ثقافة وأدبكتابات

عمار الشريف – ( الحرب احرقت الوعد والنوار ) 

 

‏ابتعدنا

لأن حجم التشابه بيننا كان كبيرًا،

كبيرًا جدًا..

إلى الحدّ الذي لم نتقبّل فيه حقيقتنا

لم نحتمل تشابهنا..

حين خيّم علينا الشتاء،

كلانا كُنّا باردين.

كلانا يستطيع المجازفة..

أنتِ بالمجيء إلي،

وأنا بالسير من دونك.

لا أريد أن أعود

إنني أعيشُ ماتبقّى من حياتي برغبة أن أذهب فقط

أذهب ولا أعود، مهما كانت خطورة الطريق أمامي ومشقّته لا تجبرني على العودة.

لقد كلّفني الوراء بما يكفي ليجعلني أخرجه من جميع الاحتمالات

التي يمكنني النظر إليها، والأخذ بها عند الحاجة.

تركتُ العديد من الأشياء الجميلة خلفي مرارًا ومضيت،

كنت أعي جيّدًا بأنني سأدفع ضريبة أي قرار أتّخذه،

وهذه منها، وأنتِ إحداها.

أسمع هتافاتكِ، إنها لم تغادرني في الأساس،

لكني لا استطيع الالتفات، ولا أستطيع أن أُسيطر على نفسي

عند مواجهتي لإغراء أي باب ينفتح أمامي،

حتى الباب الذي قمتِ بفتحه بيديكِ من أجل أن أغادر، لم أرفضه.

لا أستطيع أن أعود، أُدرك فداحة الأمر جيدا،

وأعلم بأن ماهو أسوأ من المغادرة وأفعله

أنني لا أُغلق الأبواب من خلفي،

أتركها مشرعة لتلاحقني ذكرياتها وأصحابها،

وذلك أمر لا أستطيع السيطرة عليه.

لا أستطيع أن أعود، لكن حتى إن توقّفتُ من أجلكِ أيضًا،

لن يجدي ذلك،

لقد قطعت مسافة طويلة،

طويلة جدًّا،

لدرجة أنّكِ لو مشيتِ عمركِ كاملًا؛

لن يكون بمقدوركِ اللّحاق.

لأني لا أحب الغياب ولا أتعمّد التخلّي

لأني لا أشعر بالألفة أينما حللت،

لأني لا أتملّص من الوعود التي أقطعها

ولا ألجأ للهروب عند الشدّة..

لأني أريد أن أصفّف أيامي المكدّسة جيّدًا

من أجل عيشها ثانية،

لأنّكِ ترغبين،

ولأني لا أمانع..

قد أعود لأسباب كثيرة..

لكن؛

لن يكون الحنين أحدها.

الظروف والحرب اسبابها

لم ابتعد ولم اغلق ابواب الامل،

انما بعض من التزاماتي وسوح الشقاء،

ابعد خطوات الايام ووعد اللقياء المحدد،

قبل سنة من الأن كنا نحسب ساعات الفرح،

والسعادة،

وتحطم شراع الامل بتلك الحرب اللعينة وتقطع العشم،

هي ايام مكدسة بالوجع والالم،

لازم علي اهل بيتنا وتفرقهم مابين المنافي والصحاري وانفاق ماكان موعود اليك لهم،

كل هذا ماحصل بعد العبثية التي عبثت حتي بمستقبل اخوتي واغلاق بلادي واحتراقها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى