منوعات

عمر ترتوري يكتب: يبقى العيد عيدين

سودان ستار

عيد الأضحى او كما يحلو لنا عيد الضحية أو (العيد الكبير) هو فرحة ومحبة برغم الحرب الضروس وبرغم المآسى والتشرد والهروب من جحيم الحرب وأصوات المدافع و أزيز الطائرات ، وللأسف تشعر العديد من الأسر بالحيرة في ظل ارتفاع أسعار الخرفان ، وتفشي البطالة الناجمة عن الحرب.

برغم ذلك فالنفرح قليلا وننسى الهموم و نجتمع وتتبادل التهاني والأحاديث والذكريات في جو يسوده الود والتآلف .

عموماً نحن هنا فى القرير وبالتحديد فى الكنيسة او صفانا بالشمالية ، فالعيد افضل لنا من الغربة الكربة وهنا فى الصفا لاحظت ان مظاهر العيد مشابهة بما كان عليه الناس في الماضي.

صباح يوم العيد ومن دغشا بدرى او مع النباه وبعد ان يأذن عبد المنعم البدرى امام خلوة البادراب وحسن عبد الماجد الحلابى فى جامع العوضاب وعمر يحى فى جامع الجاراب يستيقظ كل أهل الصفا كباراً وصغاراً ويلبسون أحسن الثياب، ويتوجهون إلى مصلى العيد ليشهدوا الصلاة ويتبادلوا السلام ويزفوا التهاني بهذه المناسبة العظيمة لبعضهم.. والبسمة تملأ وجوههم .

تعجبنى صلاة العيد لأنها بعيد عن البيوت وفى الهواء الطلق وفى ميدان عام تكسوه الرمال وحباتها ناصعة البياض التى تنظف ولا توسخ تلك الملابس التى نرتديها عند ذهابنا إلى صلاة العيد ، هى أثواباً بيضاء جديدة ويضع كثيرون العمامة على رؤوسهم، وعند عودتهم بصحبة أطفالهم يقومون بمعايدة الجيران والأقارب الذين يسكنون في كل انحاء الصفا كما تعم الشوارع أجواء من الفرحة ، وبعد ذلك ينصرف الجميع إلى ذبح الأضاحي، إذ تقوم النساء بتجهيز وجبة الفطور التي تجتمع فيها العائلات مع بعضها ، أما الشربوت فهذه حكاية قائمة بذاتها .

عموما هذا العيد الذى نعتبره كبيرا من الممكن ان ينسينا الحرب ومآسيها ونستمتع بمظاهر العيد التقليدية المشابهة بما كنت أراه في السابق والتي تعيد لنا ذكريات الماضي وأيامه الجميلة .

لا شك ان العيد فى الكنيسة ( الصفا ) وأيامه تجمعنا بأصدقاء الطفولة في نفس المكان الذي قضينا فيه سنوات الصغر وتفرقنا عنه من اجل الرزق والعمل، وخلال هذه الأيام نلتقي بالأصدقاء ونتبادل السؤال عن الحال ونسترجع الذكريات العالقة في الأذهان فنشعر بلذة العيد ونتعايش مع أجوائه.

ختاماً /

اللهم احفظ السودان وأهله، وارزقهم الأمان والاستقرار وارفع عنهم البلاء والمحن.

اللهم الطف بالسودان وارفع عن أهله الطيّبين ما ألمَّ بهم من ضرر واخلُف عليهم خيرا .اللهم اصرف عنهم كل شرّ وارحمهم برحمتك الواسعة.يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، اللهم افتح أبواب رحمتك وبركاتك على هذا الشعب الطيب واجعل عيده عيدان عيد اضحى وعيد نهاية الحرب ( آمين )

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى