مقالات الرأيمنوعات

محمد ابراهيم يكتب: دراما رمضان +18

سودان ستار

مسامرات

 

لا استطيع نصح فئة (المتغولين) على فن (الدراما) العودة الى منصاتهم التي انطلفوا منها ابتداءا… وذلك لان اغلبهم فشل في الدخول الى الناس من مهنته الاصيلة ولو بالباب الصغير… ففكر ودبر.. وقرر اقتحام السوق الذي راج موخرا (الدراما) … سوق مافيهو (الفة) ولا (رقيب) ولا (جهة تحاسب)… (جنينة وغفيرها ميت)…. بغياب التحتد الدراميين ومجلس المهن. ووزارة الثقافة…
 مغنيون لم يسمع بهم احد… (يوتيبرز) خيل لهم ان امتطاء الفضاء الاسفيري يمنحهم صكوك الانتقال لتقديم بطولة تلفزيونية بلا اشتراطات مهنية… اعلاميون لايمكنهم التغريق بين الالف وعود الذرة….. ديل البيمثلوا حاليا غالبية ابطال ما يمكن ان نطلق عليها مجازا مسلسلات رمضان التي انتجت في ظروف الحرب والتهجير والنزوح…
 التقمص وبناء الشخصية الدرامية فن وعلم لديه مناهج معروفة تدرس في الكليات والمعاهد المسرحية… فن له استحقاقاته المهني واشتراطاته في لغة الجسد والهيئة والريأكشنات… بنبرة الصوت والعيون وحركة اليدين… يحتاج الممثل الي استخدام كل ادواته لاظهار الانفعالات (غضب. حزن. فرح.. ضحك.. تغكير… شرود… الخ) حسب مفتضيات المشهد الدرامي…يتطلب ان يكون لبطل المسلسل قدرات كبيرة في تقديم الادوار المركبة. لان العمل الدرامي يتنقل بين تلك الحالات. لاينبغي له ان يكون ذو ملامح واحدة.. جامدة…. من الحلقة الاولي وحتي الاخيرة… مثلما هو الحال في ابطال الاعمال الدرامية السودانية هذا الموسم…
تحدثنا هنا عن جانب صناعة بطل المسلسل. وليس الجوانب الاخري مثل صناعة الخطوط الدرامية وتلاقيها والحبكة الدرامية والتمهيد للقصة ومتنها وذروتها ومن ثم فك العقدة….. كل هذه الاستحقاقات لعكل اي مسلسل معدومة. تماما فيما شاهدناه حتي الان…
اذن…. كيف تحايل صناع الداما السودانية هذا الموسم للالتفاف حول توفير هذه الاستحقاقات لصناعة عمل درامي بمواصفات معقولة؟
تحايلوا بخبث بان لعبوا علي حواف المسكوت عنه مما يدور في الخفاء الاجتماعي….قدموهو هكذا بصدمة… وجراة تصل الي خد الوقاحة في بعص الاوقات… رموه بغتة… مثلما كان حال الموسم الماضي حينما رموا قصية السحاقيات بلا تدبر ولاسياق درامي…
فقدموا شخصية الغني المتصابي (الشوفر دادي) و(القوادة) و(الخيانة الزوجية) بخطوط متباعدة لم تصب في خدمة النص الدرامي وكانت كانها جزر معزولة في متن القصة الاساسية. هي فقط لاغراض اثارة الجدل وصنع التريندات ورفع نسب المشاهدة….لايهم النقد بموضوعية او الذم او المدح.. مايهم فقط هو اثارة اكبر قدر من الجدل حولها ومن ثم تصنيفها كأكثر الاعمال مشاهدة…
مشاهد السرير… والبطانية الحمراء… كؤوس الخمر.. ونظرات الشيوخ اللزجة تجاه اليافعات… ضحكات مونيكا التي فشلت كمغنية.. ولم تخيب ظننا في فشلها كممثلة… بعض المشاهد التي يفترض ان تكون رومانسية… (حشر) الخمر والغزل غير البرى والايحاءات الجنسية… كل هذه الاشارات ينبغي معها ان نصنف دراما رمضان هذا الموسم بانها (دراما +18) للبالغين فقط التي لاينبغي مشاهدتها في نهار رمضان….
آخر السمر.
مانعانيه من ازمات سياسية وأزمة حرب و لجوء ونزوح انعكس بدوره علي المنتج الغني… فولغ العمل الدرامي في مستنقع (السقوط المدوي)….
اخبرني صديقي انه ممتنع عن مشاهدة اي بعض الاعمال الدرامية في رمضان لأنها (بتجرح صيامو)….

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى