إلى بلادي:
أحُبكِ
لو تعلمين؛
إنه الشيء الوحيد الذي يُهون عليّ
قسوة اللامعنى
وجهل المصير..
أين أذهب
وأنتِ كل الجهات؟
أين أهرب منكِ
وأنا أحملكِ فيّ
في داخلي
في ملامحي كهوية..
وفي حُزني كعنوان..
كيف أتحمل وقتها أن يُنتزع من الأمان-أمان وجودي هنا –
الأمان الذي لم تنتزعه الحرب..
أمان من نوع آخر
ليس الذي نرغب به عندما نخاف..
تفهمي أسئلتي لأبدو أقل جنونًا
لأبدو طفولية؛
تعبت من معانأة الكِبار
-فقط- إنها الطفولة أقل ما يمكن تقبله
قد أجد مبررًا لكوني خائفة،
مندهشة من هذا الظلام
من القتلة ورهبةِ الموت..
سيقولون:
فقط بأنني مازلت صغيرة..لا أستطيع أن أقول لكِ
لما تغيّرت ملامحكِ
لما كل هذا الانكسار؟
أنتِ تعرفين بأن
الشارع
والنافذة وجهانِ لشُرودي وأسئلتي
لكل الذين عاتبتهم وهُم في الغياب أو حتى في عداد الموتى تصفهم ذاكرتي
الآن
هناك مَن حوّل الوردة لرماد
من أشعل في محبةِ البيت فقدًا..
انتهى عهد القلم
هكذا قالت:
لي صديقتي عندما كنا على الطريق،
لم يكن هناك شيء سوى السلاح يتجول بحريةِ الهواء ..
الحرب تغرس أنيابها في كل المارة، تأكلهم أحياء..
قالت:
لي وأنا جالسة بالقرب من النافذة
انظري
قلت:لا
تقتلني وجوههم
لا أستطيع أن أقنع عقلي بأنهم مِثلُنا بشر،
بأن لهم ذات الهيئة وبأنهم يمشون على قدمين..
قالت: انظري
قلت: لا
ينقبض قلبي كلما نظرت
فهذه السيارات المحطمة
كانت في يوم من الأيام
متوجهة إلى العمل
إلى المدرسة
أو إلى السوق..
مازلت
أسمع ازدحام الناس وأشعر بحرارة الثانية عشر، بنهارات العودة إلى البيت..
قالت: انظري
قلت: لا
تجرحني كل هذه البلاد التي كسروها بكل بساطة
كمرآة.
زر الذهاب إلى الأعلى