مقالات الرأي

جمال الصديق يكتب: (هوجة ) الفلول !! حمل كاذب !! 

سودان ستار

(هوجة ) الفلول  !!

 حمل كاذب !! 

——————————-

داخل النص :

 

الموافق ٢٦/ /٩/ ٢٠٢٤م ضجت فجأة وبلا مقدمات عند الصباح الباكر كل مواقع ( الفلول ) وجمعياتهم التقنية ومواقعهم الاسفيرية على كل صفحاتهم، مبشرة الشعب السوداني عامة وشعب ( الخرطومين ) الخرطوم والخرطوم بحري على وجه الخصوص بأن جيشهم ( الفلولي ) قد ( كرب ) وقد تقدم في كل الجبهات والاتجاهات صوب الخرطوم والخرطوم بحري ، وانه قد سيطر على كل جسور الخرطوم . مهليين بمناداة الناس لمنازلهم ، وآمريهم ب ( تستيف ) حقائبهم والاستعداد التام للعودة لمنازلهم خلال يوم او يومين من ( هوجة ) الجيش!!

وظللنا نسمع :

الجيش استلم الكباري!!

الجيش سيطر على قاعة الصداقة!!

الجيش استولى على الاستراتيجية !!

التقى الجيشان جيش ام درمان مع جيش الكدرو عند ( الريحانة ) !!

الجيش في السوق العربي !!

الجيش حرر توتي !!

الجيش أباد الجنجويد!!

الجنجويد يرمون بأنفسهم في النيل !!

انتحار (٢٥٠) دعامي في البحر !! المساجد في الخرطوم تهلل وتكبر وتحتفل مع الجيش !!

مسكين الشعب السوداني ، ولان الناس مشتاقة لبيوتها ، ومتألمه من تشريدها ، وتزداد معاناتها يوم بعد يوم وهي بعيدة عن ممتلكاتها فهم كما ( سيد الرايحه ) يفتح ( خشم ) كل ( كذبة ) عله يجد خبر يسعده !!

في سبيل ذلك ظل المواطن المجبول بحنية العودة لبيته ، والمتأثر بآلام الحرب ، يتوقع ويأمل في صحة كل خبر يقول بعودته إلى بيته وان كان في داخله يعلم عدم صدق هذا !!

كما العاشق الذي يحب ويخاف أن يسأل معشوقته عن مشاعرها تجاهه مخافة أن تقول ما لا يريد سماعه !! تخيل أن يجبرك الحال القاهر والظرف الصعب على تصديق الخبر الكاذب رغم ايمانك القاطع بعدم صحة الخبر !! لذلك ظل الناس كل الناس ؛

مشدوهين !!

متابعين !!

متأملين !!

والآلة الإعلامية الفلولية تصب باقصى ما لديها المعلومات المضللة والكاذبة التي تقول بتقدم وسيطرة الجيش على المواقع الاسفيرية ، رامية بكل نفاقها وتضليلها المقصود لتأكيد معلومة فرضية ولو للحظة من الزمن في ذهنية المواطن السوداني المتعطش لهذه المعلومة !!

كان الغرض شيء آخر خالص ، المواطن غير معني به ولا له مصلحة فيه !! كمية المعلومات التي غزت المواقع الاسفيرية ليلة امس ، وكان عنوانها تقدم الجيش ، وسيطرة الجيش وقتل الجيش للدعامة ، لو قدر لها أن تكون صحيحة لوسعت تحرير كل الارض السودانية بما في ذلك حلايب وشلاتين من احتلال مصر ، والفشقة من احتلال الأحباش ، بل والأراضي الفلسطينية من احتلال اسرائيل ، ناهيك عن تحرير الخرطوم والخرطوم بحري !! اعتقد كل الناس أن الحرب انتهت وان الخرطوم تحررت ، وان البرهان سوف يعود من اجتماع الامم المتحدة إلى عاصمة السودان وليس بورتسودان !!

وان شعب الخرطوم سوف يعود ليصلي الجمعة في مساجد الخرطوم كل حسب مكان سكنه وبيته !!

كان عشم الذين فكروا في العودة جعل يوم السبت يوما لترميم النفوس قبل ترميم المنازل بالخرطوم وتهيئتها وملء الرئتين من الهواء المذاب حباً وشوقاً في نفوس اصحابها المتعبة التي عانت ماساة الحرب على مدار (١٧) شهر ذاقت فيها الذل والهوان والموت والاغتصاب والتشريد والنهب !! كل هذه الامنيات كانت تراود مخيلة كل صاحب منزل بالخرطوم وكل مشرد بسبب الحرب ، وتوسع الخيال واتسع !!

وفي صبيحة الجمعة الموافق ٢٧/ ٩ / ٢٠٢٤ م المنتظر للرحيل ووداع اهل الخرطوم للتشرد تفاجأ الناس بأن الوضع في الخرطوم كما هو !! لا جديد ولا اثر لما سمعوه في اليوم الذي قبله ، وقد اتضح لهم ان الدعم السريع الذي حدثهم الفلول بابادته امس موجود !!

وان المواقع التي حدثهم الفلول باستلام الجيش لها من الدعم السريع لا زالت تحت سيطرة الدعم السريع !! وان الخرطوم بحري ما زالت تحت رحمة الدعامة !!

وان الخرطوم ما زالت تحت رحمة الدعامة !!

يوم الجمعة الحاضر بكل تفاصيله الصادمة للمواطنين اصابهم بحالة من اليأس والهزال والمرض . كيف لا وقد استعد الناس ، وشحذوا همهم، وفكروا في كيفية اعادة منازلهم للحياة ، وتهيئة نفوسهم للاستقرار والامان ، والتفكير في صيانة مدارس ابناءهم للعودة للمدارس !! كل هذه الاحلام لازمتهم امس ! هل كان كل هذا وهماً ام حلماً ام انهم اصبحوا يهزون !!

سحابة سوداء حلت على وجوه الناس ، وحالة من الكآبة اصابتهم حين اكتشفوا أن كل شي كان عبارة مكر ( فلولي ) تم ترجمته الى كذبة كبيرة ، وان كل لحظة امل عاشوها امس كانت سحابة صيف ( محال تروي عطشانين ) !!

ان المشردين من اهل الخرطوم بعد اكتشافهم لكذب ما قاله الفلول عن انتصارات الجيش ووقوفهم على ان ما صار بالامس كان عبارة عن مسرحية ساذجة لها غايات تخص الفلول ولا تهمهم ، انعدم عندهم اي اعتقاد بأن الجيش سوف ينتصر ، وان حلمهم بذلك صار سراب بقيعة لن يحسبوه بعد ليلة امس ماء .

اعتقد ان كل الناس لا اهل الخرطوم بعد إيهامهم بانتصارات الجيش في حربه على الدعامة امس ، وبعد ان اتضح لهم ان انتصارات الجيش اصبحت على الميديا فقط لا على الواقع ، سوف تتغيير نظرتهم تجاه الوسائل التي تنتهي بها هذه الحرب العبثية ،لن يكن من بين تلك الوسائل عشمهم في انتصار الجيش !!

خارج النص :

الهوجة التي قام بها الفلول امس وتحريك المواقع الالكترونية بهذا الشكل العنيف كان الهدف منه ، إيصال رسالة للبرهان وهو في طريقة إلى اجتماع الامم المتحدة ذات مضمون محدد، وهذه الرسالة تهم الفلول لوحدهم وتصب في سبيل مصلحة الحرب التي اشعلوها بقصد القضاء على الثورة والثوار قبل الدعم السريع حتى تسهل مهمتهم في سبيل العودة إلى قيادة البلاد !! لا السودان ، ولا المواطن السوداني يهم الظلاميون !!

لا للحرب !!

لازم تقيف !!

——————-

المحامي ،،،،،،،

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى