لسان الدين الخطيب: الوحدة على الاختلاف و الاعتراف به
قراءات
بناء المحاور المعرفيه
الوحدة على الاختلاف و الاعتراف به
أو ما يقال عن
( الوحده من خلال التنوع )
لسان الدين الخطيب
في البدء لست مصححا ولا ادعي اني مدققا في المفاهيم
فقط اطرح رؤية ك(محفل) للحوار نتفق أو نختلف حولها فذلك شأن آخر
و منها الكثير من المناهج الخاطئة التي دائما تدير مصائرنا الى هاوية المزالق
مثل ( تلك المناهج الخاطئة ) البحث عن المشتركات لبناء الوحدة / التعايش
( كلام يجنن )
و الذي خرجت منه ك(افتراض) مقولات ذادت تعقيدات حياتنا تعقيدا فوق آخر بناء على الافتراض/المنهج الاساس الذي اعتقد انه خاطئ
مثل
( تحالف الحد الادنى )
والذي انتج كميات من الخلافات والانشقاقات احالت حياتنا الى جحيم يصعب معه التواجد سويا
وكانت العلامات الواضحة في خارطة وجودنا هي مقولات اسس لها بناء على الافتراضات الخاطئة
مثل
( مركز و هامش)
( دولة 56 )
( جلابة و فالنقابات )
وهناك من رسم على تلك الافتراضات شعارات ثورية أو منطقية و قامت من اجلها
حروب
وموت
ودمار
و تهديد وحدة الجغرافيا
بل وانفصال جزء عزيز من جغرافيتنا (جنوب السودان )
إذا تعديل طرق التفكير في البحث عن معادلات اخرى تستعدل مناهج وطرائق نظرتنا للاشياء
و منها لماذا لا نبحث عن المختلف في تكويناتنا الاجتماعية
و الاعتراف بها
و تاسيس
( حالة وجودنا )
على نمط
الاختلاف هذا
و المعترف به
ليكون القاسم المشترك الوحيد المشترك هو حالة وجودنا القسري
( ليس خيارك ان تكون سوداني )
اي
( خارطة الوجود )
و ذلك ببساطة لان البحث عن مشتركات قسرا يجسد مفاهيم سيطرة مجموع على الاخر
( حتى لو كان المجموع اغلبية )
و بمختلف الحجج والتي قد تبدو منطقية ولكنها على أي حال ليست مقبولة
( ان تفرض نمط حياتك على الاخرين )
وحقيقة ان فرضية اننا
ك ( سودانين ) نتشابه و بيننا كثير من المشتركات هو ( فرية) مدعومة ليس بحسن النوايا و حسن المقصد فقط بل شكلت بعض ملامحة الانصهار في المدن
و الحال ان حتى الاخوان في البيت الواحد لا يتشابهون
وهي طبيعة الحياة لكل منا حتى ك( افراد) ان بصمته هي التي تنتج له معارفة و بالتالي سلوكة العام
أقصد ان الفرضية ذات نفسها بها خلل جوهري
و موضوعي و لذا يكون الناتج عنها
خلل بنيوي فظيع
و اذا كانت المشتركات هي محور وحدة المجتمعات و بناء دولة لكانت ( الصومال ) اعظم دولة في العالم و أجمل أمة على الاطلاق
إذ ان الصومال تكاد تكون الخارطة الوحيده التي تمثلت فيها مشتركات مكتملة
( وحدة اللغة و العرق
و الدين )
ومن الامثلة ايضا لما كانت
( ماليزيا ) مثلا
أو ( سويسرا) لما شكلت دول و مجتعات متماسكة اسست لنجاح مشروعاتها الوطنية
( ما شرط نكون متشابهين عشان نتعايش )
لكل من الدولتين تنوع غريب في التكوين المجتمعي لهم
ثلاث قوميات كبيرة ك( ماليزيا ) من اعراق واديان بل و لغات مختلفة
( هنود و صينين وميلي )
لكل دينه / لغته / اصله العرقي وبالتالي ثقافته
وكذا سويسرا مع اختلاف المكونات المجتمعية فيها
وكلا الدولتين حققتا نجاحا منقطع النظير
ولو كان البحث عن مشتركات هو المرتكز عندهم
لكان الان ( براهانهم ) يزعق في اعلامهم الرسمي انه لن يتوقف إلا بعد ابادة آخر مختلف معه
لانهم
( لا يشبهوننا )
ويبقى التساؤل
من نحن ؟؟
حتى يكونو فعل المشابهه هو مقياس وجودنا على هذه الخارطة أو ابادتنا
وكذا لكان ( حميدتي ) ماليزيا
أو سويسرا
الان يعجم كنانة سيفه ليقضي على كل مختلف بقوة السلاح و الرجال والعدد و العتاد
و خطل الفكرة جعلت مجاهل الاشياء منعدمة و لا تعقل أصلا لتقوم حرب الجهات
شمال ضد جنوب
غرب ضد شمال
و غدا و ليس بعيدا ان استمرت المفاهيم
و الافتراضات الخائبة
و الخاطئة اي محاولة البناء على مفاهيم الوحدة على المشتركات ان تقوم حرب الشرق ضد الغرب أو الوسط أو اي جهه كانت
اي ببساطة تسويق المختلف من اجل الصراع
لا الدين
( نعم دين الله الواحد ده )
يستطيع ان يكون مشتركات نبني عليه مطلقا حالة وجودنا على الخريطة
( ما ممكن نقول ان هذا مسلم أو مسيحي أو بهائي أو كجوري أو وثني أو حتى ملحد ما سوداني )
وكذا أصلا هو ليس من معادلات الوجود على شكل الخارطة وحركة وجودنا
كما ان مفاهيمة متعددة
( تقسيمات طائفية لا أول لها ولا اخر )
ايضا ما ممكن نقول هذا ختمي أو انصاري أو سلفي أو كوز ما سوداني او حتى نؤكدها
هذا اضافة الى اختلافات الافراد في التعامل مع الدين اصلا وفهمه
كل مدرسة خاصة ينهج منها اسلوب حياته
ولا العرق مصدرا واحدا لقيام المشتركات
( الكل سوداني بحالة الوجود هذه جعلي محسي انقسناوي وفوراوي زغاوي رزيقات فونجاوي نوباوي
و نوبي الخ )
وكذا لا اللغة هي المعبر عن المشتركات
هي ليست طريقا لانتاج الثقافات و توحيدها
واظنكم تلاحظون اختلاف ثقافات كثير من المتكلمين لغة واحدة لدرجة التعارض
ولأن ( الدين و اللغة
و الأصل / العرق )
حملت اكتر من طاقتها و اوكلت لها ادوار ليست من صميم دورها
ثم بعد ذلك اعتمدت بشكل خاطئ كمرتكزات للوحدة و المشتركات فكانت النتيجة كما نرى
اللغة ليست إلا أداة تواصل اي حامل معرفي فقط
والدين مكون شخصي لارتقاء الارواح في علاقات خاصة بين الفرد و ما يعتقد
وكذا الأصل / العرق هو مكون قسري كالاسرة تماما لا احتمالية فيه للاختيار
لذا هي من مشكلات
لحالة الوجود وليست منتجات لحالة الوجود تلك حتى نبحث عن مشتركات لها
إذا البحث عن المختلفات المحددة والاعتراف بها واعتمادها في رسم حالة وجودنا القسري على هذه الخارطة ( السودان ) قطعا يقودنا الى وحدة كاملة من خلال التنوع
التنوع نفسه هبة من هبات الحياة وليتكم تفحصتم في بستان الورود المتنوع الوانه
و لو كان لونا واحدا لفسد المشهد الجمالي
قطعا الامر وارتباط المثال باللون هو ليس مقصود بة الوان البشرة وحسب بل الوان التفكير و الثقافة اي
ان عطر كل عنصر مختلف عن الاخر
و يتميز بنكهته
وهنا ينتفي التعميم
( الثقافة السودانية ) كخطل مثل خطأ الفكرة أصلا
واتذكر اني كنت في يوم ما احتج على تلك المسميات
( لاوي الشلك وسربادوك الهدندوة )
في مقابل ( التوب السوداني والجلابية السودانية )
إختصار نسبة في مكان ما
وتعميمها في أخريات
( ده الكلام البجنن بوبي )
وهنا اي المشكل لأن الذين يودون وكما ذكرت إعلاه هو ناتج من حسن ظن هو في الاساس يلوي عنق الحقيقة
بتعميد ثقافة محدد
ك ( تقافة سودانية )
وكذا
( لبس محدد كملبس سوداني )
وكذا ( سلوك محدد كسلوك سوداني )
و حتى ( أغنية بعينها أغنية سودانية )
حتى بدى ان ذلك
( سيطرة ما )
و ( اقصاء ما مضاد )
وقامت الحرابة
( ليست حرابة اليوم فقط بل الحرابة المستمر من يوم دين خلق الناس هنا )
الفكرة عندي التي اود طرحتها بشكل مباشر هي ان نبني وحدة مجتمعاتنا بناء على
الاختلاف
و معرفته
والاعتراف به
ورسم خارطة وجودنا بناء علية
( التعايش المطلوب )
اي بناء الوحدة/ التعايش من خلال التنوع
والمسلمات أو قل المشتركات الوحيده هي حالة وجودنا القسري على هذه الخارطة ( السودان ) بكل اختلافاتنا
و وجود السودان نفسه القسري على خارطة ( افريقيا) بكل تنوعها
و وجود (افريقيا) نفسه القسري على خارطة (العالم) بكل تنوعة المدهش واختلافة خبراته وثقافاته الذي ينتج لنا الثقافة الإنسانية والتي تتشكل في معالم على طريق ( حقوق الانسان ) دون تفصيلها الان
( وحقوق الانسان هي حقوق الوجود أصلا )
ورغم صراعات المصالح الاقتصادية في الدول الأكتر ( تقدما / قوة) بافتراض المناهج الخاطئة والتي وقعنا في شراكها
لكن على أي حال هذا هو الافتراض السليم من اجل خلق السلام العالمي والرفاة الإنساني
وها نحن بحروبنا الناشئة عن افتراضاتنا الخائبة
و مناهجنا الخاطئة اصبحنا عبء وعالة على المجتمع العالمي من حولنا من جوارنا الى الاقليم الى آخر نقطة فيه و هذا طبعا
بعد معاناة الشعوب السودانية المشهودة
إذا النقطة الأولى هي ان نؤسس وجودنا على الاختلاف
ثم معرفة المختلف
( نحن لا نعرف بعضنا )
والاعتراف به
( هو كده و الله خلقة كده )
وتأسيس الدولة التي تجمعنا بناء على كل ذلك
بالطبع ذلك يحتاج الى تفاصيل على مستوى التطبيق والقوانين التي تدير ذلك
ومن هنا يتأكد لي كل يوم جديد أهمية ( المركز المعرفي لبناء السودان )
و بس