الحرب ميدان لقانون الغابة (من غلب سلب) وفي الماضي كانت دوافعها تنطلق من العنصرية أو العقائدية.. وهما وجهان لعملة واحدة هي التطرف!!
فالعنصري يرى نفسه فوق الجميع بحكم تكوينه، وأسوأ عنصرية مرت في تاريخ البشرية هي عنصرية اليهود، فهم حتى دين التوحيد الذي جاء به موسى اعتبروه خاص بهم كعنصر، فإذا دخله آخر من غير عنصرهم فإنه يكون يهودي من الدرجة الثانية!!
وهكذا اجتمعت العنصرية والعقائدية عند اليهود، وهذا يفسر الوحشية التي نراها يوميا في مواجهة الفلسطينيين..
العقائدية مشكلة معقدة، فالعقائدي يرى نفسه حبيب الله بحكم انتمائه لعقيدة معينة، وأصحاب العقائد الأخرى عنده ما هم إلا حطب للنار!! ولذلك قال تعالى عن أصحاب العقائد: (كل حزب بما لديهم فرحون)!! وقد شدد القرآن النكير على الذين ادعوا مكانة عند الله بحكم العقيدة: (قالت اليهود والنصارى نحن أبناء الله وأحباؤه، قل فلم يعذبكم بذنوبكم بل أنتم بشر ممن خلق)..
إذن الحروب لن تتوقف ما دامت البشرية غارقة في هذا الوحل، وحل العنصرية والعقائدية، ولا بد أن يدفع التطور البشر نحو قانون الإنسان، أو قل نحو العلم بالله مكان العقيدة، فيحترمون الإنسان بغض النظر عن عنصرية أو عقيدته، فهو إنسان به روح الله(فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين)