المتقاتله بالجلوس في طاولة التفاوض ..!

وذلك لان الحرب لايمكن ان تكون من اجل الانسان ويُهدر فيها دمه و ماله وعرضه و تُسلب فيها حريته ؛ فالانسان غايه في ذاته والغايات يتم بلوغها بالوسائل الصحيحه ،  و الحرب اسوأ الوسائل ،  لذلك لا يمكن التضحية بالنفس البشريه التي هي غايه من أجل وسيلة ؛ فالغايه اسمى واشرف ..!

أن تكلفة الحسم العسكري لهي خيار غالي التكلفه ” الماديه و البشريه”.

 

* التكلفه البشريه غاليه جداً و تنطوي وراءها عقوبات جنائيه ، وذلك بأن الرأي العام و المجتمع المحلي و الدولي لا يسمحان بمثل هذه الافعال الشنيعه ؛

لان الحسم العسكري لا يمكن ان تتكون ملامحه دون إجراء مجازر واسعه وسط المدنيين العُزّل و ابادات جماعيه..!

اما التكلفه الماديه تحقن فيروس الموت البطيء للدوله نفسها لانها تُفرغ كل خزائن الدوله وتصبها في صالح ميزانية الحرب، و تحْرِم الشعب من ابسط حقوقه ” اجور العاملين ” مثلاً، وذلك لأن دولاب العمل في الدوله متعطل تماما، مما يجعل الدوله غير قادره على التوفيق بين احتياجاتها المؤسسيه والخدميه ..

حتى و ان افترضنا امكانية الحسم العسكري الكاسح وسط مجازر واسعه ،

فان الدوله بعد الحرب لن تكون دوله ، و انما يمكن تسميتها “مؤسسه امنيه ” فقط لا غير، لان المنتصر فيها سوف يكون اكبر انشغاله بتمكين نفوذه الامني والعسكري مما يضمن بقاءه واستمراره في الحكم،

هذه القبضه الامنيه القويه سوف تجعل كل خزينة الدوله تصب في صالح الاجهزه الامنيه مما يسبب تآكل و موت اكلينكي لبقية المؤسسات مثل”الصحه، التعليم، البنى التحتية، الصناعه، الرياضه، الخ.. ”

ولكن اهم وزارتين تُمثلان الشريان الرئيسي للمواطن العادي هما الصحه والتعليم، بفناء هاتين المؤسستين يكون المنتصر العسكري يحمل عناصر فناءه في داخله.. و لابد هنا من الاشاره للاستاذ القدير “الحاج ورّاق”  حينما اسماه نظام “مختل، عولاق، خِلاقه”

لانه ضامر الوظائف التنمويه كالصحه والتعليم و متضخّم الوظائف الامنيه..!

و الآن الحال في “بورتسودان” متضخم جدا و اشبه بهذه الحاله ، مما جعل البرهان غير قادر على استكمال انقلاب 25 اكتوبر، و غير قادر على تشكيل حكومه في فترتي السِلم و الحرب ، في ظل تكراره الدائم بضرورة تشكيل حكومه ..و السبب انه لا يمكن ان تكون هنالك حكومه حاضنتها الاجتماعيه “الاخوان المسلمين” و تريد ان تتعامل مع مصر و المملكة العربية السعودية و ايران و روسيا ، فهذا التطبيع غير مقبول “نظرياً وعملياً ” مما يحكم عليها بالفشل المحتوم، لانه لا يمكن ان تكون هنالك حكومه ناجحه يمكن ان تُسمى حكومه وتدخل في خلافات إقليمياً و دولياً مما يسبب لها حِصار اقتصادي و عُزله دوليه..!

 

لذلك المستقرئ للواقع السياسي يجد ان الوضع في بورتسودان سوف ينفجر قريباً حتى دون تدخل من “الدعم السريع” نسبة لهذا الحصار المضروب و كذلك لأن مكونات” الشرق” نفسها لا تجد تمثيلاً كافياً في مؤسسات الدوله الحاليه و هو ما ظلّ يردده نُشطاء و نُظار قبائل امثال “شيبه ضِرار”

انشغال المكونات بالسلطه و تقاسم الثروه و تجاهل الوضح الحرج الذي تمر به البلاد يُنذر بحدوث كارثه كبيره ظللنا ندعوا مِراراً و تكراراً لتفاديها،

لأنها لن تترك بيتاً في السودان الا و ستطْرِق بابه بالمآسي والاحزان ..!

 

اللهم احفظ أمن و وُحدة السودان و السودانيين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى