ثقافة وأدب

عزة رياض : أن تكونَ شاعرًا

سودان ستار

هل جربتَ أن تكونَ شاعرًا؟

وقتها ترى الليلَ عملاقا أَسودَ

والأرضَ مثل حلوى غزلِ البنات

ترى صنبورَ المياهِ ينزفُ دما

و تقطع يدَك مثل صديقاتِ امرأةِ العزيز

حين يعبرُ طيفُ من أحببتَ

تَقُد قميصَه ثم تغفو

تبكي وحدَك في قصيدةٍ ما

دون أن تذرفَ دمعةً واحدة

يصدر عليك حكمُ بالإعدام

حين تقتل فرحةَ أحدِهم

وربما تدخلُ الجنةَ لبضعِ ساعات

تطفو

تغرق

تصرخ

تغنِّي

تحلقَ في السماء ثم تحضِر نجمةً مجانية

تهديها إلى حبيبِك

فيعلقها في سقفِ حجرته

تسلم نفسَك

للهواء

للماء

للنهار

للحياة

للموت

ثم تكتب ما يمليه عليك أحدُهم

ترحل من ذاتِك

حتى تنجبَ قصيدتَك وأنت تهزُّ جذعَ الكلمة

فيتساقط عليك

ما تيسَّرَ من السحرِ

يصفونك

بالماجن

بالمهووس

يطلقون عليك أسماء

تشبه ما يطلقونه على البشر

ولا تبالي

توبخ نفسَك دوما

على كلمة ما زالتْ عالقة

في الغيب

أو اقتُطفَتْ بيدِ شاعر آخر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى