مقالات الرأي

مجاهد نايل يكتب: محمود (الوعي) في تاريخنا المحمود .

سودان ستار

هناك كارثة حقيقة في ( الطغاة ) السودانيون ، أنهم كما وصفهم الفيتوري :

 

لماذا يظن الطغاة الصغار– وتشحب ألوانهم

إن موت المناضل موت القضية ..!

أعلم سر احتكام الطغاة إلى البندقية ..

لا خائفاً..

إن صوتي مشنقة للطغاة جميعا ..

ولا نادماً..

إن روحي مثقلة بالغضب ..

كل طاغية صنم..دمية من خشب..

 

في لقاء تلفزيوني ، و بمجموع طغيان عشرة من الطغاة الكبار ، قال ( النميري ) بعد أن أصبح ملكي ساي :

 

_ لو عادت بي الأيام لأعدمت محمود محمد طه ، مرة أخرى !!

( الطاغية ) لا يعرف أن محمود هو الذي أعدمه ، فمحمود ( قضية ) ، و لا يفهم الطغاة أن القضايا لا تموت يا سيدي يا فيتوري ..

 

الاستاذ ..

محمود محمد طه ، تعرض لشيطنة المحاكمة الدينية ، فنحن شعب قليل التأثر بالمظالم ، و مفهوم الظلم عندنا محصور في أن ..

( الظلم هو ما وقع علينا ، أما ما وقع على الغير فهو ليس ظلما ) ..

لهذا يتميز إنفعالنا بالرفض ( للانتهاكات ) التي وقعت علينا بمفهوم أكثر صرامة بينما هي مرفوضة في كل مكان بالتساوي ، فليس لدينا مفهوم للظلم ثابت ..

و نحن شعب ( سمّيع ) و إنطباعي ، فلا يمكننا التراجع عن الانطباع بسهولة .

 

ليست قضيتي في إستدعاء محمود إثبات ظلم الحكم عليه ، إنما حضرني ( هو ) لقضية تشابه قضايا هذه الأيام ، قضية تخفي خلفها عكس ما تُظهر ..

( قضية الانتهاكات ) …

 

لحظة ..

نعود بالتاريخ لنفهم ، كيف وقف الاستاذ محمود ، ضد قضية ظاهرها الحق و العدالة ، و باطنها باطل صريح .؟

 

موقف يكاد يصم الاستاذ بالجهل عديل ، في حين كان رجلا عالما !

 

( قضية قانون ختان الاناث الفرعوني زمن الاستعمار الإنجليزي !! )

 

طيب ..

بدون أي سابقة و تمهيد ، أصدرت حكومة المستعمر في الاربعينيات قانونا ..

( يجررررم ختان الاناث الفرعوني .) !

 

من تُرى يناهضُ قانونا بهذا الكمال و الأهمية !!

ختان الاناث ( الفرعوني ) ضار و مؤذي ، و قانون كهذا يستقبله المتعلمون بالدفوف و التصفيق ..

لكن ..

بلا تردد ناهض العالم الاستاذ هذا القانون و وقف ضده !!؟

 

يكادُ المرأ يضع يديه على رأسه من الدهشة !!؟

يعني !!

كنا نتوقع الجهلاء و المُغيبين ، لكن شخص ينشر الوعي ، و يعلي من مقام المرأة يفعل ذلك .؟

 

تزول دهشتك ..

حين تعلم أن هناك ما يسمي ( وعي ) بالقضايا ، هذا ليس تعليم عالي و ليس ذكاء شاذ ، ( الوعي ) إدراك و خبرة تمنحك النظر في مصالحك المستقبلية ، الوعي رؤية خلف الاشياء .!

 

بالوعي وحده تستطيع كشف الاغراض خلف كل جملة سياسية .

فالوعي ، مثابة علم النوايا في السياسه .

 

أدرك الاستاذ ببساطة أن القانون ليس إلا تبرير للمستعمر ، بفترة البقاء في البلاد ، و عذرا للمجتمع ( البريطاني ) المحتج ، يقول فيه :

_ إن شعب السودان جاهل ، و حتى ختان الاناث الفرعوني ، لم نستطع إيقافه فعملنا له ( قانون ) ، علينا أن نحمي البنات المسكينات من مستنقع الجهل في هذه المستعمرة .!!

 

لأن الاستاذ حين ناهض القانون قال :

_ إن قانون الختان بدون نشر الوعي ، قانونا مجردا مفروضا ليس إلا صناعة ( دولة بوليسية ) ، في مجتمع محافظ كمجتمع البلاد ..

فرض قانون دون أن تسبقه ( التوعية ) بمخاطر الختان ، هو ليس قانون للختان إنما قانون للتجريم ..!

 

بمعنى أنه لم يكن قانون إنما ( شرك ) ، و عذرا للتجسس داخل البيوت و مراقبة الناس في خصوصيتهم .

بمعنى حيلة استعمارية لقهر الشعب ..

ناهض الاستاذ القانون ..

فتم سجنه عاما كأول سجين سياسي بعد عام ٢٤ .

الوعي ، ثم الوعي

ثم المزيد …

 

الان

هل ( نعي ) الإدانة التي تقودنا لها الحرب ، هل ترى الجحيم خلف طلب الصراخ بالإدانة اليومية لكل هذه ( الانتهاكات ) لصالح طرف دون طرف ؟؟

( الوعي ) يُظهر الصراخ لغرض واحد ، و هو ليس لأيقاف ( الانتهاكات ) ابدا .

 

( الوعي ) خلف هذا الصراخ يخبرنا ، أنهم يطالبوننا بالحشد خلف الانتهاكات ، لنطالب بإستمرار الحرب حتى خرووووج آخر روح سودانية حية إلى بارئها ..

 

يضعون أمام أعيننا ( آلامنا ) و جراحنا ، و يطلبون منا أن ندعم الجيوش ردا ( للانتهاكات ) بمزيدا من الانتهاكات .؟؟

 

مثل الإنجليز ..

يغلّفون باطلا بالحق من خارجه .!

لا يريدوننا أن نعي معنى ( الانتهاك ) فنرفضه على الجميع جملة و تفصيلا .

لأنه ببساطة ..

سيخبرنا ( وعينا ) ..

إن نرفض الحرب التي ( تنتهك ) البشر .

و

هكذا

تاريخنا المحمود ..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى