Uncategorizedكتابات

العفراء : إلى أم قرون …

سودان ستار

إلى أم قرون …

إلى المرأة السودانية في بقعة أخرى من أرض هذا الوطن.

أكتب لك اليوم وأنا امرأة مثلك، تجمعنا نفس الهوية وإن اختلفنا في السحنة، واللهجة، وبعض الرتوش.

 

أكتب لك مسرعة لعل خطابي يسبق خطاب الكراهية الذي يخطه لك “صاحب الكدمول”.

أنها رسالة من نساء الخرطوم، هل تعرفين شيئا عن نساء الخرطوم؟

أنهن نساء شهرنا صوتهن بالهتاف يوما، وهز أرجاء شوارع الخرطوم، كان يخرج صوتهن من كل أزقتها وهن يصحن “كل البلد دارفور” ويرتد سياط على أجسادهن من جنجويد العسكر.

في الوقت الذي كنتٍ تحملين الحطب أو الماء على رأسك، كن يحملن لافتات تحمل صوتك، كن يردن أن يحملن عنك هذا العناء الذي عادت بهن الحرب له، والأهم كن يردن أن يحملن عنك عناء الفكر، أن يفتحوا لك آفاق أخرى غير تلك التي تشعرك بالفخر ورجلك يحارب في أبناء جلدته!

 

كن يردنك أن تنجبي رجالاً يضحوا بكل غالي ونفيس من أجل الوطن، لا أن يضحوا بالوطن من أجل دونية النفس والاطماع الشخصية.

في تلك الشوارع كن يقاتلن دفاعاً عن حقوقك ببسالة، كن ينشدن لك ولهن حياة ملأها السلام، والحرية، والعدالة..

في هذه الشوارع المملوءة بالدمار والدماء اليوم.

ونحن نرد في صفوف الماء، وقف “اشوسك’ مزهواً ببندقيته قائلاً: انتو شفتوا حاجة لسه ضوقوا العايشنو نسوان دارفور.

مفتخر بلا رجولته ظن أنه المنتصر أخبريه أن النساء هن النساء.

قويات، وصامدات، أنهن فعل حياة يحاربن كل أفعال الخراب والموت التي يصنعونها بعقولهم الصغيرة.

هل كتب لك يبثك إنتصاره المهزوم، هل وصلتك هداياه المغلفة بدماء أصحابها، هل وعدك أن تسكني بيوتاً أصحابها مشردين، أن يرتدوا أطفالك ملابس صغار ماتوا من العطش في صحراء الفرار.

أخبريه أنك لن تزفي على صرخات امرأة مثلك، لن يحتفي برجولته على فراشك من دنس طهر بيوت بالقوة.

قولي له أنك لن تستري جسدك بثوب تعري منه جسد امرأة مثلك.

تلك الثياب التي سرقوها بدافع الحقد لا الحوجة، نهبوها دون رأفة بحال أهلها وهم يقولون: “شوف عوينهم عندهم كم توب، نحنا عوينا فرد توب”

قولي له أن حروب الرجولة والشرف لا تخاض في أجساد النساء.

أن انتهاك الأعراض ليس مهراً يليق بك.

وأن النساء للنساء أين ما كن.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى