ثقافة وأدبكتابات

عمار الشريف – مراكب المستحيل

سودان ستار

 

هأنذا أبحر من جديد، في سفينة أيامي، احمل عليها أحلامي وطموحاتي، احمل عليها كل آمالي، كل ما هو جميل أخذته معي في هذي الرحلة بدأنا بالإبحار سويا ونحن لا نعلم أي المخاطر سنواجه، وما هو الذي ينتظرنا؟ أرى هذا وتلك، الجميع سعيدٌ، فقد كنا بانتظار  الرحلة منذ مدة طويلة،فجأه وبدون سابق إنذار بدأت الغيوم بالتجمع، والرياح تزداد، والموج يتلاطم، بدأنا نخاف والكل في حالة رعب، اجتمعنا سويا في مكان واحد لأجل أن نساندَ بعضنا البعض، كنت أحاول السيطرة على الجميع، كنت أحاول البحث عن طريقة لسلامة الجميع.ولكن فجأة اصطدمنا بشيء لا نعلم ما هو، رأيت العدد قد تناقص؛ رأيت بعض أحلامي قد اختفت،حاولت ان أتماسك لأجل البقية، لا أريد أن أضعف أمامهم، آمالهم كلها تستند علي، أحتفظت بحزني في أعماقي وواصلت إلابحار في محاولة أن أخرج من هذه الرحلة بأقل الأضرار وأقل الخسائر، بدأوا بالتناقصش يئا فشيئا لا أستطيع فعل شيء أرى نفسي عاجزًا عن كل شيء أحاول السيطرة على الوضع،ولكن ماذا ! أرى سفينتي قد تاهت في مكان لا أعلم أين هو؛  واصلت المسير،

قلت سأرى إلى أين أصل إذا سلكت هذا الطريق،

ولكن قبل أن أبدأ أولى خطواتي، رأيت أكثر شيئًا أحببته قد اختفى، رأيت حلمي قد ضاع، أنهرت في تلك اللحظة،لم أعد أستطع التحمل أكثر، كل هذه الخسائر تهون إلا هذه .. لا أستطيع التحمل الجميع ينظر لي، يحاول تهدئتي يحملون الطريق في عيناي، ولكن ماذا!! ماتت الحياة في نظري، ماتت بعد رحيل حلمي .. نهضت وواصلت الطريق بانتظار عوض الله،كانت سفينتي بدأت بالتدمر تارة من أمواج وتارة من الذين أخذتهم معي في الرحلة، وإلى اليوم وأنا أبحر ولم أستطع أن أجد المكان الذي أرسو عليه،كل من معي قد أخذ من قدرة تحمل سفينتي  الكثير، لم يتبقَ سوى القليل جدًا في انتظار موج جديد، أما يعيد لسفينتي طاقتها ويصلحها،وأما يكمل ما بدأه الأولون، مازلنا على شطان غربة المكان، وذكريات الوطن الجربح الذي يعاني الحرب العبثية، ونحن نصارع امواج المتوسط العاتية والعبور للضفة الاخري، نحمل الآلام والاشتياقات وغادرنا مجبرين، ولم ترسيطى السفينة بنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى