منوعات

الطاهر علي الريح: حسن أكرت رهافة الحس ورقة المعنى

 

الأستاذ حسن عبدالله سليمان أكرت المشهور بحسن

أكرت هو شاعر مرهف الحس رقيق الكلمة وكما كان

شاعرا كان فنانا كذلك فقد كان يعطر سماء نعيمة

بأغانيه كلما سنحت الفرصة لذلك فى الجمعيات

الأدبية والمناسبات الوطنية .. كان حسن أكرت أستاذا

للغة الانجليزية واِرتبط اِسمه بمدينة نعيمة حيث

عاش فيها أزهى أيام عمره من نهاية خمسينات القرن

الماضى الى منتصف السبعينات وقدم اليها من

العاصمة الوطنية أم درمان حى الموردة وقد حباه الله

ببنية قوية الجسم حتى قيل أنه كان من فتوات زمانه

بالموردة .

بدأ رحلة تعليم اللغة الانجليزية بمعهد نعيمة العلمى

-الذى أصبح فيما بعد مدرسة نعيمة الشمالية

المتوسطة – ثم اِنتقل الى مدرسة نعيمة الأهلية

الوسطى والتى أصبح يطلق عليها فيما بعد أيضاً

مدرسة نعيمة المتوسطة الجنوبية .. فى تلك الأجواء

الجميلة الزاهية بخضرة ذلك الزمان و عندما كان

المعلم يعيش حياة أقرب الى الوجدان الشعبى بعد أن

عاش حياة التغريب مع النظام القائم يومئذ فقد

تفتقت عبقرية ذلك الشاعر عن شعر رقيق يثرى

الوجدان , دافئا بدفء بحر أبيض الدفاق وقد كان

الأستاذ حسن أكرت اِنسانا قبل أن يكون شاعرا بما

عرف عنه من تواصل مع الناس طيلة مدة بقائه

بالمنطقة ولقد تشرفنا نجن بحلة الطاهر عند اِجابتهم

للدعوة من قبل الخال ادريس الطاهر بنعيمة هو

والأستاذ عبد المجيد السراج مدير المدرسة وقتها .

كان للأستاذ الشاعر حسن أكرت ديوان شعر اسماه ”

عبير و زفير ” وقد كان يلقى قصائده من هذا الديوان

فى المناسبات المختلفة بمدارس نعيمة ولقد رأيت

مسودة هذا الديوان فى كراستين منتصف سبعينات

القرن الماضى مع الطالب وقتها والعقيد معاش الآن

الفاضل على مسلم وقد أهداها له الشاعر نفسه حسب

اِفادته بعد أن قام بنقلها فى ثوب جديد . وحيث أننا

لم نر طبعة لهذا الديوان وحفظا لما تركه هذا الشاعر

من شعر كثير فنرجو من أبناء بحر أبيض وبالتعاون

مع المراكز الثقافية كمركز عبد الكريم ميرغنى لطباعة

هذا الديوان تخليدا لذكراه .

هذه الجزئية منقولة من عدة منتديات بخصوص

أغنية ظبية البص السريع للشاعر حسن أكرت :

 

خلاص خلاص الرحلة انتهت

 

للشاعر الأستاذ/ حسن أكرت

 

هذه القصيدة نظمها خلال حقبة الستينيات من القرن

المنصرم شاعر سوداني، يدعى حسن أكرت، والذي كان

يعمل

معلماً بمعهد نعيمة الأوسط. والقصيدة تحكي خط

سير رحلة البص السريع، ابتداءً من العاصمة الخرطوم

ومروراً بمختلف

مدن وقرى النيل الأبيض. يقال أن الشاعر المعلم،

حسن أكرت، ركب البص السريع من العاصمة الخرطوم

متجهاً إلى ( نعيمة )

حيث يوجد مقر عمله، وكانت تركب قربه ( ف ص )

بالمقعد المجاور له حسناء بارعة الجمال، خلبت لبه

وأخذت بمجامع قلبه، فظل متشبثاً بكرسيه،

 

غير عابئ بأي عقوبة قد تترتب على تخطيه لبلدة

(نعيمة ) مقر عمله، حتى وصل مع تلك الحسناء إلى

نهاية خط الرحلة في مدينة

 

( ربك )،

و قد تزوجت لاحقا من أحدهم يعمل فى مؤسسة

البص السريع ..

و ما زالت تحمل جمالا واضحا .. توفى زوجها الأ

ول و تزوجت مرة أخرى بعد زواج ابنتها .

 

يا ظبية البص السريع *** همت بيكي وخايف أضيع

******

أنتِ آيـة وحسنك بديـع *** لوحـة من أزهـار الربيع

الحنان والطـبـع الوديع *** في براءة الطفل الرضيع

******

قام من الخرطـوم للجبل *** في دقـايـق حـالاً وصـــل

يا إلهـي كيـف العـمــــل *** لـو نزلـتِ ضـاع الأمـــــل

******

عدَّى بينا وفرك الرمـال *** للـقـطــيـنــة جــنــة بـلال

في ثواني دقـايـق قـلال *** ما نزلت وأنا صبري طال

******

في نعيمــة أبيـت النزول *** سبتَ عملي وسبتَ الفصول

شفت سفرك عايز يطول *** أصلـو حسنك يسبي العقـول

******

جينا ود الزاكي الوحيـل *** والهشـابـة، ساعــة مقـيـل

النسـيـم هـبَّـالك عـلـيــل *** أنـت آيـة وشـبهــك قـلـيــل

******

في سفرنا وصلنا الدويـم *** يشهـد الله البـاري العـلـيـم

عاشقك البي حسنك يهيم *** مصلي بي نيـران الجحـيـم

******

فتنـا الكـوَّة وفتنـا الكنوز *** وقلبي يرجف غلبو الركوز

لو نزلـتِ هنا كان يجـوز *** أفني عمري وأصبح عجوز

******

جينا في الشـوَّال بالنهـار *** لـونـو تبـري وزايـد نضـار

قلـت ليـكـي أزح السـتـار *** ابتسمـتي وأنا قلبـي طــــار

******

في الجـزيـرة أرض الإمام *** تــم بـيـنـي وبـيـنــك كـلام

الـعـلاقـــــة الكانـت غـرام *** كـُلـلـت بالحـــب والـوئــام

******

في ربـك رحـلتنـا انتهــت *** والعــلاقـــــــــة اتـوثـقــت

أعطى الأستاذ حسن أكرت الكثير من أغنياته الى

بعض الفنانين وكان يتغنى فى الجمعيات الأدبية

بمدرسة نعيمة الجنوبية بأغنية يا ظبية البص السريع

المار ذكرها وأغنية : ما ابدع المنظر والتى يقول

مطلعها :

ما أبدع المنظر فى ثوبك الأخضر

كما قام بنظم قصيدة أخرى مجاراة لظبية البص

السريع أسماها يا ظبية بص الحدير ، وقد كانت بصات

ود الحدير فى ذلك الزمان المواصلات الوحيدة

بالمنطقة و قد أملاها علينا الأخ بشارة ادريس فضل

الكريم من الذاكرة وهى غير كاملة وتقول كلماتها :

 

يا ظبية بص الحدير يا أم جمالا باهى ونضير

 

فى درادر موسى الحسن لما ناسوا وحالا شحن

 

فى قراصة القرشى الشهيد حبى ليكى ينمو ويزيد

 

جينا فى جمالاب الجمال كل ساعة نشاهد غزال

 

جينا فى ودشلعى العظيم فى ربوع الدمبو الكريم

 

فى هشابة ودحاج على حبى أصبح واضح جلى

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى