ترويها الاستاذة جليلة خميس كوكو
حررها عادل سيد أحمد
المحرر:
– تواصلت في الايام الفائتة مع الاستاذة الفاضلة جليلة كوكو بغرض التعاون في عرض احاجي من النوبة وجنوب كردفان، وقد اجتهدت الاستاذة في البحث عن تلك الاحاجي، وقد افادتني بعد ايام من البحث ان ما توصلت اليه سيكون حديثا عن تراث تلك القبائل تقدمها هدية وعيدية للقراء، ويشتمل الحديث على ظواهر تراثية منها الرقص والصراع والقنيص (القنص) والالعاب.
وها انا اورد ما جادت به الاستاذة مبوبا وفقا لترتيب تسجيلاتها الصوتية على الواتساب:
(1)
ونبدأ ببرنامج اسمه القنيص (القنص او الصيد- المحرر) وهو عبارة عن مهرجان شبابي للفروسية، ويكون في الصيف دائما، حيث يكون الناس قد فرغوا من الزراعة والحصاد، فيتجمعون ويذهبون الى صيد الحيوانات، والقنيص مرتبط بالنقارة (ام ضرا) وتسمى أمبة ايضا، وتتكون المجموعات من الكوقولو وهي العشرة مجموعات اللغوية التي تخاطب بعضها، وهي مناطق كادوقلي وما حولها تقريبا. وعادة ما تنتظر الفتيات الفارس الذي يحضر أسمن او أكبر صيدة، ويمكن ان تكون الصيدة غزال، حلوف، زرافة او ابسط شيء ممكن ان يحضر الشاب معه ريش نعام او دجاج الخلاء، وهم يرتادون الغابات في الصيف في هذا المهرجان، وعندما يعودوا يجدوا الفتيات في استقبالهم بالغناء والرقص.
(2)
من الالعاب لدينا لعبة اطفال تسمى (تجيي)، ويجلس الاطفال تحت شجرة الجميز الكبيرة او اي شجرة اخرى ظليلة. وكل فتاة تحضر معها لوبيا بيضاء او سوداء او حمراء او مزركشة ابيض بأسود او ابيض بأحمر… ويقمن بوضع هذه اللوبيا في بخسة وتسمى ام صرو (والبخسة عبارة عن قرعة كبيرة مجوفة فيها فتحة صغيرة وتستخدم في حفظ اللبن او العسل او المريسة او العصيدة) ويقوموا بإدخال البوصة في البخسة لسحب اللوبيا (والبوصة هي عود الذرة الجاف المجوف)، فتكب فيها حبوب اللوبيا الصغيرة المحصودة من الجباريك (ومفردها جبراكة وهي الزراعة المنزلية في الحوش) وليس الحبوب الكبيرة المحصودة من الزراعة وغالبا ما تكون لوبيا الجباريك ملونة، وهكذا تخلط هذه الحبيبات الملونة داخل البخسة، والفائز هو من يسحب لوبيا من لون واحد فيجمع هذا اللون من كل المتنافسين، اما اذا سحب الوان واشكال مختلفة فيعيد المحاولة من جديد، فمثلا اذا سحبت اللوبيا السوداء بالبوصة فيحق لك ان تجمع كل الحبوب السوداء عند المتنافسين الآخرين وتضعها في كوم. وهناك المحظوظون الذين يفوزون كل مرة بصنف واحد، ويمكن ان يملأ ما يجمعوه قرعة او (كورية) كبيرة من اللوبيا يعود بها الى البيت.
(3)
لدينا ايضا رقص وأغاني البنات، وهي مخصصة للفتيات في الأعمار بين 12- 15 سنة، وهذه الالعاب مرتبطة برقصة البخسة، وتقام دائما في نهاية فصل الخريف وبداية موسم الحصاد، وتتجمع أولائي الشابات ويبدأن في الغناء الذي يقرظ الفارس القوي، لانها مرتبطة بالصراع (المصارعة- المحرر)، او يهجون الرجل الخواف او الجراي فيشجبنه ويفضحنه. لذلك يتبارى الفرسان امام الفتيات كل رجل يحمل درقته وعصاته ويرقص، ويسمى (توسو مولادو) اي الدونجوان او زير النساء.
فتتجمع الفتيات ويغنين لاؤلئك الفرسان، وفي بعض الاحايين يحفز الشاب البنات اللائي يغنين له او الحكامة بغزالة او ريش نعام او ريش دجاج الوادي، وهن مجموعة من البنات يغنين مع بعضهن البعض، وفي الليل تقام رقصة البخسة.
ورقصة البخسة تتم وفق إيقاع جماعي، تتكون آلاته من القرع (البخسة)، لكنه ملفوف وبأحجام متنوعة في شكل بوق، أو ساكسفون، تصدر أصواتا مختلفة يجيد العزف عليه شباب متخصصون. ويتم تأليف اغاني من المؤلف تكون بين الشباب ضد بعض، كمدح أحدهم، أو شتم الفتيات وبالعكس، ويترجم في شكل ايقاعات راقصة.