ميسون ابوالريش – أحوال

أحوال البله 1:

إدعى حجر الألوهية وتبجح بأعلى صمته أن انا ربكم الأعلى، أخلق قطرة. فرمى بنفسه من اعلى تلة على سطح ماء.

أحوال البله 2:

خُلقت قطرة، تكررت من أصل الماء، حاملة لصفاته، علت لوهلة وشدت؛ انا اجملُ الجميلات.

أحوال القوس:

إستخدام ضد الضد للوصول الى نفس نقطة البداية، واغتصاب القوس للانغلاق على نفسه لإمتهان رتابة اللانهاية بعد ان كان نقطة إنطلاق متجددة، لا يجيده الا أصحاب البله ممجدين من قبل المكرور وموسمين بالسكينة والخطوط المستقيمة صفة الموت.

أحوال السرائر:

إتَجَهَتْ نحو النافذة المشرعة، حافية القدمين وعارية الصدر الا من نهدين كانا متكئا لخصل شعرها الغجري حين يعييهن جنون السفر، فتنهل كل خصلة في مجون من قطرات نضحت بهن مسامها، متدحرجة نحو مثواها الأخير.

علا صوت الرياح في الخارج ممتزجا مع صوت انفاس ذاك الرجل الممدد في سريرها، ناتجا صوتا كئيبا مع كل زفير كنهاية معزوفة ما لم ينجح مؤلفها في إجادة خاتمتها الموسيقية.

تسرب ضوء القمر فلمعت بضع خصلات من شعرها متناثرة على جسده، كأنها ندوب متوهجة من إثر معركة توقيع عقد ملكيته لها. جف قلمه وهو يرسم خطوطا مستقيمة ومتوازية ما بينهما دون ان يعير تعرجات كيانها أدنى إهتمام، خطوطا تطاولت كالقضبان جلست هي خلفها تشاهد معركته التي كانت نهايتها أن حبل السرير منه دونها .. وبعض قيء.