مقالات الرأي

عمر ترتوري يكتب: اختلال موازين الحياة والحرب الضروس

 

قبل أيام قلائل كنت أجلس تحت شجرة بالقرب من موقف المستشفى الصينى بمروى ، وهناك ستات شاي وقهوه وجنزبيل وفول وطعمية وجنى جداد ( بيض ) .

 

جلست وطلبت كباية شاي بالنعناع ، وكعادتى فتحت تلفونى وجات الرسائل منهمرة كالمطر ، فلفت ذلك انتباه احد الجالسين وهو من اهلنا الهواهير وواضح ان نظره قوي اكتر من 6 على 6 لأنه لاحظ الرسائل ولفتت إنتباهه ففاجئني بسؤال انت دعامي؟ فقلت له كيف يعنى !! ففهمت قصده اننا مع النازحين الذين لفظتهم الحرب وطردتهم من بيوتهم ، فقلت له نعم ولكن قاعد فى بيوت أهلنا وأجدادنا بالقرير ، الصفا ، قاطعنى بسؤال الحرب دى جاتكم كيف ؟ وجاوب السؤال نفسه بنفسه قبل ما افتح خشمى قال لى :

 

إنتو فى الخرتوم تجدعو وترمو فى القروش بالملايين على الغنايات وأهلكم محتاجين وحالتهم تحنن العدو كيفن ما بتجيكم الحرب !!!!!

 

وهنا أخذت نفس عميق وجسمى سخن برغم البرد القارس فى الشمالية هذه الأيام و تذكرت النقطة وما ادراك ما النقطة السوداء وهى ذاك السلوك المشين الذى ارتبط بالكباريهات عند دولة جارتنا شقيقة وتقدم النقطة للراقصات ، واهل هذه الدولة أنفسهم حاربوها من خلال الدراما بالاشارة الى توجيه مال النقطة للمحتاجين لأنهم أولى به !!

 

بالجد حديث أخونا الهوارى والله العظيم فى الصميم وهذه من إحدى غضب ربنا علينا وانا متأكد بأن من يمارسون هذا السلوك هم أناس شبعوا بعد أن كانوا جيعانين وفقرانين وهم فئة محسوبة على المجتمع ودخلاء عليه .

 

فعلا لاحظت بعيونى ماهو قول قايل فى بعض الحفلات التى كنت فيها حضور بأن مبالغ فلكية لعدادات *النقطة* دفعت بسخاء للقونات والفنانات ويمين بالله تعدت حدود الفئة المحلية لتصل حد العملة الصعبة وشاهدت فى إحدى الحفلات النقطة كانت ب *الدولار واليورو* وحتى الريال السعودى شوف عينى شفتو مشتت على الأرض والمطربة تكورك بطول حسها آيا آيا هو كدى و إنت كده وهكذا تتفاعل مع رفاهية الغناء والمعاصرة وحداثة الطرب إن صح التعبير….

 

يااا حليلك يا الكابلى ووردى وود اللمين يمين بالله واحد يتجرأ ويرمى جنيه واحد كنقطه فوق رأس احدهم والا يوقف الغناء وربما يوبخه وهذا في حد ذاته درس وإنذار حتى لا تتكرر هذه الظاهرة او النقطة التى إعتبرها سوداء لاختلال موازين الحياة ببلادنا .

 

ما أعرفه عن النقطة زمان وانا درفون ( وليد صغووير ) بأن هذه النقطة التى كانت بيضاء تدفع بشكل مهذب وخجول للعريس فى ليلة *رقيص العروس*، على إلغاء حفنة من المال على المغنية المصاحبة لأداء *رقيص العروس* كتعبير احتفائي بالعروس وأهلها وبعض من أصحابه المقربين وهناك بعض الشباب جالسين على الكراسى وامامهم تربيزة كبيرة وبحانبهم الرتاين نورا ضاوى وامامهم المايك يكتبون المساهمات للعريس ويعلنوها عبر مكبر الصوت مثلا عمر ترتورى 15 جنيه والحريم يزغردن زمن كان الجنيه السودانى ليه شنه ورنه ويا حليلك يا الشيك أب جمل البلاك ما تم الأمل !!

 

*قبل الختام /*

 

كتب أحدهم قبل ايام الآتى :

 

يتحقق النصر ونبني الدولة ونصنع المستقبل الزاهي : عندما نعرف من هو عدونا وعندما نعترف بأخطائنا وعندما نؤسس لرؤية سودانية حكيمة وراشدة و عندما نؤسس لكرامة الإنسان. وعندما نؤسس لسياج أخلاقي يحمي الأداء الوطني وعندما نعزز وجود سلطة قضائية مستقلة عادلة وعندما ننشئ نظاما تعليميا يؤسس لهندسة إنسانية راقية وعندما تعلو الهوية الوطنية على القبيلة والحزب والجهة والأهم عندما نؤسس أحزابا راشدة مالكة لإرادتها تمارس الحكم الراشد داخلها قبل خارجها.

 

*ختاماً : |*

 

فاوضني بلا زعل ياخى

 

طمنى أنا عندي ظن

 

أنا كنت نازل فوق البحر

 

و بي خيال حبيبي فكر

 

السنون بروق المطر

 

والعيون كشافة القطر

 

يا سلام يا الشيك أب جمل

 

يا البلاك ما تم الأمل

 

متين حبيبي لي يصل

 

وينقطع جياب الخبر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى