حالة هشاشة الوضع
السوداني وغياب
( الخط العام )
باب من امل قراءة دراما الواقع
( 3 )
قال الأديب الأمريكي (إرنست هيمنجواي)
أن قراءة أعمال الكاتب (ديستويفيسكي)
تغير ما في نفسك بتنقلها بين
( الهشاشة) و( الجنون )
و ( القداسة) و (الشر..)
لهذا يمكنك أن تثق، أن اديبا مثله كان يعي ما يقول
عندما قال عنه :
” أن تحيا بلا أمل ، هو أن تكف عن الحياه ”
( من منكم يريد الكف عن الحياة بطوعه ويعيش بلا أمل ؟؟ )
اي هو ربط ان تختار التشريح و فتح ابواب (الامل) من اجل القراءة أو قل التشريح من اجل الحياة
( ده الداير اقوله باختصار )
( أمل للطيش من اجل حياة أفضل )
و لأن الدراما منهج متكامل في قراءة الكل من نص
( الهشاشة الى الشر )
عبر مخطوطات المكان ( الهنا ) والزمان
( ماضي و حاضر ومستقبل )
والعنصر الاساس هو صياغة الموضوع/الفعل بعناصر الحدث الدرامي المتسلسل
(بداية و منتصف و نهاية )
و لأن موضوعنا هنا هو ( حالة هشاشة الوضع السوداني ) عبر تسلسل الاحداث
عبر تحديد المكان والزمان الذي اخترت علاقته في هذه السلسلة / الحلقات الثلاثة
و اليوم اختم حلقاتها
والتي إخترت زمانها افتراضيا ( من الاستقلال الى آن الحرب التي نعيش)
أو قل ( الان ) القريب المرتبط ب ( الهنا ) الذي تناقص
فكرة اعتمدت عليها رغم ان اصدقائي جدا من ( التاريخانين ) في تجمع الثوار المستقلين (تثق) يتحدثون عن زمان قديم جدا تاريخي تكمن البداية منه لوصف منجزنا البشري. وحالات التردي والنهوض التي لازمت الزمان في حركته على خارطة المكان
أو هكذا يظنون
حتى ( بداية التاريخ ذات نفسه )
لست ضد فكرتهم في تعظيم شأننا كسودانيين (كنا ) و ( نحن ونحن ) لقياس درجات الانحطاط الذي لازمنا ولازم حركة وجودنا و اوصلنا حافة هاوية الفناء
نحن أصل التكوين
و الوجود البشري أو كما يظنون ويعلنون انه دراسات التاريخ
وهي مجموعة كبيرة داخل ( تثق ) وخارجها و احترم توجههم
هذا
ولعل ذلك هو مدخلهم نحو السياسي العام
ولأن لكل نص درامي اختيار ( بدايتة ) اي انطلاق احداثه
عبر ( وسطة ) تطورة و تدرج الموضوع الى الوصول ( النهاية ) اي خاتمته
( نهاية العرض )
والخاتمة اي كما يسميها الدراميين (القفلة)
بعد الوصول الى قمة التصعيد (الكلاي ماكس) يبقى اختيار ( القفلة ) أو قل تخيلها
و وضع الخطط
لها و رسمها
واعتقد اننا الان في السودان وصلنا ( لقفلة ) الهشاشة بهذه الحرب
( ليس بعد الحرب كفر )
واظن ان ذروة الصراع تناصلت رماحها فاهلكت البشر و الزرع والضرع وكل لباء الخير
ولذا لابد من تصور (أمل)
نخطك له
نرسمه
أو قل نرجوه كلنا ( بنات و ابناء هذه الخارطة ) والتي بدأت في التناقص
( طوعا و كرها )
وهي معرضة بشكل اكبر الان اكتر من اي وقت مضى للتناقص
أو التفتت
ولحماية و منع ذلك لابد من مفاتيح له
و اعتقد انها تشكلت في (غياب )
الخط عام
و (المشروع الوطني )
اي غياب المشروع الإنساني لفكرة وجودنا معا
و (ايجاد ) فكرة نرتب لوجودها و اعتقد ان الملامح متوافرة و لكن في ما أظن يجب ان تكون الطرق مختلفة
( طرق تناول العام السياسي )
ومنها محو / نقد ( فردانية/ احادية التفكير )
والكف عن البحث عن ( سوبر مان ) ينجز إنابة عنا المستقبل
هذه (الانابة) التي تسربت لنا في كل ممارساتنا السابقة هي منطلقة من هذا المفهوم
اي مفهوم البحث عن (رجل خارق ) يتحدث
و يفعل بعيدا / إنابة عنا
لذا ظهرت اعراض ذلك المرض في الانابة عن كل مؤسساتنا
الوزير هو الوزارة ( اي مفكر إنابة عنها ) تبدأ منه و تنتهي
بلا مشروع استراتيجي
و الحزبي / قيادته هو/ هي الحزب
( اي متصرف باسمه )
مات القائد مات الحزب
والناشط هو النشاط
( يفعل ما يشاء باسمه )
بل فعل الانابة تشكل حتى بالاحتيال على المؤسسات نفسها وسرقتها وسرقة اسمها من الاساس
إذ تجد نقابي بدون نقابة في الاساس
(يتحدث باسمها )
( ده كلنا شايفنو )
و حزبي دونما حزب
( احزاب الرجل الواحد )
بل وخبير دونما خبرة من الاساس
سمعنا و شاهدنا خبراء عسكريين دون عسكرية أصلا
( الواقع بقول كدة )
وخبراء استراتيجين من غير اي استراتيجية غشت حياتنا أو حتى جاورتها
و هكذا حكايات نشاهدها عيانا
بيانا
دون حتى الاعتراض عليها
والعلاج هنا يكمن في اعلاء قيمة العقل و محاولة بناء عقل جمعي و صياغة اساليب العمل الجماعي والذي يبدأ بانشاء المؤسسات وليس على اساس ( الرجل الخارق) الذي يديرها أو يفكر إنابة عنها
وانا هنا لا اريد نفي دور الفرد والمفكر وهكذا قراءات يمكن ان توصف من هذا الجانب
ولكني اردت قول انه لا يستطيع رجلا / امرأة فردا ان يخط لنا ( خطنا العام ومشروعنا الإنساني )
اي مشروع حلقات وجودنا في ( الهنا) و ( الان ) ايا كانت ملكاته الفردية متقدمة حتى لو كان خارق العادات والتفكير
فقط مثل هذا الانسان نحتاجة مديرا/ ميسرا / مسهلا لتخلق هذا الوعي
لا اريد هنا التأسيس من فراغ
لسنا منبتين من تاريخنا و من محيطنا ومن حركة الوجود الانساني
بمعنى ( ما قايمين بروس)
ولا ( مقطوعين من شجرة )
قطعا هناك اشراقات فردانية في تاريخنا لافراد قدموا كثيرا كل في مجالة ( المجال الذي شكل مدخلا لزاويه رؤيته )
و لكن الرسم الفرداني اسهم في تشتت البناء
والفرداني هنا تشمل اضافة للفردي الذاتي ايضا تشمل فردانية المجال فغياب الخط العام والمشروع الإنساني ( الوطني ) لانسان السودان جعل منها اشراقات معزولة كل يعيش في جزيرته بعيدا من الاخر
ومن هنا تكمن اسئلة الاشراقات حول مشروعنا الإنساني
هل غابت الاشراقات عن التجربة الإنسانية السودانية ؟؟
الاجابة قطعا لا
هل بالسودان مفكرين ؟؟
قطعا نعم
هل انتبهوا لهذا الغياب ؟؟
نعم ( ملكلكة كده )
اولها مثلا و رغم ان ملامح فكرته كوني ديني
لا اعتراض عندي على كونيتها ولكني فقط انا هنا مهتم ب (الهنا والان )
وهنا أقصد المفكر الأستاذ ( محمود محمد طه ) انموزجا للمفكر السوداني الخالص الذي اسس لفكرتة وتمثلها و اسس مدرسة خاصة به منطلقا من الفكرة وهنا لست في معرض مناقشة افكارة التي قد نختلف أو نتفق معه فيها إلا انه مفكر انجز مشروعة
( دي واضحة جدا )
وإن كان طابعها
( ديني متقدم )
في مواجهه/مناهضة ( دين سلفي متخلف )
و هذا مبحث لابد ان نجد له تداخلاته في تجربتنا الإنسانية التي نرجو منها انشاء خطنا العام
خصوصا ان الرجل وفي حلقة التنوير التي اسس لها كشف عن زيف التفكير الطائفي
و استقلال الدين في السياسية و هاجم الطائفيه السياسية بشراسة ( غير متعودة ) في زمن كانت الطائفية هي اس عملنا السياسي العام والمتحكم في كل تفاصيلة بل نحن الان نعيش نتائج ذلك الخطل
( الطائفواسلاموي)
بل و هي الان اي بقايا الطائفية الدينية تريد ان تكون جزءا من الحل بعد ان شكلت مشهد الازمة
وكذا ذهب الأستاذ محمود محمد طه بث الوعي و مواجهه الافكار الدينية الوارده من خلف الحدود
و (الحدود) هنا أعني بها الافكار التي تم انتاجها في مجتمعات لا تشابه تكويناتها تكويننا الاجتماعي مثل حركات الوهابية
و السلفية
و الاخوان المسلمين التي لا تشبه بأي شكل من الأشكال ( الهنا ) ولا ( الان ) اي ( لا انتمي لا المكان / السودان ولا الزمان / هذا القرن )
و قدم الرجل مجهودا جبارا في كشف زيفها وعدم مناسبتها بيئتنا الاجتماعية واستغلالها الدين من اجل الحكم وهو الشرك الذي وقعنا فيه واصلنا بتناقضاته مع مكونات مجتمعنا الثقافية و زمان تواجدنا الاني مما شكل محصلات الحروب والتفتت التي نشاهد الان
إذا هذا جانب نستطيع ان نستصحبه في تجربة بناء و تأسيس مشروعنا الانساني القادم
وهناك تجربة القائد دكتور (جون قرنق) الذي تحدث بملاحتة المعهود ووضع بذرة طرائق التفكير
( ان لا الاسلام و لا المسيحية توحدنا
وكذا لا العروبة ولا الافريقانية توحدنا بل الذي يجمعنا ويوحدنا هو السودانوية )
وهذه نقطة انطلاق محترمة في كشف زيف حالة التشابي الانتمائي لخارجنا التي نمارسها
و ارهقت روح انتمائنا الخاص والبحث عن انتماءات اخرى خارجنا
عروبية و افرقانية
لا يمكن ان تكون
( هنا )
و تبحث عن انتماء ( هناك )
وهو ما اسميته ب( التشابي )
وكذا من ملامح الدكتور جون قرنق في خطة الفكري بناء السودان الجديد اي
( سودان ما بعد الحروب )
من أفكار محدده و ان تنازعها السياسي المباشر و ادواته
و افرغ محتواها
وقد بنى ذلك على مفهوم الوحدة السودانية على عنصرين مهمين
الاول :
التنوع التاريخي
والثاني :
التنوع المعاصر
وهي رؤية تقارب رؤية تيار التاريخانين في
” تثق ” و تتاقطع مع ما هو سائد الان
والان هنا أعني بها ما وصلنا له
بمعنى ان الواقع المعاصر فيه اكتر من 500 اثنية وتتكلم هذه الاثنيات اكتر من 100 لغة اي القصد انه تعقيد لابد من وضعة في الاعتبار
فدكتور جون أسس معالم لما يعنيه من وحده
ليست وحده عاطفية ووجدانية فحسب
وكذا القائد عبد العزيز الحلو عندما يتكلم ويصر في اي حوارات معه على مصطلح تناولة كثيرا وهو
( مبادئ ما فوق الدستورية )
اي قوانين لا تمس بعمليات
الانتخاب أو الاغلبية بمعنى صيانه المبادئ والحقوق العامة
و الانسانية لا تمس و لا تعدل وهي فكرة نشأت من ازمةوالممارسة السياسية عبر مجترحات ما يسمى بالاغلبية وراي الاغلبية بل ونظرة الاغلبية وهو الخطل الذي ازم مفهوم الدولة الحديثة وجعلها مطية ساهلة للاحتكار
وقطعا لو فشلت هذه المحاولة الافتراضية على خارطة السياسة ( محاولة المبادئ الفوق دستورية)
لن يكون لها بديل غير تفتت السودان
( لتصب في البحر الاسن القديم )
رغم اني من حيث الاساس ضد حمل السلاح و تكوين حركات مطالبة عسكرية و لكنها حركات نشأت فيما نشأت من ممارسات وسلوك الدولة الخاطئ في التعامل مع القضايا الدستورية بدليل فشل كل حكوماتنا ( السابقة ) في انشاء دستور دائم للبلاد
( كل رجل خارق حكمنا جانا بدستورة )
وهنا لا تستطيع اي مرافعة قانونية ان تترافع إلا عبر مقولات صارت عادية ولا تثير الهلع فينا
( دستور سنه كذا المعدل في كذا وكذا )
وما هو معلوم هذا أصلا ليس دور الحكومات بل هو دور أساسي لعقد اجتماعي يؤسس عليه وليس تعديلة وفق اهواء شخصية أو انتماءات خاصة
وهناك الكثير من الاشراقات التي يمكن ان نبني عليها خطنا العام أو قل مشروعنا الإنساني الوطني الذي يؤسس لقيام الدولة التي لا تمس بأي مبرر وتضع و نضع دستورنا/ مرجعيتنا
ك (أمة سودانية)
من خلال هوية البلاد الثقافية
و الاجتماعية
و هويتها الاقتصادية
و هويتها القانونية والمرجعية
اي هوية ( الزمكان ) الذي نحن فيه والذي نريد
فقط تبقت نقطة اريد الختام بها هو ان الامر ليس فردانيا بل هو امر مؤسيسي يديره مجموع يعمل كمسهلين للفعل (الناقص/الغائب)
اي بناء
( خط انساني
وطني عام )
يقود لهوية ( المشروع الإنساني السوداني ) من اجل ( مشروع ) متماسك بقى ويعترف بالتعدد و يحترم التنوع ليؤسس لواقع ( جمالي) مختلف
( أليس التعايش واقع جمالي كامل الدسم ؟؟)
عبر أداة ( جلالية) محكمة الأصل
( اي الدولة )
المقترح
قيام مركز لدراسات السودان
( يبحث في امكانيات /الجمالي/ لتأسيس الجلال الاداري )
ك(ميسر) ( مسهل ) لبناء مجالات الوجود الحالي لوضع اللبنات لبناء المشروع الإنساني / الوطني السوداني
ولا يفوتني هنا ان اشكر لمجموعة الخبراء السودانيين ورفعهم لهامة الوطن و تجمعهم ( كل حسب مجاله وتخصصة )
و هي بادرة في الاتجاه الصحيح
ونحن الان في حوجة ماسة لكل مجهوداتهم ولكن بناء أو على اساس مشروع وطني / انساني سوداني حتى لا تتشتت جهودكم وجهودنا
شكرا كتير متابعة
واسف كتير جدا اطالة
انتهى
الصورة
( ان العمل الجاد والمضني قطعا يقودنا الى الوصول )