سرت بخطى حثيثة أحمل جثة هامدة ثقيلة الوزن؛ تسيل الدماء فوق سترتي، كان الخوف يلتهم طمأنينة نفسي ..
من أين أتيت و أي بلد الآن سأموت … !!
مناضل أو فطيس قلما يعنيني لأني لن اتحول إلى بذور تلتهمني الطيور أو حتى ثمار صالحة للاستهلاك
أريد أن يتحدث عني ويُثنى حيث وجد الثناء أحد من قادة المجتمع الصادقين ..
ولكن
يتحدث عنا بشكل عام كجنود ويزغردن سواقط المجتمع
و يثني علينا حضيضه.
أتذكر أن أمي دائماً كانت تقول (كبدها يؤلمها) ، لا أفهم وقد نسيت الآن كل مفردات الدعاء والرجاء وظللت أصِح بصوت مبحوح وانا في الأصل جنديٌ غليظ يا للأسف !!
الجنة .. الجنة .. الجنة
طريقة أخرى للاستسلام وأسلوب جديد في الصراخ ، عراك مع النفس والمدينة في صمت رهيب . .
صيحاتي غير كافية لم ترقي لمستوى الحقيقة وتغرق في الجبن…
…
قمت بأداء التحية بكل تأدب وأنا في تمام القرف ؛ لم يكترث الجنرال وأظنه في تمام القرف أيضا؛ كانت نظراته قوية حادة للقائدين أصابتني بالدوار و حديثه كان ممزوج بالثقة رغم خساسة المشهد… !
في الفجر تجولت وكنت أرتدي الزي المدني .. ما أقبح الطرقات وأوحشها … !!
تربة تفوح رائحتها دماء …
نزف في الحياة ..
نسف في الكرامة ..
كتلات من الشجن تصفع أكباد بعضهم المهترئة بالفقد ..
خوف كامن ..
وجوه الجميع كـتربةٍ صلبة، حتى لا سلطة للجوع مثل قبل على جعلهم يغضبون أو يحزنون .. !!
العصافير أيضا لم تبشر أحد غادرت وهي لا تعترض أفعالنا كجنود..
ننفذ الأمر ببغض
و نطالب بالحياة،
نتلثم ونبث الذعر في نفسوهم رغماً عنا …
و لا مهرب من ألم انشطار الألم ..
لا يوجد من الزاد سوى ماءٌ آسن محفز للتقيؤ .