كل ذكاء يقابله غباء فطريٌّ شديد. وكل جمال يقابله قبحٌ مخيف، وكل ثراءٍ يخبئ فقرًا من نوعٍ مختلف، وكل هدوءٍ تقابله فوضويّة عاصفة، وكل ثقةٍ وغرور يقابلهما ضعف وهشاشة وانهزامية..لكن متى يختبئ اللؤم في وجه البراءة!، وبعض الطهر يقابله دَنس، والصدق تقابله حقائقٌ قذرة..هكذا هو حالنا نعشق حد الولهِ وفي ذات القلب نحمل أحقادنا وضغائن تتصيد العثرات والزَّلة لبعضنا البعض!
من منا بوسعه التخلص من سوداوية قلبه وإن تظاهر بالبياض لسنوات، حتمًا يسقط وينقشع سواده ويطغى، ولا أستثني نفسي من أحد…
نحن نتقلب مع التقلبات، نتقولب حسب المساحات، نتخيّل أننا عمالقة بينما أغلبنا مجرد أقزامٍ، عندنا تقرع الحرب طبولها، نجادل ونُحاكم بعضنا وحين الحساب نصبح ضحايا!
على ماذا نتعارك؟! على كتاب؟ ووالله لو خرج ابن حزم من قبره لبصق علينا، الهراء الذي نكتبه لن يصنع جيلًا واعيًا، نحن نتعارك على سخافات لن نصعد بها إلى القمر، ولن تبني بيوتُا للمشردين، ولن تسترجع وطنًا مسلوبًا، ولن تستوفي الكيل في ناطحات تعانق الغيوم.
المطلب الأهم للمرأة قلب رجل، والمطلب الأهم للرجل امرأة، وإن اختلف المعيار تبقى غرائزنا فوقيّة عنصرية، ومصالحنا طاغية، وبطوننا أكبر من عقولنا ولا يجادلني أحد.
فقد أسلفت وقلت: لا أستثني نفسي.