ما الذي نفعلهُ نحنُ هُنا،
من أنا ؟
ومن أنت !
قارِئٌ يُصيد بعضٌ من كلماتي لتصِفهُ،
و أنا كاتِبٌ ينصاع لملكوتهِ الخاص، ولمملكتهِ العارِمة،
هُناكَ حيثُ الأسطُر موطني، والكلمات شعبي،
حيثُ الأحرُف تُشكِّل سيمفونية عبثية،
ترانيمُها همسات شيطانية!
في بحورِ الأرض تُدرِككَ أينما كُنت..
أما زِلتَ عالِقاً يا هذا،
تستمِر المعركة بينَ قلبي وقلمي،
ولكني أُريد سماع ما يريدهُ عقلي،
حسناً.. تعالَ يا عقلي عاهدني على ما تُريد؛ إني كاتِبٌ مليءٌ بالوفاءِ زعيمٌ،
تائه بين عقول خاويه،
ولكن ما الذي أتى بي هُنا،
تحومُ حولي غُمةٌ من الأسى.
أنا فاقِد المأوى، أتضور شوقاً لبلدي،
الذي احترق بسبب الحرب العبثية،
وجهل القادة،
أتكور على ذاتي، ورُبما قلبي،
أسألهُ كُلَّ حين، الضائِع يبكي لشوقهِ لدارهِ،
وجاره وصاحبه والأصدقاء وريحة الطين والغبش،
أما تائِه القلب لمن يبكي،
حتى دموعي لم تعُد تسعفني.
على جؤجؤِ عروشٍ من التعبِ ترقُد أحلامي بسلامٍ.
لم أكُن ناعس العينين، ولا مُصاباً بلعنةِ اللامبالاة،
لم أكُن ساخِراً ولا فاقداً للأمان؛
إلا حينَ فقدتُ نفسي،
باتَ قلمي عاجِزاً معي.
أنطُق بحرفٍٍ،
وسَتُسخِّر لكَ غيومِهِ التراجيدية مسرحاً لتبكي فيه؛
لأنَّ الحياة كُلها صاخِبة غير موزونة، وغريبة نوعاً ما،
إني مجهوضٌ من رحمِ الوطن الجريح،
أما أنت قارِئ يبحث عن ما ينال إعجابهِ، ويرضي وقتهُ الذي قرأ فيهِ،
أنا أكتُب ما أفتقدهُ، أو أُهدِّئ من أنيني، أُعبِر عن أشواقي، أو عن ولهٍ اعتصر بهِ قلبي؛
كُلهُ في نصوصي!
إني مليءٌ بالإحساس؛ بينما أنت تبحث عنهُ في كلماتي،
وكلماتي واحرفي،
تتسابق إليك وتشكي مفرداتي،
بعض من الالم والتوهان بعد تشرد او نزوح او هجرة او اغتراب،
طال الانتظار والعودة للموطني،
الدفء والحنان حيثما وجد الامن والأمان،