ليس صحيحاً، محظوظة من أحبها رجل كذا وكذا..
محظوظة من أحبها رجل فقط.
ف”أحبها” هي مربط الفرس، الحب هو الفعل، لا زيف القول. ليس شيئ يمكن أن يخمد أو ينسى.
لا ينهيه الوقت، ولا يقتله الغياب.
أحيانا كلمة واحدة تختصر قصيدة كاملة من الغزل، عندما تقال بمنتهى الحب.
ذلك الحب المستتر في ضمير الروح دون وعي.
ليس الحب ذلك الشيء النمطي دقات القلب، ارتعاش الأصابع، ربما لاتشعرين بذلك.
فقط يكفي أن يتحول مابداخلك من الحركة للسكون، والعكس. أن ينقلك من شعور لنقيضه تماماً.
أن يمنحك الأمان.
ستجدي في ذمه الحب، أكثر من مدح غيره.
ستأكلك الغيرة والوحشة، وتفرحك رسائل العتاب.
سيرفرف قلبك من عبارة صباح الخير، ولن تحركي ساكنة من قصائد غزل من غيره.
أن تكوني في حضوره خاشعة لا يلهو الفكر عنه هنيهة من زمن.
أن لا تقولي عنه قد كان..
كان هو رجل عادي، وكنت صغيرة حالمة.
كان يريد أن يلحق بركب المجد، وكنت أريد أن أحلق في زهور العمر.
كنت أرى في الحب عاطفة هوجاء وكان يراه استقرار واكتمال.
كنت أبطئ الخطو نحوه، وكان يهرول باتجاهي حتى تجاوزني.
كنا خطين متوازيين لم نستطع أن نفترق يوما لكننا لم نلتقي أبدا.
كان رجل عادي، حتى صار بقلبي أكثر من عادي.
لم أتسائل يوماً هل يبدو هذا حب!
كنت مشغولة به، اكتشفه، واتكشف له.
أرمي له ما بقلبي من حزن وفرح، ويلملم عني ضاحكاً.
لم يتكلف، كان متزناً عندما اختل.
لم يتململ، كان صبوراً عندما أحتد.
كان يرمي الحب على أرض قلبي دون انتباه، فنمت اليوم، بسحب الغياب.
ولم يكن هنا ليحصد شتول الود.
ربما يعود به الزمان، كمتفرج على الحقل من بعيد.
فقد كان رجل عادي
و رحل