قراءات

براءة رزيقات: عن القرآن

﴿ٱقۡرَأۡ كِتَـٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفۡسِكَ ٱلۡیَوۡمَ عَلَیۡكَ حَسِیبࣰا ۝١٤ مَّنِ ٱهۡتَدَىٰ فَإِنَّمَا یَهۡتَدِی لِنَفۡسِهِۦۖ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا یَضِلُّ عَلَیۡهَاۚ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةࣱ وِزۡرَ أُخۡرَىٰۗ وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِینَ حَتَّىٰ نَبۡعَثَ رَسُولࣰا ۝١٥﴾ [الإسراء ١٤-١٥]

كلٌّ منا يتدارس القرآن الكريم، منا من يدرك ما يقرأ، ومنا من يقرأ دون أن يدرك، كتابنا الذي اهتدينا له من خلال أبوينا اللذان مَنَّ اللّٰه عليهما بفطرة الإسلام، ويُقال “إن أردت أن تكلم اللّٰه فَعليك بالصلاة، وإن أردت أن يكلمك اللّٰه فَاِقرأ القرآن” فما هو القرآن الذي مِن خلاله يكلمنا الله ونتّبع أمور وتعاليم وشرائع الدين الذي من خلاله ننظم حياتنا وأركانها جميعًا؟

 القرآن الكريم هو وحي اللّٰه إلى نبيه محمد -صلى اللّٰه عليه وسلم-، و آخر الكتب السماوية التي ختم اللّٰه بها الرسالات، وهو الكتاب الذي شاء سبحانه أن يكون معجزة الإسلام الخالدة، وهو كلام اللّٰه، فَنقول: (المعجَز، المُتَعَبَّد بتلاوته، المنزل على محمد، المنقول بالتواتر، والمكتوب بالمصاحف) .فقولنا كلام اللّٰه: فهو كلامه لا كلام سواه، وكل شيء فيه هو كلام اللّٰه تعالى، أوحاه إلى محمد عن طريق جبريل -عليهما الصلاة و السلام-، وقولنا المعجز: فهو الذي أراده اللّٰه معجزة نبيه محمد، وقولنا المتعبد بتلاوته: أي أن مجرد تلاوته عبادة، حتى لو كان بدون فهم، كما هو حال أكثر المسلمين غير العرب ومنهم العرب.

وعن فضل تلاوة القرآن يقول سبحانه: ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَّن تَبُورَ﴾ [فاطر ٢٩]

ومن الأحاديث قوله -صلى اللّٰه عليه وسلم: (اقرأوا القرآن فإن لكم بكل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف )، وقوله أيضًا: (اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه) وقوله يقال لقارئ القرآن يوم القيامة اقرأ وارق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها.. وقوله كذلك: (الماهر بقراءة القرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو يتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران) وغير ذلك من الأحاديث.

أمَّا عن قولنا المُنزَل، أي على قلب النبي، وكلمة المُنزَل ضرورية في التعريف؛ کی نفرق بين كلام اللّٰه المنزل وغير المنزل، فلم ينزل كل كلام اللّٰه، حيث يقول سبحانه وتعالى: ﴿قُل لَّوۡ كَانَ ٱلۡبَحۡرُ مِدَادٗا لِّكَلِمَٰتِ رَبِّي لَنَفِدَ ٱلۡبَحۡرُ قَبۡلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَٰتُ رَبِّي وَلَوۡ جِئۡنَا بِمِثۡلِهِۦ مَدَدٗا﴾ [الكهف ١٠٩]

وعن قولنا المنقول بالتواتر: فالتواتر هو الخبر الذي ينقله جمع يؤمن تواطؤهم على الكذب، عن جمع مثله، من أول السند إلى منتهاه، والقرآن نقل إلينا متواترا، وينتهي سنده إلى النبي عن جبريل -عليهما السلام-، عن اللّٰه تعالى، فهو كله نقل هكذا، مقسمًا حسب الأحداث والمناسبات، حيث حفظه الصحابة عن النبي، وعنهم التابعون، والتابعون إلى تابعيهم وهكذا، حتى وصلنا دون تحريفٍ أو تبديل، فَكَرَّمَهُ رب العزة بِأن يوثق حفظه في الصدور و في السطور مدى العُمر والدهور.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى