مقالات الرأي

مرتضى أحمد يكتب: ما بين انقلاب عبود 1958 وانقلاب نميري 1969وما بين حرب 15ابريل

عندما حدث انقلاب عبود في 59 كان الوطني الاتحادي يسعي لضم السودان لمصر من داخل البرلمان وفعلا مصر مدتهم بالمال وبدأ الوطني الاتحادي في شراء بعض نواب البرلمان واصبح الأمر جاهز للتنفيذ وكان سيتم اعلان تبعية السودان لمصر من داخل البرلمان، فحدث انقلاب عبود وابطل هذا العمل الغير وطني.

 

في 1969 كانت الأحزاب الطائفية من اتحادي لحزب امة وأخوان مسلمين ووهابية يعدون لفرض دستور إسلامي مزيف هدفه الهيمنة علي الحكم واقصاء الاحزاب اليسارية وكل ما هو غير مسلم رغم سودانيته، ففي القراءة الاولي سقط الدستور الاسلامي المزيف بسبب اصوات الجنوبيين وجبال النوبة، حينها نهض عبد الرحمن المهدي قال (اذا في القراءة التانية ما جا حنجيبو بالسلاح) وفي جانب اخر سأل الاب فلب عباس غبوش الترابي قال ليهو هل في دستوركم الاسلامي دا يحق لغير المسلم ان يكون رئيس جمهورية السودان، فقال له الترابي لا..

فحدث انقلاب نميري وأبطل هذه الكارثة التي كانت سوف تخلق اكبر دولة هوس ديني،

بطبيعة الحال الشعب يرفض الانقلابات العسكرية ويطالب بالحكم الديمقراطي المدني، لكن أحياناً الواقع يضعك امام خيارين فيجب اختيار الاقل سوءً.

 

اليوم حرب 15 ابريل بين الدعم السريع والاخوان المسلمين تعيد التاريخ بصورة من الصور،

فالاخوان المسلمين استلموا السلطة بالسلاح وحكموا بالسلاح عبر القبضة الأمنية وبيوت الاشباح لتعذيب المعارضين،

فتمكنوا في الدولة في كل مفاصلها فقاموا بتحويل كل مؤسسات الدولة من وطنية وحزبية وعلي راس المؤسسات مؤسسة الجيش والشرطة فحولوا أيضا هذه الموسسات الي قوات تتبع لهم وتحافظ علي سلطتهم فكان شرط الدخول لكلية الشرطة والكلية الحربية هو ان تكون منتمي لتنظيم الإخوان المسلمين.

 

نظام مكّن نفسه بهذا الشكل يستحيل سقوطه عبر الفعل الثوري السلمي،

لأن النظام العسكري الذي استلم السلطة بالسلاح وحكم بالسلاح مستعد أن يقتل الثوار بطريقة مستمرة، فنظام الإخوان المسلمين سمح للثورة باسقاط شكله الظاهري المتمثل في العناصر الظاهرة مثل عمر البشير ومن معه، لأنه مدرك تماما انه سوف يعود تحت اي لحظة متي ما أراد لأنه يملك كل الاجهزة الأمنية من جيش و شرطة،

اذاً نظام بهذا الشكل من التمكين يحتاج الي سلاح مثل سلاحه وقوة مثله تكسر شوكته الأمنية وتقتلعه بذات القوة، تحت قانون ما أخذ بالقوة يؤخذ بالقوة.

فالآن الاخوان المسلمين يواجهون سلاح مثلهم تماماً وتفوق عليهم في عدة معارك والآن اي جهة ليس تحت سيطرته محاصرها، إذن هذه هي الفرصة الوحيدة لإقتلاع هذا النظام فالقوة المدنية وكل من ناضل لإسقاط الكيزان وضاق ويلات التعذيب علي أيديهم

 

الآن يوجد خيارين  اما انتصار الدعم السريع وبهذا انتهي عهد الكيزان وبدأ عهد جديد، او انتصار الإخوان المسلمين وعودة نظامهم بصورة ابشع من قبل وستكون هذه المرة القبضة الأمنية بشعة جداً وسيكون السودان جحيم لا يطاق،

الآن الخيارين أمام الذين عملوا وضحوا من أجل اسقاط هذا النظام الفاسد،

اذا انتصار الدعم السريع علي الإخوان المسلمين يشبه الي حد ما انقلاب عبود ونميري وابطال اي منهم المؤامرة التي كانت ستحدث، فالآن عودة الكيزان يمكن تكون اكبر كارثة تحل علي السودان لأن عودتهم ستكون مشحونة بغبن لا يطاق.

 

الآن انتم امام خيارين

فالقضاء علي الحركة الإسلامية أولوية قصوي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى