مقالات الرأي

أحمد ود اشتياق يكتب: منبر جدة “الحياتوميتر” 

منبر جدة “الحياتوميتر”

أداة قياس

لطالما عاش الإنسان مغيبا بين فكرة الذهاب معلقا بالحياة ولطالما انشغل بال المفكرين والفلاسفة على امتداد التاريخ الإنساني بسؤال الخلود والبقاء وتصورات العالم الآخر، كان وما زال سؤال الموت هو الأكثر غموضا ورعبا للإنسان.

أيضا لم يكن البحث عن السرمدية ومحبة الحياة وخوف الذهاب حصرا على المفكرين في بحثهم عن حجر الفلاسفة ولا قصص الأساطير في ثمرة الخلود، كان هو بحث العصاة والمجرمين والحالمين والصالحين والتائبين و…. إلخ

الحياة التي ضجت السرديات في حكاياتها في أن كيف وهب الملوك للشمس أو الشيطان أو المياه المقدسة، كيف وهبوها الأموال والذهب وحتى الأبناء من أجل هذه الحياة.

الحياة بمعناها المطلق، بخوفها وأحزانها وأفراحها وطبولها ونحاس حروبها.

فقد خلق الإنسان هكذا محبا للحياة للتواصل للإعمار والفلاح غرست قيمة الحياة فيه منذ أول صرخة له فيها متمسكا بها حريصا عليها.

في سبيل تلك الحياة يقدم الإنسان جل التضحيات لأجل استمرارها ولأجل قيمتها، وللمفارقة دوما وعبر الحقب دوما ما يقدم الملوك الموت للناس على أنه قيمة ويحتفظون هم بقيمة الحياة.

شاهدنا نحن على امتداد تجاربنا السودانية كيف دوما ما يصور السلطان وحاشيته لنا الموت كامر مقدس ويضربون لنا نحاس التشيع نحو الموت بالأهازيج، ويذهبون هم للحياة وإذا أوجعتهم بطونهم من التخمة تجدهم ينازعون أبواب المطارات للرحيل نحو بلاد الغرب للعلاج.

اليوم بعد أن خضنا مصيرنا في ثورة شعبية عظيمة فشلوا في كسر مجاديف الحياة فيها وتحويل شعاراتها لمصير الموت والفناء، ها هم اليوم يكافئون شعبنا بالرصاص والحريق والمدافع في محاولة كبرى في شراء الحياة لهم مقابل بيعنا جميعا ببلادنا لهاوية الموت.

إن حرب 15 أبريل ليست سوى انتقام كبير من ثورة الحياة في ديسمبر وهي آخر أوراق الموت التي كانوا سابقا يقدمونها لنا في الدسم وخلف الظهور.

ستظل الحقيقة الواحدة أن السودانيين يستحقون الحياة وظلوا يقدمون في سبيلها التضحيات خلف التضحيات ولن ينهزم مسعاهم.

يشاهد العالم أجمع حجم الدمار الذي طال بلادنا ونشاهد نحن حجم الخراب والتحشيد المستمر للذين ظلوا يهدوننا الموت جرعات مقابل تلذذهم هم بخيرات بلادنا، نشاهد التحشيد والابتزاز والتخويف لكل صوت ينادي بالحياة وإيقاف الدمار.

كذلك نشاهد انكسار صوتهم اليوم بعد ان بدا يخفت صوتهم المنادي “بل بس” و “جغم بس”

نشاهد انحساره برغبة شعبنا في الحياة وتطوير ادواته المستمر للحفاظ عليها روحا وجسدا وبلادا.

نشأت غرف الطواري ومبادرات المجتمع المدني وانحازت قواه السياسية لصوت الحياة ضد هذا الدمار.

اذا كنت أمتلك مقياس “الحياتمويتر” لشعبنا فاليوم يمكنني ان اقول اقرب مثال له هو “منبر جدة” التفاوضي.

أنظر كل يوم لضجيج غرفهم الاعلامية وتعالي الاشاعات لديهم املا في فشل مساعي ايقاف الحرب تجدهم يصرخون ويتسابقون على نشر الاشاعات والتباكي.

بالمقابل انظر لعيون الاطفال ومتابعة الملايين من السودانيين للشاشات الاخبار وهم يرددو السؤال الاكبر  حا تقيف متين؟

ستنصر الارادة الشعبية والسياسية لشعبنا وتنظيماته الوطنية المنحازة لقضايا شعبها واحلامه وسينكسر طوق الموت الذي علقه على رقابنا سدنة الظلام وستكون هذه خاتمة مطافهم لان خياراتهم عدمت وهذه اعتى واكبر واخر ما يمتلكون.

ونحن سننتصر لاننا نحب الحياة ما استطعنا اليها سبيلا وسوف نستطيع ……

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى