منوعات

مقتطفات من تراث قبائل جبال النوبة (7-9)

جليلة خميس

مقتطفات من تراث قبائل

جبال النوبة

ترويها الاستاذة جليلة خميس كوكو

حررها عادل سيد أحمد

_____________________________

(7)

وعن الزواج عند النوبة نقول انه يمكن يستمر حول كامل، وتبدأ هذه السنة منذ ان ينوي العريس الزواج ويخطب الفتاة ويدفع لها المهر من البقر او الأغنام او خلافهما، ثم ينصرف لتجهيز زراعته ويؤازره الناس فيزرعون ويحصدون معه بالنفير، ويجمعوا الحصاد ايضا بالنفير، وهذه هي حكاية الزواج… والى ان يجمعوا الحصاد في السنة الثانية ويخزنوها في السويبات (صوامع صغيرة للغلال من الطين المبلط ومعروشة بالقش)، وهناك سويبة مخصصة للذرة واخرى للسمسم وثالثة للفول، واخريات للمحصودات الغابية كالنبق واللالوب وغيرها. اما العروس فتكون مضيوفة بالبنات من حولها، ويمكن ان تحمل العروس وتشارف على الوضوع ولا يزال الناس ينادونها بالعروس، وهي عاطلة لا تفعل شيئا يخدمنها البنات المتحلقات حولها، فيحضرون لها الحطب واللالوب والماء لان الماء لا يتوفر الا من الآبار…

(8)

ايضا نتحدث عن الزراعة، والتي تتم عن طريق النفير، ويعني ذلك ان يجهز المزارع مستلزمات زراعته ثم يدعو ناس القرية كلهم لمساعدته في الحصاد، ويقوم بتجهيز الوجبة لهم دون ان يدفعوا هم أدنى مبلغ. والوجبة تكون طعام او شراب (المريسة) البلدي، وهي وجبة باردة، تجهز ليس بغرض السكر وانما لانها تقطع العطش الناتج من العمل، ويجهزنها النساء حيث تقوم المرأة بتوصيلها مع صاحباتها او اخواتها الى الحقول التي غالبا ما تكون بعيدة عكس الجباريك القريبة (وهي الزراعة المنزلية)، وتتكون منتجات الجبراكة من العيش الحلو، والتبش، والفول السوداني وعيش الريف، والكركدي والدخن وهكذا، وتعمل فيها المرأة واطفالها او صاحباتها، اما الزراعة الرئيسية فتنتج السمسم والذرة واللوبيا، وفي بعض المزارع القطن، وهلم جرا، وهي التي تتم فيها الزراعة بنظام النفير ويقوم بها الرجال والنساء، ويتم الايلام لها وتطلع دعوات مخصوصة لهذا النفير او ذاك.

(9)

ومن العادات النوبية العريقة الصراع، وهي رياضة شعبية تسمى بالنوبية (تبينيه) وتعنى ان الشخص المعني فارس في قبيلته او اسرته.

ويتم تجهيز المصارع قبل شهرين او ثلاثة بان يضعوه في معسكر مقفول، ويأكل السمن بالدكوة (زبدة الفول السوداني)، او الدكوة بالعسل، ويشرب لبن، ولا يأكل الملاح مثل الويكة وغيرها، وبذلك يصير المصارع قويا ويتمسح بالرماد ليصير قويا أكثر… وفي هذا المعسكر لا يقوم باي جهد ولا يتعب الى ان ياتي زمن الصراع، وتقام المباريات في ميادين خاصة، هناك شخص معين هو من يقيم مراسم الصراع وغالبا ما يكون من المصارعين القدامى أو الكجوري. ويكون موعدها في شهر نوفمبر (اي بعد الحصاد) ويكون هناك سبر، ورقصة الكمبلا المربوطة بالصراع.

تقام رقصة الكمبلا في موسم حصاد الجبراكة بنهايه شهر اغسطس الى منتصف سبتمبر، وهي رقصة عنيفة لا يقدر عليها الا الشباب الأقوياء حيث يدقون الأرض دقا ويقوم الشخص المكلف بإعداد رقصة الكمبلا بوضع سوط في غرفته وعندما يسقط هذا السوط من مكانه دون ان يلمسه أحد يعتبر ذلك إيذانا ببدء الرقصة، ويقوم بجلد كل الراقصين بذلك السوط فتصيبهم حالة أشبه بالهستيريا فيهيجون كالبقر ويصدرون أصواتا كالثيران ويكون في ميدان منطقة الاسبار المخصصة لرقصة الكمبلا، ويقوم مؤلف أغاني الكمبلا بالخروج إلى ساحة السبر والبدء في التغني بصوت عالي، ومعه الشخص المسؤول عن رقص الكمبلا، وترى الراقصين يهرولون تلقائيا إلى الميدان للبدء في الرقص.

الكمبلا لها زي معين، أهمها قرون البقر، والكشكوش المصنوع من سعف الدوم وبداخله حبيبات من أحد انواع القش، تشبه حبوبها حبوب الذرة أو الدخن، ويربط الكشكوش في أيدي أو أرجل الراقصين.

وليست كل القبائل ترقص الكمبلا انما هنالك قبائل معينة تمتاز بتلك الرقصة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى