حذر خبراء جيولوجيا ومياه جوفية من تمدد ظاهرة النز والتي تهدد عدداً من المدن وبعض من الأحياء العريقة بولاية الخرطوم وقالت مديرة كرسي اليونسكو للمياه المكلفة منى محمد مسند فرح لـ”الانتباهة” إن المشكلة الاساسية في ذلك ضعف البنى التحتية وغياب نظام الصرف الصحي بجانب شبكات المياه القديمة وأضافت المشكلة في تمدد وهناك كثير من المناطق التي سوف تتأثر بهذه الظاهرة.
من جانبه كشف خبير المياه الجوفية عبدالله شقدي عن أسباب انتشار الظاهرة وقال السبب الرئيس هو الارتفاع في مناسيب المياه الجوفية وزيادة المياه الواردة الى الجوفية وتسرب شبكات إمداد المياه والصرف الصحي وعزا ذلك للكثافة السكانية العالية في المدن.
ظاهرة النز لم تكن جديدة بل هي قديمة وقبل عدة سنوات ظهرت في بعض المناطق ككرمة والبرقيق وأبو حمد وفي بداية الأمر ظهرت عبارة عن شقوق في الأرض ونحر في الحيطان ومع مرور الأيام تحول ذلك الى دمار قضى على معظم القرى بأكملها ولم تدمر المياه المنازل فقط بل قضت المياه على الأشجار والمزارع.
خطر قادم
الخطير في الأمر أن بعض أحياء الخرطوم العريقة أصبحت مهددة بالغرق بسبب مياه النز بحسب خبراء ومختصين كما تعيش بعض أحياء أبو حمد اهتزازاً وعدم ثبات مما أدى الى تهدم البيوت البعض يرجح الأسباب الى قيام سد مروي والترع اما أسباب وجود الظاهرة في أحياء المعمورة وأركويت وكافوري وشمبات وامدرمان فعزا بعض الخبراء الأسباب الى ارتفاع مناسيب المياه الجوفية بينما يرى آخرون أن الاسباب تعود الى مشكلة الصرف الصحي بسبب الكثافة السكانية التي تعاني منها المدن .
وفي بعض قرى الولاية الشمالية يشرب المواطنون تلك المياه باعتبار أنها أعزب من مياه النيل وفقاً لما تحدثوا به للصحيفة منهم من يضحك والآخر يبكي بعد أن تهدم منزله بالكامل.
وفي قرية السنجراب تهدم أكثر من (1000) منزل بسبب تلك المياه وأصبح المواطنون في حيرة من أمرهم وهم يجلسون في العراء.
“(الانتباهة) بحثت في أصل المشكلة مع خبراء ومختصين في المجال وخرجت بالخطير والمثير حول حقيقة تمدد الظاهرة والسطور التالية تحدثنا عن ذلك:.
مأساة ونداءات
لا يخفى على أحد ما تمر به الولاية الشمالية ونهر النيل من معاناة خاصة مناطق الشريط النيل مع كل ذلك الا أن الجهات المختصة تقف عاجزة أمام ذلك الأمر رغم النداءات التي أطلقها المواطنون هذا الخطر لا يقتصر على الولاية الشمالية ولا نهر النيل بل ستتمدد الظاهرة الى مدن أخرى بعد ظهور مؤشرات تشير أن بعض أحياء شرق الخرطوم مهددة بالزوال .
المواطنة فردوس الطيب أطلقت نداءً عاجلاً الى رئيس مجلس السيادة ونائبه شاكية والي نهر النيل والمدير التنفيذي بمحلية أبو حمد لعدم استجابتهم لنداء المواطنين وكشفت لـ”الانتباهة” عن الانهيار التام للمنازل في الجزيرة وقرية السنجراب مع انتشار الباعوض والعقارب هناك وتابعت منذ أن تهدمت منازلنا نحن نجلس في العراء ونعاني كثيراً ولم يستجب لنا أحد .
من جانبه قال المواطن سليمان المطيري لـ”الانتباهة” الوضع تردى بالكامل في قرية السنجراب ومنطقة أم سفاية والقوز والجزيرة جنوب وحي بانت والضفة الغربية منطقة الدلتا بعد أن تهدمت جميع المنازل وما تبقى منها تآكل وأضاف “لو حفرت مسافة بسيطة بتظهر موية” وتابع في الفترة الصباحية يكون النز على سطح الأرض وطالبنا بخيم لأن المنطقة انهارت وسوف تدمر دماراً شاملاً وصرح “مافي أي حلول جذرية وسريعة والحكومة لم تتحرك حتى على مستوى الولاية” معبراً عن استيائه من هذا الوضع .
أما الموظف بوزارة التربية الاتحادية حمزة محمد أحمد وهو من أبناء المنطقة فيقول لـ”الانتباهة” أصاب المسؤولون في السودان صمم عن قضية تدمير منازل أهالي الجزيرة مقرات ابوحمد من أثر نز المياه الجوفية الممتدة لا حكومة تستجيب ولا أذن تسمع.
أثر السد
وأضاف يعاني سكان ابوحمد والجزيرة هذه الايام بصورة فائقة السرعة من نز للمياه الجوفية داخل منازلهم وادى ذلك الى تدمير (150) منزل بصورة كاملة وتضرر جزئي لحوالي (800) منزل داخل الجزيرة مقرات وما حولها من قرى وتسارعت وتيرة نز المياه من داخل الارض بصورة مفاجأة وسريعة مما دفع بكثير من المواطنين لاخلاء منازلهم وحفظ ممتلكاتهم في الهواء الطلق دون ان يحرك ذلك ساكناً لدى حكومة الولاية والمركز وأصبحت المياه تندفع داخل طبقات الارض الجوفية وذلك ربما لتأثير بحيرة سد مروي على تضاريس المنطقة بأكملها
حتى الابار السطحية الموجودة تكاد تطفح المياه من داخلها زيادة واضحة فيها للعيان وهذا الاثر الذي يتغاضى المسؤولون في الدولة عن ذكره وهاهي المياه السطحية وربما المياه الجوفية لا ندري ما هي، هذا عمل مختصين ظهرت عياناً على سطح الارض.
وتابع وللتأكيد سبب هذه الظاهرة هو بحيرة سد مروي لأن الوصول لهذا التأكيد يحتاج إلى دراسات حتى الوصول للحقيقة فربما تكون هذه الظاهرة بسبب سد مروي وقد تكون بغيره ولكن لا يمكن أن نصل لهذه النتيجة بدون دراسة الظاهرة بواسطة الجهات المختصة وأتمنى أن يكون هذا ديدننا في كل أمور حياتنا حيث إننا دائماً ما نطلق الأحكام دون ترو ولكن الظاهرة الحديثة في المنطقة هي قيام هذا السد علماً بأن النقطة الصفرية للبحيرة تقع في منطقة تسمى العتقة التابعة لقرية (الكورو) جنوب الجزيرة مقرات على بعد لا يتجاوز الستة كيلو مترات لهذا السبب أشرنا للسد كثيراً وصرح الى متى هذا الصمت الحكومي وحياة الاف السكان مهددة بخطر انهيار المنازل عليهم نرجو الانتباه قبل حدوث كارثة اكبر.
تسرب وصرف صحي
ويختلف بعض خبراء ومختصي الجيولوجيا والمياه الجوفية في أسباب تمدد ظاهرة النز كما يتفقون في بعض المسببات الخبير والمختص آدم محمد خدام يكشف لـ”الانتباهة” عن الأسباب الرئيسة لهذه الظاهرة حيث قال من العوامل الاساسية المسببة لهذه الظاهرة هي عدم وجود منظومة هندسية متعارف عليها لجمع ومعالجة والتخلص لمياه الصرف الصحى والعامل الثاني هو التسرب من شبكات مياه الشرب نسبة لضعف التصميم والمواد المستخدمة غير المطابقة للمعايير المحلية والعالمية مشيراً الى أن أكثر المدن التي ستتضرر من ظاهرة النز مدينة أمدرمان محذراً من تمدد الظاهرة لافتاً الى أن الحلول تكمن في تشييد شبكات للصرف الصحي والمعالج.
تمدد سكاني
بالمقابل يختلف المختص عبدالله محمد شقدي مع خدام حول السبب الرئيس لهذه الظاهرة ولكن يتفق معه في بعض المسببات حيث قال السبب الرئيس لهذه الظاهرة هو مشكلة ارتفاع مناسيب المياه الجوفية في المدن بسبب زيادة المياه الواردة الى الجوفية بجانب تسرب شبكات إمداد المياه والصرف الصحي وعزا ذلك الى النشاط السكاني والعمراني الكبير في المدن الذي يؤدي إلى زيادة ايراد المياه الجوفية واضاف بمرور الوقت يؤدي ذلك الى ارتفاع مناسيب الجوفية واقترابها من سطح الأرض وستتأثر المنازل وتتعرض للهدم وتصبح المنطقة غير صالحة للسكن واستخدام نظام الصرف الصحي والسايفون مستحيل ويموت الزرع وأثر هذه الظاهرة خطير على السكان ومضى بالقول من اوائل المناطق التي ظهرت فيها هي (امدرمان وشارع الزلط بتاع ازهري وعمارات وسط امدرمان) مؤكداً تمدد الظاهرة حال لم تتم معالجتها وتابع بدأت الظاهرة تظهر في المعمورة شرق الخرطوم ومناطق اخرى منها كافوري ولكنها حتى الآن محدودة وذكر هناك قرى بالشمالية تركها أهلها والظاهرة مرتبطة بالنشاط السكاني وقال أكبر مشكلة تواجهنا هي الصرف الصحي ومن المفترض أن يراعى التخطيط والتنمية العمرانية معالجة التنمية المستدامة في المنطقة وزاد قائلاً “للأسف ما بنتبهوا ليها ولا بد من دراسة جميع الجوانب” محذراً من حدوث آثار كارثية على السكان مطالباً الجهات المعنية بالإسراع في معالجة هذه الظاهرة .
دمار وتهديد
وفي ذات السياق كشف مدير مشروع الدفوفة مصطفى عرمان لـ”الانتباهة” عن أكثر المناطق المهددة بالنز في الولاية الشمالية وقال المناطق المهددة مبنى حضارة كرمة مشيراً الى أن منطقة البرقيق من أكثر المناطق انخفاضاً بالولاية وتسود بها الرمال مما يساعد فى عملية التسريب وأضاف قائلاً اما شمالاً حتى مدينة حلفا اراض جبلية صلبة ليست بها تسريب والخرطوم أعلى من البرقيق ب(٨٠٠) قدم ومروى أعلى من البرقيق ب(٤٣٠) قدم ولهذا السبب اكثر المناطق تضرراً محلية البرقيق وما جاورها.
ظاهرة مترحلة
ولكن مديرة كرسي اليونسكو للمياه المكلفة منى محمد مسند فرح فتكشف لـ”الانتباهة” عن أسباب الظاهرة حيث قالت المشكلة الاساسية هي ضعف البنية التحتية خاصة في ظل يغاب نظام الصرف الصحي بجانب شبكات المياه القديمة والمنتهية وأضافت الظاهرة الآن في ترحل وتمدد وهناك مناطق كثيرة بدأت تتأثر في أمدرمان خاصة حي الملازمين وبيت المال وامتدت الى أبو روف وود نوباوي كما بدأت بالظهور في شمبات الحلة وأوضحت قائلة معظم المناطق التي بها مشاكل هي قريبة من البحر ولكن تعمقت الظاهرة حديثاً وأصبحت على نطاق واسع وستتأثر جميع المنازل لافتة الى تأثر بعض مناطق الشمالية منوهة الى أن الحل الجذري هو قيام نظام صرف صحي جيد.
ظاهرة معقدة
ويصف الأمين العام للمجلس الأعلى للبيئة بشرى حامد أحمد الظاهرة بالمعقدة التي لها تفسيرات وأسباب عديدة التي من ضمنها الصرف الصحي واستخدام السايفون بكثافة عالية جداً في منطقة جغرافية محدودة ذات كثافة عالية مما يتسبب في حدوث مشكلة كبير وسد منافذ ومسامات التربة بحسب اعتقاده.
وقال في حديثه لـ”الانتباهة” في السابق كانوا يحفرون عشرين متراً للحصول على مياه والآن عند حفر أربعة أمتار فقط تجد المياه السطحية وهناك مناطق تخرج فيها المياه الى السطح مما أثر بصورة كبيرة وهذا واقع وأضاف خبراء الجيولوجيا يقولون إن هناك تشققات تحدث في الطبقة الجوفية وتؤدي الى اندفاع المياه نحو السطح وهناك من يقول إن مياه الأمطار في الفترات السابقة في المدن كانت تذهب الى النيل والمصارف الطبيعية بسرعة ونسبة للتعدي على المصارف والوديان بالبناء عليها لذلك تتسرب المياه الى التربة وآخرون يقولون إن الشوارع التي تم تشييدها على النيل أدت الى بطء تصريف المياه الى النيل ومكوثها في التربة فترة طويلة وتابع نظرية أخرى ايضاً تقول ان هذه أنهر قديمة جداً تحت سطح الأرض كل هذه الافتراضات جيولوجية وكبيرة لكن لاستخدام السايفون والمصاصات وغيره يعد جزءاً كبيراً جداً في هذه المشكلة وصرح المشكلة أصبحت كبيرة جداً في ولاية الخرطوم وتحتاج لتدخل عاجل من السلطات الاتحادية لأنها أكبر من إمكانات الولاية لأن هناك من يسكنون في منازلهم منذ مائة عام وعندما يصحى يجد منزله غير صالح للسكن ويجد نفسه في الشارع وهذه من أخطر الأسباب التي لها تداعياتها الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والانسانية وتعيق تطور ونمو المدينة مطالباً بحل مشكلة الصرف الصحي وتصريف مياه الامطار وتشييد المصارف .