Uncategorized

كمال الزين يكتب: إمتى أرجع لأمدر و أعودا …

إمتى أرجع لأمدر و أعودا …

جملة تلخص واقع الحال و الحنين القاتل إلى البلد و الناس و الشوارع و الأمان العظيم الذي لا نستطيع الاحساس به في أي منفى و مهجر …

سيختفي الجنجويد من شوارعنا …

سيغادرون بيوتنا و أحياءنا كما يغادر الظل عند الضحى …

هذه البيوت التي حملت ذكرياتنا و أفراحنا و أحزاننا …

لن تظل مهجورة و محطمة و مدنسة بدنس الرعاع و الدهماء و البرابرة …

هذه الأرض لنا …

و لكم ما نهبتم من منقولات ستحملونها معكم و أنتم تفرون نحو النيجر و تشاد و مالي و إفريقيا الوسطى …

لكنكم لن تحملوا معكم أثير هنا أم درمان …

لن تحملون معكم رائحة الأبري قبل رمضان و هي تفوح من البيوت التي عمرها أهلنا بالمحبة و التعاضد و التكافل …

لن تحملون معكم رائحة جبنة الضهرية و هو تعبق تحت همس ونسة أمهاتنا و خالاتنا …

لقد سلبتم مالنا و هتكتم أعراضنا و أستعمرتم بيوتنا و لبستم ملابسنا ، لكنكم لن تستطيعون أن تكونوا نحن …

لن تستطيعوا الاحساس بمجرد الانتماء إلى هذه الأمكنة …

هذه البلاد نحن أهلها …

عمرها أجدادنا و أباءنا بالمحبة و التسامح …

و دمرتموها بالكراهية و العنف و الهمجية …

ستذهبون …

و سنبقى …

و سنعيد إعمارها …

و سنستعيد حتى رفات من دفنتم من رفاقنا و كبارنا و سنعيد تشييعهم كما يجب …

سنرجع لأمدر …

و نعودا …

و ستذهبون …

..

.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى