مقالات الرأي

أحمد ود اشتياق يكتب: التلفزيون “القومي” أداة في يد التوجيه المعنوي

التلفزيون “القومي” أداة في يد التوجيه المعنوي ؛ اعلام الجيش يزيف الحقائق والديمقراطية مطالب ديسمبر لا الدعم السريع .

_______

يعمل تلفزيون السودان منذ اندلاع الحرب في 15 ابريل هو وجميع القنوات المحلية التي تعمل تحته ؛ كاعلام عسكري بحت لقوات الجيش ويفتح ابوابه بشكل اكبر للاسلاميين واصحاب المصلحة من الحرب الذين عادوا للسطح منذ انقلاب 25 اكتوبر الذي مهد لهذه الحرب الغير عبثية .

درج التلفزيون منذ أول طلقة للحرب ومعه الغرف الاعلامية المصاحبة على بث اخبار و موجهات كان واضحاً لكل حصيف بانها معدة منذ وقت كافي قبل الحرب .

شاهدنا جميعاً مع انطلاق الحرب انطلاق الحملة الاعلامية التي تطالب المواطنون والمواطنات على الابلاغ الفوري عن مجموعات الدعم السريع التي تختبي داخل الاحياء ونبث خطاب تخوين قوى الثورة الذي كان جاهزاً ايضا

ما يكشف تلك الخطط الاعلامية انها معدة مسبقاً وتم برمجة بثها أن تلك الخطط الاعلامية كانت مختلفة تماماً عن الواقع الذي ربما فشل الاسلاميين في قراءته بشكل صحيح قبل خوض الحرب .

توقع الاسلامين الضالعين في الحرب بان هذه المعركة سريعة جدا وبضربة خاطفة سيتم سحق الدعم السريع ويهرب ما تبقى منهم للاختباء داخل الاحياء والمنازل ؛ مثلما حدث مع بعض جنود حركة العدل والمساواة في دخول أمدرمان

ربما مستشهدين بتلك التجربة اعدت الغرف الاعلامية للكيزان الخطة

فقاموا بتصيم الفيديو والحملة على شاكلة ” جنود المليشيا يضربهم الجوع والخوف متشردين في الاحياء ؛ على المواطنون التبليغ الفوري عنهم “

ففي اللحظة التي اعد فيها مشعلي الحرب مواد اعلامية كاملة وتجهيز مقاطع فيديو لافراد من كتائب البراء بن مالك داخل القيادة العامة ومنسقية الدفاع الشعبي وعدد من مواقع الجيش صباحاً باكر وقبل انطلاق الحرب في تلك اللحظات كانت المواد قيد النشر والتحركات العسكرية ايضاً ؛, في ذات اللحظة كان كثير من قادة الجيش يستعدو لممارسة يوم عمل عادي مثال مفتش عام الجيش دون علم بما يجري .

تفاجئ مشعلي الحرب في منطقة المدينة الرياضية والقيادة وبقية المواقع باستعداد قوات الدعم السريع وتوسع المعركة

وتبدل الحال في ساعات ؛ ليقوم الدعم السريع بمهاجمة كثير من ثكنات الجيش ومواقعه الحيوية ويضرب حصار كبير على القيادة والمهندسين والمدرعات و الاشارة .

التغيرات على ميدان المعركة لم تدركها برمجة الغرف الاعلامية للاسلاميين فتوالت علينا المواد المعدة مسبقاً على شاكلة الدعم السريع محاصر وجنوده يلهثون داخل الاحياء هرباً من القبض ؛ وخرجت فيديوهات قادة البراء يلوحون بالاصبع الواحد بالنصر وهم داخل القيادة ؛ والواقع كان ان القيادة في تلك اللحظة محاصرة تماماً والذين يظهروا في الفيديوهات من الاسلاميين اما محاصرين أو هربوا سريعاً نحو ولايات اخرى .

__

التلفزيون :

مابعد سقوط الاذاعة نفسها وانتقال البث نحو مدينة بورتسودان شرع الاسلاميين وحلفاءهم في استقطاب مجموعات الاعلاميين ذات التعاقد المصلحي ؛ التي عملت سابقاً مع حمدتي نفسه وكانوا يسبحون بحمد امواله بكرة وعشية واخرين واخريات كانوا بمقام مكاتب اعلام لحركات مسلحة ومديري اعلام السلطة الاقليمية

فتحت لهم القناة على مصرعيها وتمويل وضمان سكن في افخم وأغلى فنادق المدينة وتحن إشراف التوجيه المعنوي ليصمموا مواد اعلامية مضللة وتبث خطاب الكراهية المجتمعية والتحشيد للحرب .

عبر تلفزيون السودان اصبح الهم الشاغل هو ربط قوى الثورة بشكل مباشر بالدعم السريع والمقصود والمجهود الذي تقوم به غرف الاسلاميين الذي في اساسه استعمال الدعم السريع أو ربط القوى المدنية به ؛ فليس للاسلاميين اي إشكال حقيقي مع وجود مليشيا أو قوى موازية تمتلك السلاح ؛ فالجيش قبل ان يفيق من صدمة حربه اعلن عن مليشيا جديدة البراء بن مالك والمعتصم ويفتح معسكرات تدريب اليوم لحركات مسلحة في شرق السودان .

اذا كان هناك خلاف مع الدعم السريع فهو في حقيقته انها خارج طوعه فقط ولا تأتمر بامره .

الهدف الحقيقي هو ثورة ديسمبر المجيدة وقواها الحية متمثلة في لجان المقاومة والاحزاب السياسية التي لن تعطي لهم مشروعية سلطة أو تصبح طائع لهم كما كان مجموعة السياسين حولهم من كتلة ديمقراطية و اردالة وهكذا …

طالعت اليوم تقرير اخباري عبر التلفزيون يتحدث عن فض اعتصام القيادة العامة ويتهم الدعم السريع بفض الاعتصام ويستشهد بعديد من الفيديو والانتهاك الذي قامت به قوات الدعم السريع

ذات الفيديوهات التي نشرها الثوار و وثقها مرتكبي الجرائم بانفسهم ؛ هذه الفيديوهات التي خرج عبدالحي وقال فعل اثلج صدورهم ؛ وخرج مساعد قائد الجيش وقال لم تفض القوات المسلحة ولا الدعم الاعتصام والخطة فقط تنظيف منطقة كولمبيا وقال جملته التاريخية “حدث ما حدث”

ذات الحادثة التي قال عنها تلفزيون السودان اخلاء لمنطقة كولمبيا وبث التلفزيون فيديوهات خفافيش الظلام وكان مساهم بشكل اساسي في عملية التعبئة لفض اعتصام القيادة العامة .

اعتصام القيادة والذي كان في محيط قيادة الجيش وامام نظره وقام منتسبي الجيش باغلاق البوابات والمشاركة ايضا في ضرب المعتصمين وطردهم من المقار العسكرية

…..

جريمة فض الاعتصام التي شاركها اصدقاء الامس واعداء اليوم والذين تحالفو ضدنا وضد ثورة ديسمبر وفتحو النار إتجاه صدور الثوار

وخرج قائدهم في كل ثقة يخاطب الثورة لانها خرجت في مواكب عنوانها ” العسكر للثكنات والجنجويد ينحل “

خرج علينا القائد العام يخاطب مطالبنا بان الدعم السريع من رحم الجيش ويحرسكم وأمان نائمون ..

ان ذاكرتنا ليست سمكية ولا التاريخ ببعيد فجيمع السودانيين يدركون تماماً بان هذه المعركة ليست لحسم وحل الدعم السريع فهذه مطالب الثورة و أول من وقف ضدها هم الاسلاميين وقادة الجيش الذين معهم

وندرك بان هذه الحرب هي لمصالحهم .

كما ندرك ايضا بان هذه الحرب ليست معركة ديمقراطية كما يدعي الدعم السريع فالدمقراطية لها اسياد وصناديد أول من وجه فوهة البنادق اتجاهم هي قوات الدعم السريع ذاتها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى