حيز حضريمنوعات

مقتطفات من تراث قبائل جبال النوبة (4-6)

جليلة خميس

 

ترويها الاستاذة جليلة خميس كوكو

 

 

حررها عادل سيد أحمد

——————————————

(4)

وهناك لعبة مهمة تشبه لعبة الهوكي الأمريكية، وتسمى عندنا تروبي. وتروبي تعني بالرطانة: كرة، وهي ليست كرة عادية انما هي مصنوعة من ثمرة الدليب، حيث تنقسم اللاعبات الى فريقين وكل شابه تحمل عصا معقوفة تشبه عصا الهوكي برأسها الملوية، وتوضع كرة الدليب في المنتصف في البداية، ويقوم فريق الجهة الجنوبية بأبعادها بواسطة ضرب الكرة في اتجاه لعيبته الموزعين لإبعادها في اتجاه الشمال ويفعل فريق الشمال العكس بإبعاد الكرة ناحية الجنوب، وهي نفس اللعبة التي يلعبها الخواجات وتسمي عندهم ( الهوكي)، اما بناتنا فيسمينها لعبة تروبي يتبارى فيها الفريقان بحماس، ويكون هناك اناس متفرجين كثيرين.

وعادة ما تلعبها الفتيات الكبيرات وليس صغيرات السن.

(5)

ايضا نذكر الكراكير، وهي موجودة في الجبال، والكركور عبارة عن جبل مجوف له فتحتان، ومنها تدخل اشعة الشمس وضؤها، فيضيء الكركور، وتستخدم الكراكير عادة آناء الحروب للاختباء. ويحمل كل الناس الضروريات من ماء وطعام الى داخل الكركور، ويحتموا به بحيث ان هذا الجبل لو ضرب بواسطة بديناميت او الدانات والقذائف فانه يحتملها، ولا تؤثر فيمن هم بداخله.

ولكل عائلة كركور خاص ومعروف تختبيء فيه، ويكون الكركور مغلقا بحجر كبير ولا يفتحونه الا عند الضرورة القصوى.

في بعض الاحايين يجد الاهالي الثعابين الكبيرة داخل الكراكير، وهي غير مؤذية فيصدف ان يكون أحدهم راقدا بداخل الكركور وبجواره اصلة، وتخرج تلك الاصلة متى ما تمت مضايقتها. والكراكير نفسها نظيفة وباردة، وفي نفس الوقت مشمسة، وهذا كل ما يتعلق بالكراكير عندنا في جبال النوبة.

ودائما ما تكون النساء والاطفال داخل الكراكير، وفي الخارج، فوق الجبل، يوجد المقاتلون الشجعان وهم يحملون الحراب، والسهم ابو شوك؟ والبنادق المرمطون، والمقلاع. وفي العادة تكون في قمة الجبل مخابئ من الحجارة الكبيرة، والأشجار الضخمة.

(6)

وفي هذه المقتطفات التراثية لابد لنا من الحديث عن الحجر (المقلاع)، وقد روى لنا الاجداد انهم كانوا يحاربون النصارى والإنجليز بالحجر الذي يسمى عندهم (دال فورا)، ودال فورا حجر ملفوف في حبل، وعندما ينفك الحبل يطير الحجر فيصيب، بشكل مؤكد، الهدف. ويمكن ان يكون الهدف الفارس او الحصان الذي يمتطي صهوته، والدال فورا يقتل الحصان او الفارس ايهما اصاب، فهو اذن سلاح خطير للمحترفين وليس كل الناس يجيدون استخدامه، فالشباب يجمعون اكوام الحجارة لهؤلئك المحترفين الذين يصبون به الاعداء في مقتل، وقد كان الاعداء كثر وكانوا يغيرون على اهل الجبال، وكانت هنالك تجارة الرقيق، فكانت المطاردات بالحصين للقبض على الرقيق، فكانت تتم محاربتهم بدال فورا، طبعا في تلك الأزمان لم يكن السلاح الناري او ما شابهه موجودا.

يتبع …

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى