ثقافة وأدب

عبدالخالق أبوبكر – قصص قصيرة جدا

مؤسسة سودان ستار الثقافية

١.. عرضحال

على ورقةٍ بيضاء رسم خارطةً للوطن، أحاطها بإطارٍ ذهبيٍّ أنيق وبعنوانٍ يناسب لحظة الفكرة، أسندها على حافة النافذة ليتأملها جيداً، سهواً سقطت الرسمة من الطابق العلوي على الشارع العام وتهشمت، ألقى عليها نظرة أخيرة، أغلق النافذة، أطفأ النور ونام ليلته بلا إطارٍ ولا عنوانٍ ولا وطن.

 

٢.. خلف الكواليس

أصدر الكاتب حكماّ بالإعدام على بطل قصته القصيرة بعد أن أثبتت كافة التحريات تورطه في الفساد الإداري والتلاعب بالمال العام، ولأسباب مجهولة لم يتم تنفيذ الحكم في الوقت المحدد، مؤخراً شوهد البطل وبحريةٍ تامة يتجول خارج النص.

 

٣.. مخاض

صغيرتي، عندما حانت لحظة ميلاد قصيدتها، هزت إليها بجذع القوافي فتساقطت عليها أعذب أبيات الشعر.

 

google.com, pub-1840596202921895, DIRECT, f08c47fec0942fa0

٤.. تفاعل

أثناء مرورها أمام دار الأيتام أبت نفسها إلا وأن تساهم بكل ما تملك في تلك اللحظة، أقبلت نحو صندوق التبرعات ودست في قلبه منديلها المبلل بالدموع.

 

٥.. مشهد

تفاجأ عندما فتحت الباب وأذنت له بالدخول، سألها متعجبا:-

كيف علمتِ أنني أمام داركم ولم أطرق الباب بعد؟!!

أجابت:-

سمعت دقات قلبك.

 

٦.. لحظة وداع

قوة خفية تدفعه إلى الوراء، وضع حقيبة السفر جانباً والتفت إلى الخلف ليري ماذا هناك، فإذا بأفراد أسرته ممسكون بظله يسحبونه بكل قوتهم إلى داخل الدار.

 

٧.. عزف منفرد

لم تكن الإضاءة كافية حتى تتمكن من إلقاء كلمتها أمام الحضور، ولكي تكون الرؤية أكثر وضوحاً، ألقت ابتسامتها على الورقة.

 

٨.. فكرة

حتى يتمكن من اغراء كل النساء لمتابعة عموده الصحفي اليومي، كتبه تحت عنوان:-

للرجال فقط.

 

٩.. ورطة

أسرَّتْ لها إبنتها بأن شقيقها الأصغر دائماً ما يعاكس صديقتها وهي في طريقها إلى المدرسة، فحذرتها أمها بأن لا تقص هذه الحكاية على والدها حتى لا يعاوده الحنين إلى أيام شبابه.

 

١٠..جائحة

بعد دراسة دقيقة ومتأنية تبيٌَن للباحثين بأن أسوأ الحكام تسلطاً لم يتمكن من فرض سيطرته المطلقة على وجه هذه البسيطة كما فعل فيروس كرونا، فقد استطاع هذا المخلوق العجيب وفي فترة وجيزة من الزمان، تكميم أفواه كل شعوب العالم

 

١١.. حالة

عبر رسالة رقيقة اعتذرت لزوجها عندما اتصلت عليه سهواً وهو في إحدى جلسات البرلمان الدورية،

فهي بلا شك تعلم تماماً بأنه لا يحب أن يزعجه احداً عندما يكون نائماّ.

 

١٢.. ابتسامه أخيرة

لم يعد الأمر سراً، فقد أكدت لها إبنتها ذات الأربعة أعوام بأنها فعلاً ذاهبةً غداً إلى شهر العسل مع إبن جارتهم حمادة، بعد أن سمع والديه يتحدثان كثيراً عن أصناف الحلوى المتوفرة هناك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى