ثقافة وأدبكتابات

عمار الشريف: الشعور الأول

سودان ستار

 

جميعنا نسعى على أن تكون مشاعرنا كالشعور الأول في تجربة ما أو في كل نزول في محطة جديدة ، ككلمة قالها شخصك المفضل أو كصباح الخير التي لم تأتي كعادتها بل أتت ممن كنت تتمنى أن يرسلها لك أو كشعور الفرح الذي يأتينا بعد ترح طويل سكننا أو كغيث أنتظرته طويلاً أو حين يشفى من ظن أن شفائه مستحيل،

لكن السؤال هو : لماذا لا يبقى الشعور الأول كما هو ؟ على الرغم من عدم تغير الأطراف!

إلا أن الكلمة التي قالها مفضلك تصبح عادية

و صباح الخير التي أنتظرتها تكون بديهية،

أو أن الوصية تصبح مملة و ليس لها تلك الأهمية

و الفرح الذي يأتي تصحبه ألآم مخفية

و الغيث المنتظر جاء بصورة مأساوية

و الذي شُفي تمنى لو كان بحالة دموية

هل لأن حقيقة الشعور خالفت حقيقة الواقع ؟

أم أن هذا يعتمد على صدق مشاعر جميع الأطراف ؟!

ماذا لو أن لذة الشعور الأول طغت على جميع المشاعر فبدت لنا مشاعرنا أنها كالشعور الأول و حين تفقد طعم تلك اللذة نظن أننا فقدنا أهمية الشعور !!

أعلم أنها مجرد تساؤلات تراود أغلبنا ، لكن بالنسبة لي ، أن حقيقة بقاء الشعور يعتمد على حقيقة المقابل فكلما زاد صدقه بانت حقيقة بقاء شعوره الأول ، و هذا لا ينطبق على جميع بل ينطبق على الأشد صدقا ، ربما لهذا السبب لم أفقد شعوري الأول تجاه شخصي المفضل أو تجاه تلك الكلمات التي تكررت في إرسالها إلا أن أستلامها كان بنفس أستلام أولها أو كتلك الوصايا التي لطالما أحببت ألتزامها

أضمن في مسيرة حياتي أن شعوري يزيد و لا ينقص و خصوصاً تجاه من يعرف نفسه ، لا أشك يوما أنني سأفقد لذة شعوري فالشك لا يجتمع بقلب مؤمن،

ولماذا يتبعثر الشغف في النهايات،

والبدايات بلسم وحلاوة مبتغاها،

لماذا اندثر وعد الوعد في بداية الود؟

هل عراك السنين او ملل اطراف الدواخل المثقلة بعد الحلم،

وهل ظروف الحياة مقياس لهدم قصر الأحلام  المبلل بندى البدايات !

الحكمة لا في التحمل او التجمل ولا الصبر مقياس وانما لماذا تبدلت سحب الانتطار الماطره !

الي رياح عبثية تلاعبت بالبنيان وانطفى سراج الدهر محطم شغف البدايات.

لماذا؟

ورغم العتاب في الدواخل ذاك الأمل “القبيل” باقيا حزينا وقد شج مفصله وثابت على الثرى

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى