إصدارات وكُتابثقافة وأدب

ذاكرة مشوشة 

سودان ستار

تأليف مجموعة طلاب من الصف السابع في مدرسة اِنجوانا الخاصة للتعليم بدولة الأُردن.

تأليف:

روان عقايلة.

عباد الحق شريدة.

عمر محاميد.

لارا الرشدان.

شهد محاميد.

أحمد حرب.

سعد النمر.

محمد هليل.

ريان هليل.

أمين بني عامر.

رامي بني يونس.

محمد عبد الرزاق.

 تحت إشراف مديرة المدرسة “رانيا بني يونس” وبالتعاون مع معلمتهم الفاضلة “روان عقايلة”.

تدقيق ونشر: الروائية دعاء العوايشة.


يبدأ الإنسان بالتلوث من الداخل بالحقد عندما يبدأ الظلم والكراهية بنشر جنودهما داخل قلب الانسان، فيجد نفسه محاطًا بالتفكير بزاوية معينة غير آبهٍ لحجم الأضرار أو العواقب.

 

كتاب 51 م ع “أبلغكم أنّ المستندات المصرفية في الفرع الجنوبي مختفية منذ أول أمس، علمًا بِأنّ الكاميرات معطلة منذ الأول من يناير الماضي. وبعد الاستجواب والتحقيق مع الحراس أكدوا أنّ أحدًا لم يدخل إلى المخازن في ذلك اليوم، كما أنّهم لم يلاحظوا أي شي غريب”

 

صُعِقَ جواد بعد قراءة الخبر، لا سيما أنّ هذه المستندات دقيقة جدًا وتضعهم موضع المُساءلة القانونية، قام جواد بالتحدث مع مسؤول المخازن المستهدفة بالسرقة، وتَبَيَّنَ لهُ كما أكدَ الكتاب، وقال أنَّ أحدًا لم يدخل إلى المخزن، ولم يقترب منه كذلك أحد. فكر جواد كثيرًا فَلا وجود لدليل إدانةٍ أو ما شابه، وخاصة أنه متيقنٌ تمام اليقين أنّ نسخ الغرفة موجودة معه هو وحده لا سواه، وليس باستطاعة أي شخص فتح البوابة إلّا باستخدام المفتاح.

مرت الأيام يومًا بعد آخر، والأمر يصبح مريبًا وفيه الكثير من التوتر، فالاتهامات جميعها تنسدل حول جواد وكيفية سرقته

المستندات وأين قام بإخفائها.

 

خرج القرار الرسمي بإدانة الضابط جواد بسرقة المستندات وإخفائها لتظليل العمليات الأمنية والعسكرية في المنطقة، حيث قام بتقديم استقالته والعودة إلى منزلهِ لِيبدأ بتنفيذ قرار إيقافه على قيد التحقيق لحين موعد المحاكمة. ولمكانته العسكرية وطول خدمته وثقة زملائه بأمانته على مر أعوام خدمته السابقة، فقط صدر قرار بِحَجرِهِ في بيته بدلاً من إيقافه بالقسم الأمني المسؤول عن قضيته.

 

علم “جمال” صديق جواد المقرب بما حدث، جمال شخصٌ ضرير تعرض لحادث سير في السادسة من عمره ويعيش مع والدته في القرية، خرج جمال لزيارة جواد لمحاولة مساعدته والتخفيف عنه بعدما تلقى خبر إدانته و تجريمه، لمّا وصل طرق الباب مرة، اثنتان وثلاث مرات، كان جمال يعلم جيدًا أنّ صديقه في الداخل، تبعًا لقرار المحكمة بحجره داخل بيته؛ لذلك لم يذهب وبقي يقف خلف الباب منتظرًا أنْ يفتح له ويتحدث معه، وبعد برهة…

سعيد: أهلاً عمي جمال، كيف حالك؟

جمال: سعيد؟! كيف حالك يا بني؟!

سعيد: الحمدلله بخير يا عم جمال. لقد خرج العم جواد هذا الصباح للمشي في الجبل، وأخذَ معهُ بندقية الصيد .. كما تعلم فهو يحب التجول بين الجبال وصيد الطيور، خاصةً كلما كان مزاجه سيء …

 

سعيد يكون ابن زوجة جواد من زوجها الأول، يعيش مع والدته وزوجها في بيتهما بعدما طُرِدَ والده من العمل بسبب اختلاس خزينة المكتب وادانته متلبسًا بالقضية، أمّا والد سعيد فَيُدعى السيد عباس، كان السيد عباس يعمل في نفس المركز الذي يعمل فيه جواد، إلّا أنّ جواد كان يشعر دائمًا أنّ هذا الشخص لا يحمل من صفات الضابط الأمين من شيء، لا صدق ولا أمانة ولا ولاء، ويحاول العبث بالممتلكات العامة على الدوام، قام بطرد ابنه سعيد وأمه (زوجته) بعد تعرضها للسقوط من أعلى التلة أثناء التنزه. تعرضت والدة سعيد (جمانة) لفقدان الذاكرة، وأكد الأطباء أنها لن تستطيع استعادة الذاكرة إلّا إذا مرت ببعض الملاحظات القوية التي ستنعش لها شريط الذكريات، لكن الأمر أصبح مستحيلاً بعد مغادرتها بيتها وانتقالها لِلعيش في بلدة أخرى…

بدأت جمانة بالعمل في مكتب المركز كونها محامية ممتازة جدًا، ولحسن حظها أنّ تلف الذاكرة لم يُصِبْ جميع أجزاء الذاكرة ودمر فقط الذكريات التي تربطها بزوجها عباس وابنها سعيد فقط لا غير،

تعرف جواد عليها وأُعجِبَ بِحِنكَتِها وذكائها ثم تزوجا وانتقلَتْ للعيش وابنها معه في منزلِهِ البعيد عن بيتِ عباس.

عندما كُشِفَ أمر عباس كانت جمانةُ هيَ المحامية التي رافعت ضده، وحَكَمَ القاضي عليه بعدها بالسجن.

بعد دقائق من وقوف جمال مع سعيد على الباب، طلب جمال الدخول إلى الحمام، فرحب سعيد به وفتح له الباب، عند دخوله شمَّ رائحةً غريبةً ولكنه لم يستَطِع تحديد ماهيتها ولا استطاع روية أي شيٍ يدور حولَه؛ لذلك غادر المنزل طالبًا من سعيد أنْ يُخبِر جواد عن زيارته له والسوال عنه.

 

غادر جمال البلدة وهو يحاول تجميع أفكاره لمعرفة ماهية تلك الرائحة التي اشتمها في منزل جواد، إلّا أنه لم يستطع تذكرها أو تذكر إلى ما تعود أو ما تشبه….

في صبيحة اليوم التالي، استيقظ سعيد ووالدته على طرقات عنيفة جدًا، خرج سعيد ليفتح الباب حتى تفاجأ بمداهمة الشرطة لِلمنزل بشبهة جريمة قتل الضابط جواد.

الجميع يعلم أن سعيد هو صديق جواد المقرب، وأيضًا يعلمون إنه ضرير لا يستطيع رؤية أي شيء أمامه، وبالتالي فهو لا يستطيع ارتكاب جريمة قتل.

بعد عودة السيدة جمانة إلى منزلها وجدت جوادًا مقتولاً بِسكّينٍ في ظهره، وبعد سؤال الشرطة عن من دخل المنزل كانت إجابات جميع الجيران إن صديقه الضرير هو الوحيد الذي دخل المنزل وخرج بعد عشر دقائق من دخوله، وقد كان وحيدًا عند الدخول وعند الخروج،

كانت جمانة تعلم جيدًا أنّ جمالًا لن ولم يرتكب جريمةً مُرَوِّعَةً كهذه، ولكن كما من المعروف إنّ الضابط جوادًا محبوبٌ جدًا ولا أعداء له على الإطلاق.

أطرَقَت جاهدةً بالتفكير، إلّا أنها عجزت عن إيجاد الحلول المقنعة لِما جرى!

لم تعرف جمانة إنّ سعيدًا كان في المنزل آنَ ذاك، وكما عرفت أو كانت تعتقد إنّ سعيدًا يحب جوادًا ولا خلافات بينهما على الإطلاق، إلّا أنّ لسعيد أسبابٌ أخرى دَفَعَته لعملٍ خطيرٍ وإجراميٍّ وهو القتل!

 

سعيدٌ يدرسُ في مدرسةِ الحيِّ القديم، وهو طالبٌ محبوبٌ جدًا، سألت جمانة سعيدًا أين كان عندما زار جمالٌ جوادًا، فقال:

“لقد كنتُ في المدرسة يا أمي بالتاكيد”.

أثار استغراب جمانة شكل كوبٍ كان به القليل من النسكافية مكتوب عليه “أنت أعظم شخص يليق به هذا المكان”، شعرَتْ أنّ هذه العبارة تشبه شيئًا مشوشًا في جمجمتها، لذلك قامت بإخفاء هذا الكوب عن أعين الشرطة أثناء عملية التحري، ويومٌ بعد يوم بدأت يطتظهر على سعيد ملامح التوتر، مع التأخر في العودة إلى المنزل، وبعد أسبوع رنّ الهاتف ………

جمانة: آلو… نعم أنا والدة سعيد.

المدرسة: نريد الاطمئنان على الطالب سعيد، وتقديم التعازي لك وله، فنحن نعلم سبب غيابه منذ أسبوع عن المدرسة، إلّا أنَّنا قمنا بإجراء المكالمة متمنين عودته السريعة لصفه، فهو طالبٌ مميزٌ ومجتهدٌ والغياب الطويل يفقدهُ بريقَهُ واجتهادَه…

كانت مكالمةً تشبه بركانًا مندفعًا في رأس جمانة، كيف وسعيدٌ أصلاً لم يتغيب عن مدرسته. شعرَتْ بالحيرة والقلق من هذا الخبر، وبدأ الخوف ينهش صدرها مخافةَ أنْ تكون شكوكها صائبةً، وأنَّ سعيدًا هو القاتل، ولكن لِمَ سيقوم سعيدٌ بمثل هذا العمل البشع؟!

بدأت الأفكار داخل رأسها بالتفاقم “رأس الخيط في المسألة يبدأ من ذلك الكوب …….. ولكنِّي لا أجد حلًا ولا أستطيع التفكير أكثر”

قررت جمانة مراقبة سعيد للتأكد من صدق ظَنّها، مَرَّ أسبوعان ولم تلحظ أي أمر غريب قد يقودها لمعرفة الحقيقة.

 

عادت جمانة للمنزل مبكرًا، وأثناء عودتها مرت من أمام المدرسة لعلها تجد سعيدًا ويذهبان معًا للمنزل، لكنها رأت شخصًا تعرفه ولا تتذكره يمسك سعيدًا ويسحبه عنوةً إلى السيارة. فكرَتْ بِالترجُّل والذهاب لمعرفة السبب، لكنها شعرت من توتر سعيد إنّ الأمر قد يقودها لمعرفة قاتل جواد ومساعدة جمال بالإفراج عنه، انتظرت في السيارة لحين انتهاء الرجل الغريب من الحديث مع سعيد، وبعد قرابة نصف ساعة نزل سعيدٌ ومعه الرجل، وقد كان يمسك بيده كوبًا شفافًا من النسكافية، قُبِضَ قلبها وعقلها وتأكدت أنّ هذا الشخص له علاقة بالجريمة، ولكن من هو؟ وما علاقته بسعيد؟!

“يجب أنْ تعرفي، يجب أنْ تتذكري يا جمانة. الأمر يتعلق بحياة رجلٍ مظلوم، وأيضًا كيف لم تفكري من قبل إنّ القضايا قد تكون مرتبطةً ببعضها البعض، قد يكون هذا الشخص هو نفسه سارق المستندات المهمة في مكتب المركز!!!”

عادت جمانة وألف فكرة تطرق عتبات رأسها…مَنْ؟ وكيف؟ ولماذا؟ وأين؟ كاد رأسها ينفجر في حين أنَّ جميع تساؤلاتها بلا حلولٍ أو إجابات…

حاولت أن لا تتحدث مع سعيد كي لا يشكَّ بالأمر أو تفقد خيوطها الأولى التي توصلت إليها في طريقها لِحل القضية، ولهذا قررت الخروج والجلوس بالحديقة الخلفية للمنزل … كانت المصادفات تتوالى كما لو أنَّ القدر يربط لها الأحداث كي يهبها مفتاحًا لكل أُحجية تواجهها في هذه الأزمة العويصة، وجدت هناك الكثير من أعقاب السجائر …. ما هذا!!! هل سعيدٌ هو من فعل كل هذا!!! ولكن لم يحدث وأنْ دخَّنَ من قبل، لماذا يا سعيد ومنذ متى؟ سعيد لا يستطيع ذلك فهو يعاني من الربو الحاد ولا يستطيع الوقوف بجانب شخص مدخِّنٍ حتى!

تيقنت جمانة إنَّ شخصًا ما هو مرتكب الجريمة، وسعيد يخفي تفصيلاتٍ مهمة حول الموضوع…

مهلاً ……….

تعود لمحاتٌ لرأس جمانة، احتفال، قالب من التورتة، كتابة على القالب، صورة مكتب لها ولسعيد ورجل آخر!!!…

 

من هذا؟ ولماذا نحتفل؟ … آوووه!!!! هذا هو ذات المكان الذي يعمل به جواد…….

صوت سعيد يقاطع تفكيرها “أرجوك يا أبي لا تهرب، جمال لا علاقة له بالأمر، كل يوم يزورني هو وجواد بالمنام ويخبرانِني أنهما سينتقمان منّا … أرجوك سَلِّمْ نفسك، لا أستطيع العيش مع هذه الكذبة طوال حياتي .. لو عَلِمَتْ أمي أَنِّي سرقت مفتاح الخزنة في المكتب، وسيارتها، والوثائق فهي لن تتأخر عن طردي وستبرأ مني مني ولن أجد أحدًا أبدًا، سأصبح وحيدًا يا أبي من دونك ومن دون أُمي ومن دون عمي جواد … أرجوك يا أبي لا ….”

تبلدت أعضاء جمانة من هول ما سَمِعَت!!! وركضت تحتضن طفلها تحاول أنْ تهدء من رَوعِه، وتشتعل أنفاسها المُرَوَّعة المصدومة أثناء احتضانه، ماذا عباس!! والد سعيد!!

تعود الذاكرة بجمانة إلى يوم صدور قرار الحكم بِحق عباس بالحبس لمدة سبع سنوات بعد القبض عليه متلبسًا بقضية السرقة، وكيف أثبت جواد عليه التهمة في ذلك الوقت.

الكوب!! نعم، إنه هدية استلامه المنصب الجديد في المركز، كيف لم اتذكره .. رَبَّاه!

استأنفت جمانة: فورًا عليَّ التبليغ قبل هروبه خارج البلاد …

توجهت للمركز وقدمت كل ما لديها من معلومات ودلائل وطرحت كل ما توصلت إليه من ملابسات، وتم التعميم على اسمَيْ عباس والطفل سعيد، وتم إحضارهما إلى مركز الشرطة للتحقيق في القضية. أبدت جمانة للضابط خوفها حول ولدها، وكيف قام عباس بالتلاعب به وبأفكاره، وكيف أثَّر على سلامه النفسي والروحي بعد ما حدث وما جعله يفعل، فوعدها الضابط خيرًا بخصوص سعيد، وتحديدًا لأنه يُعتَبَر أداة من أدوات هذه الجريمة بما أنّه لم يبلغ سن التكليف، فيتم اعتباره حدثًا تحت السن القانوني، ويتم عرضه على معالجٍ نفسِيٍّ للإشراف على حالته والعمل على إعادتها لصحتها وسلامها السابِقَين.

 

بعد التحقيق توصلت الشرطة إلى أنّ عباس هو المجرم الذي سرق المستندات بعد أنْ قام بالتلاعب بولده سعيد من خلال استغلاله لعاطفة الأُبُوَّة التي لا يمتلك منها أيّ شيء، وبذلك قام الطفل بسرقة المفتاح من جواد وهو نائم .. وتظليل الحارس باستغلال وقت استراحته لتناول العشاء .. كانت الخطة مدروسة مليئة بالشر، لم تقتصر ضحاياها على جواد فقط، بل كان الضحايا أكثر من ذلك بكثير!!!

 

تبقى بذرة الخير بداخل كلٍّ منا تصارع ترغب بالانتصار على الكثير الكثير من بذور الشر الدفينة، فإن سمحنا لبذور الشر أنْ تنمو داخلنا وتتغلب في ذلك الصراع، ستأكُل أحشاءنا وتدمرنا بالكامل … وإنْ تركنا الأمر للخير فسيبعث فينا سحائبهُ المُحَمَّلة بالظل الوارف والوداعة والسكينة.

A person begins to become polluted from within with hatred when injustice and hatred begin to spread their soldiers inside the human heart, so he finds himself surrounded by thinking at a certain angle, not caring about the extent of the damage or the consequences.

 

Book 51 AD “I inform you that the bank documents in the southern branch have been missing since the day before yesterday, knowing that the cameras have been down since the first of last January. After interrogation and investigation with the guards, they confirmed that no one entered the warehouses that day, and that they did not notice anything strange.” ”

 

Jawad was shocked after reading the news, especially since these documents are very accurate and put them legally accountable. Jawad spoke with the official of the stores targeted for the theft, and it became clear to him, as the book confirmed, that no one had entered the store, and no one had approached it either. Jawad thought a lot. There was no evidence of guilt or anything like that, especially since he was completely certain that the copies of the room were with him alone and no one else could open the gate except by using the key.

Days passed day after day, and the matter became suspicious and a lot of tension, as all the accusations were being made about Jawad and how he was stolen.

Documents and where he hid them.

The official decision came out convicting Officer Jawad of stealing documents and hiding them to obscure security and military operations in the region, where he submitted his resignation and returned to his home to begin implementing the decision to suspend him under investigation until the trial date. Due to his military standing, his long service, and the confidence of his colleagues in his honesty over the years of his previous service, a decision was issued to quarantine him in his home instead of detaining him at the security department responsible for his case.

 

“Jamal,” Jawad’s close friend, learned about what happened. Jamal is a blind person who was involved in a car accident when he was six years old and lives with his mother in the village. Jamal went out to visit Jawad to try to help him and comfort him after he received the news of his conviction and incrimination. When he arrived, he knocked on the door once, twice, and three times. Jamal knew very well that his friend was inside, according to the court’s decision to quarantine him inside his home. So he did not go and remained standing behind the door waiting for it to be opened and to talk to him, and after a while…

Saeed: Hello, Uncle Jamal, how are you?

Jamal: Happy?! How are you, son?!

Saeed: Thank God, you are fine, Uncle Jamal. Uncle Jawad went out this morning for a walk in the mountain, and he took with him a hunting rifle. As you know, he loves to wander among the mountains and hunt birds, especially whenever he is in a bad mood…

 

Saeed is Jawad’s wife’s son from her first husband. He lives with his mother and stepfather in their house after his father was fired from work for embezzling the office treasury and was convicted red-handed in the case. As for Saeed’s father, his name is Mr. Abbas. Mr. Abbas worked in the same center where Jawad works, but Jawad He always felt that this person did not have any of the qualities of an honest officer: no honesty, honesty, or loyalty, and was always trying to tamper with public property. He expelled his son Saeed and his mother (his wife) after she fell from the top of the hill while hiking. Saeed’s mother (Jumana) suffered from memory loss, and the doctors confirmed that she would not be able to regain her memory unless she experienced some strong observations that would refresh her memories, but the matter became impossible after she left her home and moved to live in another town…

 

Jumana began working in the center’s office as she is a very excellent lawyer. Fortunately for her, the memory damage did not affect all parts of the memory and only destroyed the memories that linked her to her husband Abbas and her son Saeed only, and nothing else.

Jawad got to know her and was impressed by her cleverness and intelligence. Then they got married and she moved to live with her son with him in his house far from Abbas’ house.

When Abbas’s case was revealed, Jumana was the lawyer who argued against him, and the judge then sentenced him to prison.

After a few minutes of Jamal standing with Saeed at the door, Jamal asked to enter the bathroom. Saeed welcomed him and opened the door for him. When he entered, he smelled a strange smell, but he could not determine what it was, nor could he see anything going on around him. So he left the house, asking Saeed to tell Jawad about his visit and asking about him.

 

Jamal left town trying to collect his thoughts to find out what that smell was that he smelled in Jawad’s house, but he could not remember it or remember what it went back to or what it resembled….

The next morning, Saeed and his mother woke up to very violent knocks. Saeed went out to open the door until he was surprised by the police raiding the house on suspicion of the murder of Officer Jawad.

Everyone knows that Saeed is Jawad’s close friend, and they also know that he is blind and cannot see anything in front of him, and therefore he cannot commit a murder.

After Mrs. Jumana returned to her home, she found a horse killed with a knife in its back, and after asking the police about who had entered the house, the answers of all the neighbors were that his blind friend was the only one who entered the house and left ten minutes after entering it, and he was alone when entering and leaving.

Jumana knew very well that Jamal would not commit such a horrific crime, but as is known, Officer Jawad was very beloved and had no enemies at all.

She worked hard to think, but she was unable to find convincing solutions to what happened!

Jumana did not know that Saeed was in the house at that time, and just as she knew or believed that Saeed loved a horse and there were no differences between them at all, except that Saeed had other reasons that pushed him to do a dangerous and criminal act, which was murder!

 

Saeed studies in the old neighborhood school, and he is a very popular student. Jumana asked Saeed where he was when Jamal visited Jawad, and he said:

“I was at school, Mum, of course.”

Jumana was surprised by the shape of a cup that contained a little Nescafe with the words “You are the greatest person worthy of this place.” She felt that this phrase resembled something confused in her skull, so she hid this cup from the eyes of the police during the investigation process, and day after day it began to appear on her. Saeed showed signs of tension, with the delay in returning home, and after a week the phone rang………

Jumana: Hello… Yes, I am Saeed’s mother.

School: We want to check on the student Saeed, and extend our condolences to you and him. We know the reason for his absence from school for a week, but we made the call hoping for his speedy return to his class. He is a distinguished and diligent student, and a long absence makes him lose his sparkle and diligence…

It was a call that sounded like a volcano erupting in Jumana’s head. How did Saeed not miss school in the first place? She felt confused and anxious about this news, and fear began to gnaw at her chest, fearing that her suspicions were correct and that Saeed was the killer. But why would Saeed do such a heinous act?!

The thoughts inside her head began to escalate, “The thread in the problem begins with that cup……..but I cannot find a solution and I cannot think further.”

Jumana decided to monitor Saeed to ensure the truth of her suspicions. Two weeks passed and she did not notice anything strange that might lead her to find out the truth.

 

Jumana returned home early, and on her way back, she passed by the school, hoping to find Saeed and they could go home together, but she saw someone she knew and did not remember grabbing Saeed and forcefully dragging him into the car. She thought about getting out and going to find out the reason, but she felt from Saeed’s nervousness that the matter might lead her to find out Jawad’s killer and help Jamal release him. She waited in the car until the strange man finished talking to Saeed, and after about half an hour Saeed came down with the man, who was holding a transparent cup in his hand. From Nescafe, her heart and mind were arrested and she was certain that this person had a connection to the crime, but who was he? What is his relationship with Saeed?!

“You must know, you must remember, Jumana. This is about the life of an oppressed man, and also how could you not have thought before that the cases might be connected to each other? This person might be the same person as the thief of important documents in the center’s office!!!”

Jumana returned with a thousand thoughts knocking at the doorsteps of her head…Who? And how? And why? And where? Her head almost exploded while all her questions had no solutions or answers…

She tried not to talk to Saeed so that he would not suspect the matter or lose the first clues she had found on her way to solving the case, and that is why she decided to go out and sit in the back garden of the house… Coincidences kept coming, as if fate was linking the events to her in order to give her a key to every puzzle she faced in this situation. The severe crisis, I found a lot of cigarette butts there…. What is this!!! Is Saeed the one who did all this!!! But he had never smoked before. Why, Saeed, and since when? Saeed cannot do that, as he suffers from severe asthma and cannot even stand next to a smoking person!

Jumana was certain that someone had committed the crime, and Saeed was hiding important details about the matter…

Hey……….

Glimpses return to Ras Jumana, a celebration, a cake, writing on the cake, an office picture of her, Saeed, and another man!!!…

 

Who is this? Why do we celebrate? …Aww!!!! This is the same place where Jawad works…

A happy voice interrupted her thoughts, “Please, Father, do not run away. Jamal has nothing to do with the matter. Every day he and Jawad visit me in my dreams and tell me that they will take revenge on us… Please turn yourself in. I cannot live with this lie all my life… If my mother finds out that I stole a key.” The safe in the office, her car, and the documents. She will not be late in expelling me, and she will disown me and I will never find anyone. I will be alone, father, without you, without my mother, and without my uncle Jawad… Please, father, do not…”

Jumana’s limbs became dull from the horror of what she heard!!! She ran to embrace her child, trying to calm him down, and her horrified, shocked breaths caught while embracing him. What, Abbas?! Happy father!!

My memory goes back to the day Abbas was sentenced to seven years in prison after he was caught red-handed in the theft case, and how Jawad proved the charge against him at that time.

The cup!! Yes, it was a gift for him to receive his new position at the center. How could I not remember him? Oh my goodness!

Jumana resumed: I must immediately inform him before he flees outside the country…

She went to the center and presented all the information and evidence she had and presented all the circumstances she had discovered. The names of Abbas and the child Saeed were circulated, and they were brought to the police station to investigate the case. Jumana expressed to the officer her fear about her son, and how Abbas manipulated him and his thoughts, and how it affected his psychological and spiritual peace after what happened and what he made him do. The officer promised her good regarding Saeed, specifically because he is considered an instrument of this crime since he has not reached the age of commission, so he is considered… A juvenile under the legal age, and he is presented to a psychological therapist to supervise his condition and work to restore him to his previous health and peace.

 

After investigation, the police found that Abbas was the criminal who stole the documents after he manipulated his son Saeed by exploiting his fatherly affection, which he had none of. Thus, the child stole the key from Jawad while he was sleeping… and shaded the guard by taking advantage of his break time to eat dinner. The plan was well thought out and full of evil. Its victims were not limited to Jawad only, but the victims were much more than that!!!

 

The seed of goodness remains within each of us, struggling for victory over many, many buried seeds of evil. If we allow the seeds of evil to grow within us and prevail in that struggle, they will eat our insides and destroy us completely… And if we leave the matter to good, it will send within us its clouds laden with lush shade, gentleness, and tranquility.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى