ثقافة وأدب

عمار الشريف -عبثية الحرب يا صديقي 

 

أتعلم ما الذي يحزنني يا صديقي؟

يحزنني أنني حاولت بكل الطرق الوصول إليك، بأشياء لا تخطر على بالك حتى أنني حصلت على أشياء كثيرة تخصك كتاباتك وصورك وجزء من حفل تخرجك وفيديوهات تخصك، وكل هذه الأشياء تراكمت في هاتفي، وصادفت يوماً رقم هاتفك،

ولكن كل هذا لا يعطيني الحق لكي أحادثك أو أسألك عن حالك،

لأن الحرب قطعت كل سبل التواصل بينا والظروف،

عندما طلبت مني وكنت علي امل ان اكون عوناً لك وفجأه اختفيت والسبب هذه اللعينة الحرب وحرب علي الإنسان وفقدان التواصل، وانت حسبته هروب وكيف اهرب من اعز الأعزاء ومازلت ابحث عنك ياصديقي ..

لا زلت أنظر لكل شيء يخصك من بعيد وبهدوء، ولكن قلبي يشتعل نارًا، وأنا أرى خلفية  (إنا لله وإنا إليه راجعون) في خلفية الواتس خاصتك ولا أعلم سببها؟ ولا أستطيع أن أخفف عنك حزنك أو أن أسال عن حالك؟ تنقبض روحي ، ويخاصمني قلبي وتبقى الدموع تسيل على خدي دون توقف، أتعلم كم مرة قلبي يشاورني بأن أطمئن عليك وعلى حالك ولكن خوفي من أن أتجاوز حدود انت اغلقتها فلا حق لي بأن أحادثك، أن لست قاسي يا صديقي، أنت الذي لم تجعل لي حق في أن أكون إلى جانبك في الشدة واللحظة، أنا لست قاسي يا صديقي فأنا إلى جانبك قلب وروح وتفكير،

حتى إن كنت بعيد عنك

أرجو أن تفهمني ..

أن أخشى بعد هذا الغياب الطويل ، إن حادثتك فتعود شفقة وليس حباً الاخوان وعفه الأصدقاء ورغم ذلك مازال الإصرار بداخلي

كان عليك قبل أن تذهب أن تشرح لي طريقة كيف أن أعيش يومي دون أن احادثك وكنا كل لحظة ونحن نطمئن علي بعض، كان يتوجب عليك أن تخبرني كيف أحبس دموعي من التساقط حين أسمع الأناشيد التي كنت أسمعها منك حين نتذكر الماضي، كيف أن أتحكم بنبض قلبي من التسارع والخفقان عندما ينادي الأخرون لشخص يحمل نفس أسمك.

انت لست مجرد صديق وانما اخ اعز عزيز.

كيف أن أصنع لنفسي وبنفسي أعذار ومبررات لغيابك و كيف أقتنع بها ..!!

لا أكتب آملاً منك أن تقرأ، فلا أتمنى أن يعيدك لي كتاباتي أو معرفتك لمحاولاتي لمعرفة أحوالك ..

اتمنى أن يعيدك قلبك الطيب، الاخ الودود ..

إليك أنت يا من كنت تقول بأن لا يتجرأ أحد من أذيتي وأنت موجود وكنا نتسابق سويا في درر الكلمات لبعضنا …

تآذيت كثيراً في غيابك ياصديقي، جُرحت وتألمت، ولكن كل ذلك لا يساوي شيء أمام تألمي من البعد الذي قدر أن يكون بيننا ..

سأبحث لك عن ألف عذر يبرر غيابك، ويوم  لا أجد عذرا سألوم نفسي..

وتظل العزيز وكلما بعدت اتلهف اليك شوقا ياصديقي وياعزيزي،

انها الحرب والظروف وتبقي الأعز دوماً

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى