Uncategorizedكتابات

العفراء – إلى اسلافنا…

سودان ستار

 

ضللنا ولم نجدكم.

من زمن الجهل المتقدم

نحن احفادكم الذين ظننا أننا ارتقينا للأمام، في عصر الحداثة والتكنلوجيا، لم ننهض بالأمم بل دمرناها باطماعنا وجهلنا وشرنا المتقدم.

لوقت قصير كنا ندرس بعض التاريخ حتى نتعرف على عجلة التطور، واليوم عادوا بنا الاوباش للوراء.

وضعتنا الحرب في آلة زمن للوراء، فالحرب ما أن تطأ أرضا حتى تنسفها.

اتدرين يا جدتي تفاصيل يومنا، قبل أن نرجع إلى زمن المقايضة مازلنا نجد بعض المال بصعوبة ودفع فائدة حتى نخرج مبالغ مالية من تلك الحسابات الالكترونية بديلة محفظتك الجلدية العامرة بقناعة لم يكتسبها من خانوا الوطن من أجل دراهم معدودة.

عندما نستيقظ الصباح “نرد” الماء، يبدأ ذلك ببعض عبارات السخط وينتهي بتبادل الشكية والهموم، نملي اوعيتنا ماء ونفرغ وعاء النفس من الكدر ونعتاد، الإنسان فقط يعتاد.

نرى وجوها نسكن معاها منذ أعوام ولم نلحظها، فقد جحظت ملامحها من شدة الخوف والقلق.

ثم “نحتطب” نضحك على بعضنا البعض وكل منا يدل الآخر على رقعة بها حطب، ف بتوجاز اللمس والغاز والكهرباء جمعناهم داخل الدواليب.

ثم نوقد “اللدايات” لا تتعجبوا، ليس للتكية بل للبيوت التي استبدلت ” التُكل” بحكاويه بديكورات أشبه بالمطاعم التي تطلب منها طعامك كعابر، لم يعود الناس يدركون قيمة أن يجتمعوا على وجبة وهم يسارعون هذه الحياة الفانية.

نرسل صغيرنا للتكية، على عهدكم كانت للضيف والغريب، للمحتاج عابر السبيل، اليوم يفقد الناس من يتغيب أو يتأخر لنيل حصته.

كنا نتفاخر بثلاجة البخار والغاز وحجمها ونوعها، لكننا الآن نضع الماء في “قربة” ليست من الجلد، بل جركانة بلاستيك ملفوفة بشوال من الخيش، وهكذا تمر الأيام ونخشاها أن تكون سنين، دون هدف أو حلم أو تطلع لمستقبل.

كنتم تعيشون في أزمانكم بمحبة وسلام، نحن اليوم ننشد السلام، نواجه حقيقة أننا من كنا نتقدم لعصور مظلمة، نخادع أنفسنا برتوش خارجية وعقولنا تصغر ونفوسنا تضيق، نمني أنفسنا بذلك التخلف الحضاري الذي كانت تعلو فيه قيمة الإنسان، الإنسان الذي ركض خلف الطمع حتى أصبح شبيه حيوان مفترس يعيش في غابة يأكل فيها الجميع بعضهم بعضا من أجل البقاء، من أجل السلطة والقوة، ليتربعوا على عرش الدونية واللانسانية.

 

_ محدثتكم من زمن حروب التخلف الإنساني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى