أما حكاية !
إنه ابو عركى البخيت ,,, ملهم الألحان وسلطان الغناء ورسول الفن والموسيقي ,, عركى (عركته) سنوات النضال و(جمرت) شخصيته العصية على التطويع والإنكسار
اضحكي وتضحك الدنيا وتطير
تصحي الكهارب في الشوارع
وتندثر صور الموانع
تبدأ الاف المزارع والمصانع والروائع
ياروائع اضحكي تضحك الدنيا وتفيض .
ضحك شرح رغم الزمان
نور سحاب كل الفضاء
اذكر اننى ذات مرة وتحديدا فى العام 2004 ذهبت إليه بمعية الزميل معتصم طه وكنت حينها محررا لصفحة شذي زهر بصحيفة الوفاق وطلبت منه إجراء حوار صحافي وحينها يمثل عركى (برنجى) الفنان الملتزم بقضايا شعبه من أجل التحرر والإنعتاق ضد براثن الأنظمة الشمولية والديكتاتورية وقد اعتذر بلطف عن المقابلة الصحفية ملتزما بوعده مقاطعة اجهزة الاعلام احتجاجاً على استيلاء نظام الإنقاذ على السلطة .
وابوعركى البخيت فنانا سودانيا يكنّ له السودانيون تقديرا خاصا لمواقفه الجريئة، وفنّه الرفيع، وسموّه عن ابتذال الغناء، كيفما كان، والشروط الصعبة التي لا يتنازل عنها في مستوى الأداء، مهما كلفه الأمر، ورغم التعتيم الذي فرض عليه والتضييق الذي مورس ضدّه من قبل نظام الإنقاذ.
وذلك لان الفن رسالة ذات قيم ومضامين لاتبتزل القضايا المتعلقة بحقوق الجماهير فى الحرية والعدالة والكرامة الإنسانية ,فهو بالتالى يحمل هموم الشعب ليعبر عنها بفنه ليترجم مأساتهم وآلامهم واوجاعهم الى اوتار وأنغام تحتشد فيها طاقاتهم ضد الظلم والقهر والتهميش.
والفيديو الاخير الذي انتشر بمواقع التواصل الاجتماعى ويظهر فيه (عركينا) وسط ضباط من العسكر قائلا (حكموا صوت العقل واوقفوا الحرب.. الشعب كمل) هى ذات رسالة وجدت صداها الواسع بين السودانيين وإن لم تعزف عليها الموسيقي ولكنها انتشرت كأغنية جديدة تحتاج لشاعر يضع لمساته الفنية عليها لتكتمل كأغنية وطنية ملهمة.
