ثقافة وأدب

محمد عزوز – جولي

سودان ستار

جولي ثقي بالمطر

صلوات العُشب الكافر

ودفء الغرق

 

جولي تأملي السماء 

لتعرفي من أين جئتِ

ومن أين اِزرق فمكِ هكذا

كسماء صغيرة

 

جولي

في خلقكِ

الطين الذي فُرك بحنية أم تعد الطعام لأبن عائد من حرب، التشكيل

الهدوء

في خلقك حين انتهى

وضع اسفل حاجبك توقيعه الشخصي

جميعهم اسموها شامة

انا اسميها

تنهيدة آله

 

جولي

اجلسي لتفهم الحرب

حتى الشر بحاجة الى فنجان قهوة، وامرأة تهمس في سيفه

كم اُحبك

 

جولي وانتِ تُسرحين شعرك

لا تتركِ الباب مفتوح

غزلانك المشاغبين يخرجن إلينا

واعشابنا اضعف من أن تحتمل اغوائتها

 

اخبرتك

لا تطرقي طاولة المقهى باصابعك

ستفتح الطاولة بابها

لمواعيد رجال آخرين

جلسوا هنا

و ندموا لانكِ لم تكوني هنا

 

جولي، اراكِ الآن

تنسابين بين الحواس كاُغنيات العُرس، مُقشرة كالخطايا، ويقظة كالياسمين

 

جولي كلماتكِ خضراء

اظن أن فمك يضج بالاشجار

 

هناك سياح ونازحين في شرايني، غجر، وروس، ومغول، وهنود هربوا من محارق تفتيش، جميعهم هنا

ارى فُسحة رطبة على سُرتك

هل لهم من مُخيم ؟

 

فمي جُندي يا جولي

والجنود عادة ما يموتون

لكنني اطلب فقط من فمك مقبرة

 

جولي

حمصي هذه الضحكة

الجوعى في قلبي

يبكون كالصغار

 

من جهة الماء جاء العُشب، والرمال الذهبية وسيقان العاشقات، من جهة الليل جاء الحنين الاباحي، والقلق، والبثور المُضيئة في نهد السماء

ومن جهة المسجد جاء الجوع، والحزن

وجاء الله

ومن كل الجهات العشرة للفرح

جئتِ انتِ

وجاءت معك الريح، والمطر، وقطعان من الشهوات البيضاء

لماذا تخلف النسيان الحقير

 

جولي لا تقولي وداعاً

حتى لا نطوي الارض ككتاب فرغت كلماته

ونرحل

مازال هناك صغار

بحاجة الى حليب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى