مقالات الرأي

عمر ترتوري يكتب: الضابط الثورى الفارس المناضل محمد صديق والرهيفة التنقد

لو بيدى الفرمان لأصدرته لتتم ترقيتك من رتبة الملازم اول لرتبة العقيد ، اى تتخطى رتبتك التى كانت قبل عزلك ثلاثة رتب .

نهنيك وننعيك فى آن واحد ، كنت مشروع ضابط وطنى شجاع وثورى راكز و *الرهيفة تنقد* .

تابعناك جيدا منذ أندلاع ثورة ديسمبر وانت أول ضابط وقف معها وبالتالى مع الشعب رفقة زميلك النقيب حامد ودفعت فاتورة ذلك بأن أحالوك الى المعاش .

لم ننساك برغم إنك كنت بعيداً عن الأنظار حتى اندلاع هذه الحرب اللعينة المدمرة وتابعنا مقطع الفيديو الذى إنتشر بأنك ستذهب الى المصفاة لطرد الجنجويد مهما كلفك الأمر وبالفعل تقدمت للقتال الى جانب الجيش ، وتم قبولك مستنفر ، ولكن للأسف وقعت في الأسر بأيدي هؤلاء القتلة ، وإستمعنا لمقطع الفيديو القصير وفيه حاول الدعامة ان يستفزوك و تقول للملأ ما يريدونه ولكنك كنت قوى وبطل كعادتك ولم تستجب وضربوك بالكف على خدك ولكن هذه الضربة لم توجعك لوحدك بل وجعت كل الشعب السودانى ومن ثم تمت تصفيتك وانت الأسير لأنك بطل وشجاع وصنديد واتوقع ان يقام لك مأتماً حزيناً يؤمّه الجميع وتتبارى فيه النسوة في رثاءك لأنك شهيد بحق وحقيقة واتوقع ان تنظم لك *مناحة* على نسق مناحة *غرار العبوس* ذائعة الصيت التى يقول مطلعها:

انكسر المرق واتشتت الرصاص ،،،،،،، أحيّ محمد صديق الضابط المقوار..!!!

فى كل مرة أتذكر مقولتك الشهيرة *نحنا جينا ما عشان نمسك سلطة .. نحنا جينا عشان نحمي الشعب* و تسقط بس والرهيفة تنفد تلك الكلمات كانت سبب لأن تكون ملازم أول معاش ، لتزداد جماهيرتك وسط الشعب السوداني،و نلت إحترامهم واخيراً طلعت لتجاهد بطوعك واختيارك ولم تكن تتبع لجهة فقط للجيش الوطنى الحر والرهيفة تنقد .

حقيقة لم تشهد مواقع التواصل الاجتماعي نشاطاً سودانياً مثل ما حدث بعد انتشار خبر مقتلك في معارك محور الجيلي لأنك كنت أحد رموز المقاومة والإصلاح منذ ميدان الاعتصام خلال عامي ٢٠١٨ حتى ٢٠٢٠ حتى معركة الجيلي الأخيرة وبهذه الكيفية كما في حياتك، شغل مماتك أيضا الناس بسبب مقطع الفيديو الذي انتشر قبل خبر وفاتك وتظهر فيه في قبضة هؤلاء الاوباش أسيرا مقيدا وهم ينهالون عليك بالضرب ثم التفاخر بتصفيتك ( جغمه) حمل ذلك المقطع الكثيرين وكلهم يطالبون بمحاسبة جنود قوات الدعم السريع على تلك ( الجريمة)، لأن قوانين الحرب تحمي الأسرى وتمنع تصفيتهم.

وأتمنى ان تقطع اليد التى امتدت اليك وصفعتك بالقطع والبتر من مفصل الكف والرهيفة التنقد .

ختاماً :

نعم فقدنا مناضلاً نبيلاً وفارساً شجاعاً وثائراً صلباً ، فقط ندعو لك بأن يحمك الله ويسكنك الفردوس الاعلى من الجنه مع الانبياء والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا وعظم الله اجر اهلك وذويك

وانا لله وانا اليه راجعون .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى