من أعلى المنصة
الشارع السياسي المدني منقسم تماما ، السياسة هنا صارت لغتها الشوارع ونوع طرقها مؤتمرات صحفية تعقد هنا وهناك وظهور لقيادات سياسية تطل علينا كل مرة ، حتي أن طلتهم (مِسْخت ) أمامنا ومسخت خلق الله !! ، كل يعبر والكل يتقمص جلابية الشعب وكل متحدث يتحدث بإسم الشعب ، تفويض لا أدر من فوضهم هل فوضهم صندوق انتخابات ؟ هل فوضهم إستفتاء ؟ ، الإجابة حتما لا ، بل ركبوا الطرورة …وركبونا فيها !! ، هؤلاء فوضهم خيالهم المريض فيهم الذين يقولون أنهم مفوضون من قبل الثوار حيث لا ثوار فوضوهم ، ما يحدث الآن من خطل سياسي لا ينتهي وكل يوم يظهر في شاكلة جديدة ويتلون كل يوم ليس إلي لون زاهي ولكن ألوان غريبة وقبيحة الشكل
الشارع الآن فيه اليمين الذي بدأ يستقطب عناصر واسعة من الشعب السوداني ولعله هو الظاهر هذه الأيام حشودا وصوتا ، الشارع الآن فيه ماتبقي من العناصر التي حكمت مدنيا بداية الحكم الإنتقالي و (قدت الشهادة ) ورسبت ولا زالت تبحث عن ملك لها إنتهى في الخامس والعشرين من أكتوبر العام الماضي ، هي منقسمة في نفسها الآن لكن تستمد قوتها ووقودها من فولكر وأصحاب السفارات ، هم قلة لا قاعدة لهم لكن صوتهم عالي وحلاقيمهم عراض ، المشهد الآن فيه اليسار المتزمت الذي يرفض هؤلاء ويرفض أولئك ويرفض العسكر ويستقطب بعض الشباب ليخرجوا في الشوارع في مواكب مصنوعة فيها خم صريح ، بين كل هذا وذلك اختلط الأمر سياسيا وزادت التفرقة وزاد التشظي لا يوجد طرف يعترف بالاخر ولا طرف يرغب في الجلوس مع الآخر
عندما أعلن البرهان إنسحاب القوات المسلحة من العملية السياسية وإيقاف الحوار مع فولكر وإعطاء الأمر إلي المدنيين من أجل أن يتفقوا أعتقد أنه نثر طعما لأسماك تتقاتل في بعضها وتنشغل بذلك وتركت الطعم لتاكله حشرات البحر وبراغيثها ، البرهان دق علي جسم ميت لا يتحرك لكنه حي يأكل ويشرب ويتكلم ، الآن يمكن أن نقول أن المدنيين فشلوا تماما في التوافق فيما بينهم ومن قال غير ذلك فهو اغم القفا واعمي البصر والبصيرة ، ولا أعتقد أنهم يتفقوا ، فيهم من وضع أمره في جيب الغريب واستكان له وصار عبدا له يأمره وينهاه ويقوده كالعنزة عندما تقاد من ( إضنيها) !! ، هذا أخطر ما حدث واخطر ماسوف يحدث لهذه البلاد التي صارت مرتعا للسفارات تلعب بها كما تشاء وكيفما تريد
فيا البرهان : فشل هؤلاء ولا يرجي منهم البته ، البلاد الآن تسير إلي الوراء واصبحت ضعيفة يتخطفها طير الأجانب من كل حدب وصوب ، لابد للقوات المسلحة أن تتدخل لإنقاذ هذه البلاد بتكوين حكومة كفاءات وطنية دون الإلتفافات يمينا وشمالا بقرار قوي يراعي فيه مصلحة البلاد واستقرارها حكومة ليست حزبية وما أكثر التكنوقراط في بلادي والوطنيين المخلصين لقيادة ماتبقي من الفترة الإنتقالية لحين الوصول للمستحق الدستوري وهو الإنتخابات ، هذا هو (البامبي) أمامك…. وهذه هي طريقة سلقه ، والقرار أولا واخرا انت من يفعله ، فإن لم تفعل يفسد ولا يصلح حتي للبهائم فرجائي: إقفل هذا الباب الذي كل يوم يدخل علينا رياحا نتنة وافتح صفحة جديدة ناصعة في تاريخ هذا الوطن أما الزبد قيذهب جفاء وأما ماينفع الناس يمكث في الأرض.