مقالات الرأي

عمر ترتوري يكتب: نحب جلادينا الطغاة المستبدين

سودان ستار

نحب جلادينا الطغاة المستبدين

 

يتذكر الناس جلاديهم الطغاة المستبدين ويحنون إلى الحياة الأقل تعقيداً التي كانوا يعيشونها في عهد المستبد الذي كان يعرف كيف يلقي إليهم بالفتات الكافي لإبقائهم على قيد الحياة، بمعنى أن هؤلاء الطغاة يأكلون وينهبون و يسرقون ويلغفون الأموال العامة للبلد ببترولها وذهبها وقمحها وفولها وعدسها بلهفة جائعة وعندما يشبعون يتركون الفتات لقطيعهم وباقى الرعاع ليقتاتوا به ، لذلك عندما يصبح ذلك الفتات نفسه صعب المنال نقول : ( يااا حليلو ويااا حليل زمنو )

للمعلومية الطغاة لا يموتون موتة طبيعية مثل باقي البشر بحمى ملاريا أو سحائى او حتى فشل كلوى وهذا معلوم من زمن فرعون حتى رؤساء بعض الدول الطغاة التى تربطنا بهم العروبة وهؤلاء ومن بعدهم مهما تجبروا يذوقون في النهاية من نفس كأس الزقام التي يسقونها لشعوبهم طيلة فترة طغيانهم ، وبالتأكيد كل طاغية يلقى مصيره على قد تجبره .

فأقول للمتحدثين عن خطورة الاستبداد لا تتعبوا أنفسكم فى التحدث والنبيح لأن قراراً واحداً يسهل حياتهم ويجعلها أقل تعقيداً سيكون أفضل من ألف خطبة عصماء عن فضائل الحرية ومثالب الاستبداد خصوصاً لشعب تعود على التنكيل والسب واللعن وسلب الحرية ونسوا او تناسوا عمدا أنهم ان الحرية معناها أن تأخذ قراراتك بنفسك، أن تبدأ بعمل أوتتركه، أن تباشر الحياة بقوتك أنت، أما العبودية والتبعية فهي سهلة، أن تسير مع القطيع، وأن تستسلم للتقليد الأعمى تتشابه مع الجماهير التي بجوارك، أن تبقى حبيس قدراتٍ متواضعة .

الحرية يا أخوان صعبة ومكلفة لأنها مسؤولية فردية، الناس يخافون من الحرية يهربون منها، يبحثون عن التبعية المطلقة، ويخافون من الحرية والمثل يقول : ( الكلب يريد خانقه ) ويضرب المثل في محبة اللئيم المسيء إليه .

*ختاماً :*

قال الذئب معاتباً الكلب:

يا إبن العم كيف وجدت بني البشر؟

أجابه الكلب : عندما يحتقرون انسانا منهم يصفونه بالكلب

الذئب : هل أكلت أبناءهم؟

الكلب : لا

الذئب : هل غدرت بهم؟

الكلب : لا

الذئب : هل حرستهم من هجماتي عليهم؟

الكلب : نعم

الذئب : وماذا يسمون الشجاع الفطن؟

الكلب : يسمونه ذئبا (مدحا)

الذئب : ألم ننصحك من البداية بأن تبقى ذئبا معنا ..!!؟

فأنا فتكت بأطفالهم و مواشيهم و غدرتهم مرارا .. وهم يصفون أبطالهم بالذئب

عليك أن تتعلم أنَّ بني البشر يحبون جلادهم ويهينون من يكون وفياً لهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى