Uncategorizedحوارات

في قلب الأزمة: حوار مع رقية هباني

سودان ستار

ذات خلفية واضحة حول الصراع في السودان. تتسم مقدمتها بالتركيز على الجوانب العميقة والمعقدة للصراع المستمر، حيث تعزو استمرار النزاع إلى عدة عوامل تشمل الانقلاب العسكري، ضعف الشرعية، الانقسامات السياسية، وأثر التدخلات الخارجية.
مدركة لتفاصيل معقدة حول النزاع السوداني، مما يدل على اطلاعها الواسع ومعرفتها العميقة. هي ناقدة للوضع الحالي وتعتقد أن العديد من محاولات السلام السابقة كانت ترقيعية وليست جذرية. تظهر أيضًا اهتمامًا بتحقيق سلام دائم من خلال حل سياسي شامل ويشمل جميع مكونات المجتمع السوداني، مع التأكيد على أهمية الثقافة والتراث في تحقيق الاستقرار.
يسرني على صحيفة سودان ستار أن أقدم لكم الأستاذة رقية هباني، عضو الهيئة المركزية للمكتب السياسي لحزب الأمة. تميزت الأستاذة رقية برؤيتها الثاقبة واهتمامها العميق بالقضايا الوطنية، مما يجعلها عنصرًا مهمًا في تطوير السياسات والمبادرات التي يطرحها الحزب.

حوار: أبية الريح

 

. في البدء دعيني أرحب بك مرحبا الأستاذة رقية هباني
– مرحبا أبية

ما هي الأسباب الجذرية التي تعتقدين أنها ساهمت في استمرار الحرب في السودان؟

الانقلاب العسكري وعدم الشرعية، عدم توحد القوة السياسية، مشاركة الحركات في الحرب، أدلجة القوات المسلحة (من قبل الحركة الإسلامية)، التدخلات الخارجية في الحرب، إعلان جدة لا توجد به آليات تنفيذ ومراقبة على الأرض.


كيف ترين تأثير التوترات العرقية على الصراع الحالي؟
لقد سعت الحركة الإسلامية منذ التسعينات إلى عمل تغيير ديمغرافي بغرض السيطرة على الحكم عبر تبديل وفرض قيادات بديلة للإدارة الأهلية مما أثر على الوضع الاجتماعي والاقتصادي.

كيف يمكن لحزب الأمة أن يسهم في حل النزاعات الداخلية؟
حزب الأمة دعا للعدالة الانتقالية والعدالة الترميمية وعمل مؤتمر لتوحيد الرؤية في القضايا الأساسية.

ما هي التحديات الرئيسية التي تواجه جهود السلام في السودان؟
عدم الشرعية أفقدتهم الإرادة لحسم الفوضى الحاصلة والتدخلات الخارجية.

تأثير الأوضاع الاقتصادية على استمرار النزاع؟
أطراف الصراع تم إنهاكهم خلال السنة ونصف الماضية، واستنزفوا أموالاً طائلة وكذلك المواطن بسبب عدم الأمن والأمان ما كان في أي إنتاج مما أدخل المواطن في مرحلة المجاعة وهذا يؤدي للتدخل للحماية الدولية الحميدة.

مدى وجود القوى الداخلية التي تستفيد من استمرار الصراع؟
قوى النظام السابق هي المسيطرة سيطرة كاملة على قوات شعبنا المسلحة للوصول إلى السلطة ولو على جماجم المواطنين بالإضافة للحركات المسلحة.

كيف يمكن أن تساهم الثقافة والتراث السوداني في تحقيق السلام؟
ببث القيم التراثية التي تؤدي للسلام الذي يفضي للتنمية المستدامة، الحفاظ على التراث بشقيه المادي وغير المادي للنهوض بالوطن. عندنا التراث الثقافي غير المادي ومجالاته المختلفة المتمثلة في أشكال التعبير والممارسات والعادات والتقاليد والمعارف وما يتصل بالفلكلور. مساهمة التراث بالوحدة الوطنية، الاعتراف بالآخر، المساواة، تعزيز الهوية، التصالح والاستقرار. كما أن السودان يتميز بتعدد الثقافات واللغات، لذلك لابد من إدارتها بصورة سليمة لأنها تعبر عن هوية الدولة مما يعزز الانتماء واستدامة السلام. لابد من المحافظة عليها وتطويرها في ظل المتغيرات العالمية والمهددات الطبيعية مثل تغييرات المناخ، التي تؤدي إلى تزاحم على الموارد مما يؤدي أيضاً لاشتعال الحرب. إذا كانت الإدارة صحيحة، يمكن أن تعيش في سلام.

ما هي الدروس التي يمكن تعلمها من تجارب السلام السابقة في السودان؟
كل عمليات السلام لم تحل جذور المشكلة بل كانت ترقيعاً لديمومة سلطة الفئة الحاكمة التي هي نظام المتأسلمين.

في رأيك، ما هو الدور الذي تلعبه وسائل الإعلام في تعزيز أو تقويض جهود السلام؟
الإعلام المضلل يعد رأس الرمح في ما يحدث في السودان الآن والكارثة التي حلت علينا لأنه أصبح يشكل الرأي والقرار لجهات الصراع. أما المهنية الإعلامية، فهي تعمل على تعزيز السلام بتمليك المعلومة السليمة وثقافة نبذ الكراهية.

ما هي الخطوات التي يجب اتخاذها الآن لتحقيق سلام دائم في السودان؟
أولاً: الاعتراف بجذور المشكلة، حل سياسي شامل بإشراك كل مكونات المجتمع السوداني عدا المؤتمر الوطني وتأسيس حكم ديمقراطي تعددي، يؤمن على المساواة والعدالة وحكم القانون.

كيف يمكن ضمان شمولية عملية السلام لجميع الأطياف السياسية والاجتماعية؟
عبر مؤتمر يمثل كل القوى السياسية والاجتماعية وميثاق شرف ملزم لكل الأطراف، ومن هنا ندعو كل الأطراف للانضمام إلى تقدم لأنها تمثل قوى الثورة حتى نحافظ على ما تبقى من وطننا.

بصراحة، ما هو الموقف الحالي لحزب الأمة القومي من مبادرات السلام المطروحة؟
هو موقف مبدئي من المبادرات المطروحة لإيجاد حل سياسي شامل يحافظ على سلامة المواطن وسيادة الدولة ومنع انهيارها وبناء تحول مدني ديمقراطي مستدام.

الوساطة الدولية في عملية السلام  ؟ 

نرحب بالوساطة الدولية في عملية السلام في إطار التدخل الحميد.

أهمية المصالحة الوطنية في سياق السلام؟
المصالحة الوطنية تعمل على استقرار السودان للوصول بنا إلى انتخابات تنتج حكماً مدنياً ديمقراطياً مستداماً.

كيف يمكن معالجة قضايا النزوح واللاجئين في إطار عملية السلام؟
بالعودة الطوعية وإعادة توطينهم ودمجهم، ضمان سلامتهم، ووجود آليات للإنصاف الفردي، تعويض الممتلكات المفقودة بالقدر المستطاع والالتزام بكل القوانين الدولية بشأن النازحين واللاجئين لجبر الضرر واستدامة السلام.

ما هي الرسالة التي تريدين إيصالها إلى الشابات والشباب السودانيين حول أهمية السلام؟
السلام يعني الاستقرار والنمو المجتمعي وهو شرط ضروري لاستمرار البشرية وتطورها، وتوفير التنمية الاقتصادية والثقافية، ويسهم في حل النزاعات. إذا كنا شعباً لديه طموح لأن نكون على مصاف الدول، لابد من تحقيق السلام والمحافظة عليه.

كيف يمكن إشراك المجتمع المدني في جهود السلام؟
يجب إشراك المجتمع المدني في جميع مراحل السلام وبالأخص أصحاب الضرر من خلال المشاورات التي تشرف على بناء السلام ومراقبة مراحل التنفيذ وتعزيز دمج التكامل بين مجهودات المجتمع المدني الحديث والتقليدي.

كيف يمكن تعزيز المشاركة السياسية للنساء في العملية الديمقراطية؟
بعد استصحاب نبذة عن المرأة السودانية، مفهوم المشاركة السياسية للمرأة وما يرتبط بها من مفاهيم أخرى مثل التمكين، الجندر، والعنف ضد المرأة. ولازم نرجع لمشاركة المرأة السودانية في الماضي ووضعها اليوم في ظل التحولات، ملامح المستقبل، والتحديات والمعوقات.
عندنا في حزب الأمة حول قضايا المرأة ككل ومشاركتها بصفة خاصة هو الانخراط الفاعل والمنتج في الحياة السياسية في المجتمع والدولة وبكل ما يربط بها من انتماء منتظم أو عاطفي ومن نشاط مستمر ومسؤولية للحقوق السياسية. بعدين لازم يكون في نضوج سلوكي سياسي وامتلاك ثقافة موجهة للتفكير والممارسة. لدينا أشكال المشاركة الكثيرة، أهمها المشاركة في الانتخابات، في الوظائف القيادية في الحزب والدولة، ممارسة العمل في النقابات، المنظمات، الجمعيات، العمل الجماهيري، حق التظاهر والاحتجاج، رفض سياسات السلطة التنفيذية والتشريعية، التعبير السياسي في وسائل الإعلام المختلفة، وبناء التنظيمات الفئوية والقاعدية. ولازم نميز بين المشاركة السياسية كعملية طوعية اختيارية تعبر عن حرص الإنسان على أن يكون له دور إيجابي، والتعبئة السياسية في المشاركة السياسية.
تاريخ المرأة السودانية زاخر، فقد كانت مؤثرة وقائدة في المملكة المروية والسلطنة الزرقاء ومملكة الفور، كما كان لها وجود في قيادة العشائر والقبائل والطرق الصوفية. في المهدية، كانت لها أدوار بارزة مثل رابحة الكنانية وآمنة بت سراج. المرأة السودانية كانت راس الرمح في الثورة المهدية، وأثبتت بطولتها في محطات تاريخية عديدة.
مشاركة المرأة في ظل التحولات الراهنة يجب أن تلتزم بالاتفاقيات الدولية التي تنص على مشاركة المرأة في الحياة العامة والسياسية واتفاقيات القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة. قرار مجلس الأمن الخاص بشمول المرأة في عملية السلام وحمايتها من النزاعات المسلحة، وكل العهود والمواثيق تعزز مشاركة المرأة وتضمن المساواة بين الجنسين وتكافؤ الفرص في الحياة العامة بما يتماشى مع مقاصد الشريعة.
يتبع في حوار آخر
———————

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى