مقالات الرأي

بشير برير: رحيل الإمام.. رحيل وطن

سودان ستار

رحلت ورحل الوطن معك ذهبت وذهب الاستقرار معك الطيبون لايبقون بل يبقى الشر والخبث في عالمنا، رجل أكرمه الله انه سليل صالحين وكرام ،أتى للسلطة بالشرعية فأغتصبت منه ظلما وعدونا نكل به وشرد وعذب وحوكم بالأعدام وصودرت أمواله كان بأمكانه وبي انصاره ان يقلب السودان رأسا على عقب ولكن كان شعاره “الفشا غبينتو خرب مدينتو”وحلا بيجي باليدين اخير من يجي بالسنون.

كان مدركا وله بعد نظر لما نحن فيه الأن من مزالق مدلهمة ،كان درعا واقيا لكل تأمر على بلاده كان ترسا اما صناع الشر كان ترياقا مضادا لتجار الحروب ومصاصي الدماء.

منذ أن رحل لم ننعم لا بالسلم ولا بالحرية ولا بالرفاهية ولا بالأمان ذهب معه كل جميل و تلقائي ولا كأن أمجاد السودان ذهبت بموته إلى وتشتتها الرياح مثلما تذرو الرياح جثمان الهندوسي المحروق ولا كأن ابواب المستقبل قد اوصدت أمامنا فلا نرى الا حاضرا يسوده الخوف والاضطراب والدمار.

سيدي الامام كنت تمثل دولة ١٩٥٦م ودولة ام دبيكرات ١٨٩٨م فأنت سليل من حرورا السودان جهادا وسلما وحفيد من بذلوا الدماء فداء ومهرا لدولة حرة مستقلة موحدة بناها اجدادك وجعلوها مثل صحن الصيني لا فيهو شق ولا طق كنا نرى فيك السودان كله نراه في خطاباتك تذكر امثال البقارة وحكم فرح وتكتوك واشعار الحاردلو مقتبسات أجمل العبارات في خطبك من درر التراث السوداني كنتا سودانويا وعروبيا وافريقانيا ومسلما ومتبنيا نهج الدولة المدنية الذي يراعي المواطنة بين كافة ابناء الوطن الواحد

كنت تقيا من غير غلو ومتحررا من غير انحراف مطبقا الوسطية منهجا وسلوكا، حذرتنا من مضار تطويل الانتقالية فندق كلامك ورأينا بأم اعيننا الطول التي فيها الهول، حذرتنا من دعم التطبيع فرأينا بأم اعيننا التركيع والتقطيع، سيدي الامام كنت ترسا امام مشروعهم

كنت سدا اما تطلعاتهم للدمار والخراب والحرابة، لذا حجبوك وابعدوك فأسطفاك الله إلى جواره فلم ترى حريق الخرطوم وتشريد الجزيرة وطمس دارفور.

اراحك الله من كل هذا لأنك لا تشبهنا ولا تشبه عالمنا، عالم الغش و الخداع وتجار السلاح عالم السماسرة وتجار الدين وتجار العروض عالم الساديين والسايكوبتيين هولاء من يتسيدوا مشهدنا، كنت من عالم آخر

وخير دليل وانت على فراش المرض تكتب عن بلادك وكان آخر كلمة لك عاش السلام ولا للحروب، عشت ياسيدي الامام “الصادق” في وجداننا ولتبقى ذكراك في اعماقنا حبا وشوقا وحنينا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى