Uncategorizedقراءات

لسان الدين الخطيب: حالة هشاشة الوضع السوداني و غياب الخط العام (المشروع الوطني)

قراءات


موضوعية بناء الذات و النهوض من حالتي الاستلاب و الاستلاف

 


 

( 1)

 

لابد في بداية هذه الكتابة / القراءة من تعريف مفردات الخطاب لخلق هوية خاصة للقراءة و التناول

 

و عندما اتكلم عن

( حالة الهشاشة ) أقصد ما وصلنا له الان و هو زمن ممتد منذ ( انا ألست بربكم السودان )

و حالة وجود انسانه على مكمن خارطة الجغرافيا / المكان مرتبطا بالزمان

و الزمان مقره التاريخ و تسلسل حلقاته لقراءة ( صاعد و هابط ) حركة وجودنا ك(سودانيين)

 

ومن هذا المفترض تكون الحرب القائم الان ليست بداية تاريخ الحروب بل هي النتيجة الطبيعة الممتد/ المتصل لحالة الوجود تلك

 

و ذلك

نتيجة/ حتمية طبيعة لغياب الخط العام كمرتكز

لبناء الذات الفكري و الثقافي لحركة وجودنا المتفق حولة

و المختلف معه

 

و غياب كل ذلك انتج تلك الحالة (الهشاشة) المزمع قراءة تفاصيلها هنا كمبحث نختلف حوله او نتفق من اجل صياغة مفاهيم أساسية لبناء (خط عام) أو

(مشروع وطني )

 

وقطعا

( الخط العام ) المشروع الوطني

لا ينتجة فرد بعقل منفصل

ولن ينتجه فرد

ايا كانت مقدراته الذاتية

 

لان ذلك هو مشروع قراءات عامة تعمد لتشخيص الهشاشة العامة التي انتجت هذا الواقع المأزوم

 

لذا عمدت لتصديرها ب ( قراءات ) كعنوان

و صيغة الجمع هنا مقصود لذاتها من اجل فتح باب ( واسع ) لحالة خلخلة المسلمات و الولوج لمتفقات تساهم في وضع لبنات الخط العام عبر حركة حوار العقل و القراءات باشعال فتيل المفكر فيه بعيدا عن مترسة التواجد الحالي

 

و كما قرأت اعلاه ان الوضع الحالي الذي نعيش هو ليس نتاج لحظة عابرة اي

( الان المتمحور حول لحظته )

و معزولا عن سياقات حركة وجودنا كلها

والا نكون نحن حالة خاصة معزولة عن حركة تطور وجودنا و هذا غير ممكن بل

و مستحيل

 

والمقرر عندي من حقائق هو ان حرب اليوم ( المهدد لوجودنا كبشر / إنسان وكبلد / جغرافيا وجود ) هي حرب ممتد من طبيعة تكويننا الخاص اي الخلل الذي واكب انتقالنا من حالة المجتمعات البدائية المتمترسة حول انتماءاتها أو قل معتقداتها ( القبيلية ) في الدرجة الأولى

و ( الاعتقادية) الملتبثة بظلال القبيلة في المرحلة الثانية كحركة وجود انعكست ظلالها على نتائج حالنا و ادعاءاتنا الكاذبة في الولوج للدولة الوطنية الحديثة كبناء فوقي

و الذي اسس كبناء بعيدا عن الزمن الاجتماعي/ الثقافي الخاص بنا

فاستلفنا /استوردنا هياكلها وعمدنا حشرها قسرا

و حاولنا ان نتشبه بالاخرين رغم اننا لم نحدد ملامحنا و ملامح شبهنا الخاص مما انتج عندنا مسخ يماثل المحكي في التوصيف السوداني الخاص بنا اي في ثقافتنا المحكية

( راسه كبير وكرعيه رقاق ومن ولدوه سموه العولاق )

 

والعولاق / المسخ الذي نسمية دولة هو بكل الأشكال نتاج الاستلاف غير الواعي في بناء دولة بعيدة / منقطعة عن زمنها الاجتماعي

و الثقافي

 

و هذا قطعا سوف يقودنا الى ردة تتموضع طبيعيا في مقام العقل القبيلي

 

وعندما اتحدث عن دولة هنا أقصد مكونات المجتمع و مؤسسات ادارته أو ما نطلق عليه منظمات المجتمع المدني واساليب تكوينها / وجودها و بناء المفهوم الكلي لوجود المؤسسات ورسم دورها في ادارة شؤون البلاد / الجغرافيا وتفاطعاتها والعباد / الانسان بكل مآلات حركة وجوده

مقروء كل ذلك مع زمن الوجود في حركة صيرورته

 

واعتقد في قراءتي هذه ان القفذ في المراحل بعيدا عن القراءات الموضوعية لواقعنا وتشريحة / تشخيصة ان ينتج مستقبلا إلا مسخا آخر و إن تجمل بشعارات جيده

 

وهنا اي بعد ذلك قطعا سوف الج الى قراءة مؤسسات الدولة القائمة الان من احزاب سياسية ونقابات واجهزة الحكومة / الادارة وتأثيرات تكويننا الخاص وتأثيرات ذلك عليها في حلقاتي القادمة

 

وقد تبدو هذه القراءة في مطلعها هي دعوة للانغلاق على الذاتي / الخاص بعيدا عن التواصل الإنساني / العالمي في ظل عالم اتصل بعضه بعضا بشكل يصعب

الانفصام عنه سواء كان ذلك بناء على المشاعر الإنسانية

أو المصالح المتبادل أو حتى انتاج قيم انسانية صارت هي دين أو ديدن التواجد الإنساني اليوم

 

نعم قد تبدو الصورة كأنها دعوة للانغلاق والانعزال و لكن العكس عندي هو في محور القراءة هذه هو انتاج ( خط عام ) ومشروع وطني ينتقل بنا ليؤسس لنا وجودنا الخاص من خلال زمننا الثقافي الذاتي لانتاج مؤسسات خاصة بنا تنطلق من قراءة ماضينا / حاضرنا / مستقبلنا حتى نكون مساهمين مع العالم بصورة ايجابية بدلا من الحالة البائسة الحاضر الان

 

وعندما يقال

و كشعار مثالي ( الوحدة من خلال التنوع ) تغني وتثمر خلق جمالي اكثر ثراء هو بالضبط المقصود به فهم تنوعنا و انتاج خصائصة ورسم حركة وجودنا من خلاله

 

وقطعا اننا نقر ان خلفيات المشروع الوطني بأنه نتاج تفكير متواصل/ متصل واستباقات لم ننتبه لها الا بعد أن فقدنا أثر ما يسمى بالدولة أو ما رأى لنا عن شكلها في مستواها الفكري و مواصلة السودنة للعقل المنتج له

و تباعد مخلفات الاستعمار منذ المحجوب حينما كتب ( الي اين يتجه الفكر السوداني في العشرينات )

و كتابات باشري عمر حينما كتب عن ( رواد الفكر في السودان )

و مساهمات حمزة الملك

و كتابه ( الأدب ومايجب ان يكون عليه )

و محمد عمر بشير و كتابه المهم ( المشروع الوطني الديمقراطي) مقروء مع مساهمات عبد الخالق محجوب في خط الحزب الشيوعي السوداني وبرنامج ( مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية )

وكذا اسهامه في الوثيقة المغيب عمدا ( نحو حزب جماهيري )

والشريف زين العابدين

الي آخر مساهمات الاحتيال اللاحقة

 

اي متصل مع ومتصل الى

ليصبح السؤال عن (الخط العام) ضرورة مصلحة بعد أن كانت مطلب فكري لبعض أولى النظر الثاقب .

 

وعلينا اليوم إعادة طرحه بوعي الضرورة

و إنفجار المحيط الي أجزاء كان يربطها

( وهم دولة)

لم نؤسس لها هذا الخط العام و نتاج تنامي التجربة و حقنا في الفطام والتطور ممايتطلب الالتفات لمقدراتنا

لنحمي و ننمي مقدراتنا ونفيد العالم من حولنا بتجربة لها من الإرث والإنجاز مالها حضاريا .

 

و كذا علينا أن نفتح منجز مفكرينا لهم التقدير (اختلفنا معهم أو اتفقنا ) على قواعدنا المتعلمة الحكيمة لمجابهه المنطق المستمر للهبوط ونوقف الانهيار .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى