مقالات الرأي

عمر ترتوري يكتب: يا غريب خليك أديب

 

تعلمت الغربة وانا فى سن الشباب بداية العشرينات من عمرى ولكن فى المملكة العربية السعودية مهبط الوحى حيث بيت الله ومسجد رسوله الكريم ، طيلة سنين غربتى ومن معى كنا فى غاية التهذيب ، وكلنا بهذا الجمال والمثالية فى السعودية ومافى مواطن سعودى قال لنا :

*يا غريب كن أديب* ذلك لأننا اصلا مهذبين ومحترمين وحتى لما نعود لوطننا السودان بنفس القدر لا تنقلب الصورة ولا يندلق الحبر ولا يعوجُّ الظلُّ ولا ينشقُّ العود ولا تضيقُ الأرض ..بمعنى جمالنا وتهذيبنا مبارينا مثل ظلنا .

ولكن ما شاهدته فى الشقيقة أخت بلادى ( مصر ) و للأسف من ابناء وبنات جلدتى يجعل الولدان شيبا أى مِن شدة هوله يجعل الأطفال يشيبوا !!

ساعود لهذه المحنة قبل ختام المقال .

أحلف جازماً أن هذه الحرب العبثية التى سماها هكذا قائد الجيش اجزم انها لم تندلع لاستعادة الديمقراطية ولا بتشبه حرب الكرامة وإنما اشتعلت لتفتح عيوننا كبار قدر الفنجال على حجم مصابنا في أنفسنا، وحالنا المايل المتهايل قبل أن تضوّقنا حناضل القيزان فى فجيعتنا وعدم ثقتنا فى كل من حولنا .

نريد ان تقف الحرب بالمفاوضات طالما لم توقفها البندقية التى كنا نتوقع أن تنهيها فى 72 ساعة فقط ولكن خاب ظننا وهكذا ظلت مشتعلة قرابة العام كامل واظن دعى علينا الداعى وقال : ( بركة دعول للحول )

عموماً أبي المهووسين و فاقدي الرؤية والبصيرة الا ان تستمر هذه الحرب لتنتقل لمراحل اخري أكثر تشدداً وتشرزماً وإنفصالا ومن ثم تقطيع اخر للسودان ومنها الحرب القبلية وللاسف هي الطامة الكبري التي تؤدي للمجازر والجرائم ضد الانسانية وموت الابرياء فقط بحكم انتماؤهم القبلي وهذه حصلت امام أعيننا فى دول افريقية وحرقت الاخضر واليابس .

لست متشائما ولكننى أخاف ان تميل دفة التأييد الإفريقى والدول التى زارها هذا البعاتى الذى افهمونا انه مات وشبع موت بينما طلع من مقبرته بكامل زيه الأفرنجى بدله سوت كاملة مع القميص الازرق والكرفتة ، اتمنى أن لا يلقي التأييد بل يوبخ هو وغيره وربنا يجيب العواقب سليمة .

*قبل الختام /*

أخوة واخوات لنا ومن بنى جلدتنا لاجئون فى دولة جارتنا الحيطة بالحيطة شاهدتهم من خلال مقاطع فيديو صورة وصوت يتراقصون ويتمايلون طربا ومنهم السكارى والحياره والمجانين وفاقدى التربية الذين لا وطنية لهم ، يفعلون ذلك بلا تحسّب للعواقب، ولا مراجعة لموقف، وهم من يدفعون الثمن ليل صباح، وفى النهاية هم الذين سيتوجّعون لأنهم المشرًدون، النازحون المنتهكة عروضهم فى بلادهم المسروقة بيوتهم وسياراتهم، فأفضل منهم التائهون في الصحاري والوهاد، والأرياف البعيدة التي لم يصلها الجنجويد بعد..

انصحهم ب : يا غريب كن أديب .

*ختاماً

لن يكون بعد الحرب كقبلها ، بعد أن طال السفر .. و سال الدم و أنتُهِك العرض، و فقد المال .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى