منوعات

نصر الدين عبد القادر: 44 عامًا على رحيلها.. من قتل الفنانة منى الخير؟

في يوم السبت الموافق ٢٦/ يناير/١٩٨٠م، حمل “الحمام الزجاج” الرسالة الأخيرة للفنانة العظيمة منى الخير، وهي تسافر في رحلتها نحو الأبدية الخالدة، بعد أن عبقت فضاءات الغناء السوداني بأجمل ما جاد به صوتٌ نسائي.

 

ذات أُصبوحةٍ من عام ١٩٣٧م، أشرقت ضاحية بري شرقي الخرطوم على شمسٍ صاحية، حين رأت الفنانة منى الخير (عيون المها)، نور الحياة لأمٍ من قبيلة الشلك، وأبٍ من أقاصي شمال السودان، فاختار لها أبواها اسم آمنة خير الله، ولكن مجموعة من الشعراء والموسيقيين على رأسهم الشاعر إسماعيل حسن، والموسيقار خليل أحمد، رأوا أن يختاروا لها اسما فنيا، فكان الاسم المعروف منى الخير.

 

الخلطة الحميمية بين الشمال والجنوب التي مزجت روح الفنانة وحياتها، كان لا بد أن يتجلى عنها ذلك الجمال الذي قال عنه الشاعر والملحن عبد الرحمن الريح “دا من الأصوات البتغطسني”، ولم يكن عبد الرحمن الريح يقصد الصوت، وإنما صاحبته، وهو ما أفصح به إلى الدائرة المقربة منه، وفقا لما جاء في كتاب ” من تاريخ الغناء والموسيقى في السودان”، لمؤلفه الصحفي المتفرد والكاتب العظيم معاوية حسن يس، وهذه الموسوعة الفنية ربما تكون أعظم توثيق لتاريخ الغناء والموسيقى وشعراء الأغنية السودانية، حيث أطلق عليها الدكتور النور حمد (كتاب طبقات الفنانين) تشبها بطبقات ود ضيف الله في مناقب الصوفية.

 

وبالعودة إلى افتتان عبد الرحمن الريح بمنى الخير، يشير الكتاب إلى أنّ الذين عرفوا ود الريح عهدوا فيه حبه للجمال، ومنى في ذلك الوقت كانت آسرة وآخذة بذمام القلوب، ومن خلال الأغنيات التي قدمها لها ود الريح يتبين ذلك، ومنها:

 

يا منى عمري وزماني

قلبك ليه لساني

 

ومن أجمل الأغنيات التي قدمها ود الريح، وفيها شواهد على إنها نُظمت في منى الخير نفسها أغنية (عيون المها)، وفيها يقول:

 

الحب يا “مُناي” أشواق

وأنتِ الورد وأنا أهواك

سبحان الذي سواك

واهداك من بدايعو فنون

يا عيون المها يا عيون

 

لم تجد منى الخير صعوبة في ممارسة نشاطها الفني لجهة أنّ والدتها كانت تشجعها على ذلك لتساعدها في حمل أعباء المعيشة.

 

بدأت حياتها الفنية بترديد أغاني البنات الحماسية، أو ما يُعرف بأغاني السباتة، وكانت بيوتات الأعراس لا تنفك من استقدام منى الخير حتى تكون للعرس بهجته، وما تزال أغنيتها (الليلة يا نعومة) تشكل أكبر ملامح

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى