مقالات الرأي

أشرف السيد : من يخونك يا وطن.

سودان ستار

 

وصلتني الرسالة أدناه في الخاص:

أخي العزيز أشرف

أحدثك عن موضوع مهم وحساس في نفس الوقت… لكن نسبة لصدق احساس الإخوة اللي بينا حبيت إنك تكون حقا مع الناس لأنك اخوي.

نحن محاصرين في ولاية النيل الأبيض

ربك.. كل الطرق أغلقت وهناك أزمة غذاء وماء وقروش والأهم الأمن والاتصالات والحمد لله أزمة اي شيء

ده سر بين الأخوان.

إضطرينا دخلنا مركز إيواء لكن الوضع الحالي صعب جدا علي وعلي أولادي.

بعض الإخوان وأساتذي الكاتب………… بولاية كسلا اقترحوا على المغادرة لمنطقة آمنة المهم هم على علم بأني في حاجة لمساعدة مالية عشان نقدر نسافر إلى ولاية أخرى آمنة

بإذن الله تعالى

عشان كده انا كتبت ليك، انتو كمان مع………. وبعض الزملاء ياريت لو شاركتو في هذه المبادرة

المهم لو موافق

راسلني عشان ارسل لك التفاصيل

مع تحياتي إحترامي.

انتهت الرسالة مع قليل من التعديلات وحذف الأسماء.

الرسالة أعلاه مكتوبة بحروف ينضح منها الألم والشعور الموجع بالعجز والهوان بسبب سعير الحرب التي ما زالت تأكل في جنبات الوطن وتحرق المواطن بكل قسوة وجبروت.

سيبقى بوق الحرب يهتف باستمرارها ما دامت هي الوسيلة الوحيدة لاستمرار وحماية مصالح فئة فاسدة لا تحصنها اخلاق ولا يمنعها دين.

يا اخي العزيز، قبل أن تهتف باستمرار هذه الحرب، ارجع البصر مرارا وتكرارا إلى خلاصة ونتائج الفترة التي امتدت منذ الخامس عشر من أبريل، صدقني لن تجد بادرة إيجابية واحدة توحي بأن هذا الوضع سينتهي قريبا، لا تصدق ما يشاع عن أن فترة الحسم قد قاربت، المدن التي يتم تسليمها عمدا أو تسقط عنوة تتعرض للنهب والسرقة والقتل والتعذيب من هؤلاء الاوباش المرتزقة ، فيتكرر نفس السيناريو الرخيص الذي يدعو المواطنين بعدم النزوح من قراهم ومدنهم المحتلة حفاظا على بيوتهم وممتلكاتهم، ويتناسون عمدا أنهم بذلك يعرضون انفسهم للتهلكة والموت .

قواتنا المسلحة الباسلة من المعلوم أنها لا تتحرك قيد أنملة إلا بتوجيهات وأوامر عسكرية مباشرة من القادة، بما يعني ان كل انسحاب أو تقهقر ادى إلى اطالة امد هذه الحرب إنما تم بتوجيهات من هؤلاء القادة.

وقوفنا خلف قواتنا المسلحة لا يعني باي حال من الأحوال ان نهتف لهؤلاء الزمرة من القادة دون نقدهم وفضح الخونة المارقين الذي يدعمون استمرار الحرب وليس إنهائها.

التكتيك الذي يتبعه هؤلاء القادة لم يجدي نفعاً فما زلنا نفقد كل يوم من الوطن والمواطنين ، وما نسمعه من تسريبات خطيرة تدور في وسائل التواصل الإجتماعي تكشف خطورة الوضع لدينا، وترفع بعض أقنعة الزيف وخطابات الخداع المأفونة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى