« قريبًا في المكتبات ».
يبدو أن أبي أصابني بخصلة النّفاق ، النّفاق كالفقر يُعدي ، صاحب المُنتدى كنّا نُطلق عليه سرًا الجاهل الأكبر نترنم “رأسه كبير رجلينه رقاق اسمه العولاق ” ، شخص أجوف الدواخل ، كما وصفته لنا شاعرة دميمة كمعظم الشاعرات ، كانت جريئة جدًا تقرأ لك قصيدتها و مع أي حرف تهز وسطها ؛ نعم الشاعرات دميمات إذا رأيتهن تأكد لك أن تشارليز داروين كان صادقًا حينما زعم أن أصل الإنسان قرد ، يبدو أنه كان يقصد الشاعرات تاكد لي تواجد علاقة بين قبح الفتاة و الشعر ، إحدى الفتيات كانت جميلة جدًا ؛ إصابتها جرثومة الشعر فصارت مضرب المثل في القبح ، سأسمح لنفسي أن أنصحكم ، إذا قابلت فتاة قبيحة في الشارع ، فأعلم أنها شاعرة أو زوجة شاعر ، أحذرك أن تطلب منها أن تقر لك قصيدة فالويل كل الويل لأنك ستصاب بأمراض عديدة و العلاج غالِ هذه الايام غلاء الدواء ليس للحكومة دخل فيه كما يقول شاعر له علاقة بالسلطة الحاكمة بل لكثرة المرضى و كثرة الناس ليس لأن الله يحبهم ، كمال تشدق فيلسوف لا أذكر اسمه قائلًا إن الرب يحب الناس العاديين لذلك خلق منهم أعدادًا كثيرة ، المهم تلك الشاعرة يقال أن صاحب المنتدى وعدها بالزواج و أخلف وعده ، دائمًا الاثرياء يوعدون و لا يفون بوعودهم ، لذا هي ناقمة عليه يا ليته تزوجها لأراحنا من شعرها و شعره ، معلومة مهمة لكم الزواج يقتل الشاعرية ، لا تجتمع المرأة و الشعر في قلب واحد صاحب المنتدى أغترب سنوات ، جمع أموالًا طائلة عاد بها فأنشأ منتداه الأسبوعي، كنا نحن الشعراء الفقراء كما هو معلوم كل شاعر فقير ، الفقر أداة من أدوات الشعراء يعتاشون به ، كنا نتقرب لصاحب المنتدى زلفى و نمدح قصائده الركيكة بعد كل مقطع يقرأه علينا نردد يا سلام على هذه الفتوحات الشعرية ، ينشرح صدره ونحن نجتهد في إخفاء ضحكاتنا الساخرة حتى لا نفقد وجبة الطعام ، نعم هذا يُعد تسولًا و من في التسول أكثر ابداعًا من الشعراء.
زر الذهاب إلى الأعلى