الوعي التراكمي الذي تمتلكه قرية نعيمة يحميها من الانزلاق في غياهب المجهول كما تروج لذلك بعض الأقلام الاجيرة التي لا تلتفت الا لمصالحها الخاصة ومصالح اسيادها .
فنعيمة التي خرجت العلماء في مجال الفيزياء وخرجت الدكاترة و المهندسين والمعلمين ورفدت هذا الوطن برجال تنحني لهم القامات لهي قادرة علي ان توظف كل هذا الوعي فيما يخدم الوطن ولا يضره ولن تكون نصيراً لظالم او لباطش !
نعيمة التي استضافت في الخمسينات من القرن الماضي اعظم الفنانين في هذا الوطن فقد زارها عثمان حسين واحمد المصطفي وفرقة خضر الحاوي والد العازف الشهير ومكثت بها فرقة حبشية عشرة أيام في أوائل الخمسينات حين لم يكن الناس يعرفون شيئاً عن الفن السوداني ولا الإثيوبي كان اهل نعيمة يعيشون ترف هذا الفن ويتذوقونه ولن يعودوا القهقري مهما حدث فوعيها وحكمتها يمنعانها التهور والاندفاع !
ثم توالي سيل الفنانين في سبعينات القرن الماضي وزارها حمد الريح وسيد خليفة وابوعبيدة حسن وخوجلي عثمان والكثيرون غيرهم ، لن يصل بها العته ان تصبح مخزناً لسلاح الدعامة كما ذكر بعض حثالات الكيزان والمطبلين لهم .
اتهم بعض رعاع الكيزان وغوغاء هذا الزمن الأغبر بأن منتصر هباني جعل من بيته مخزناً لسلاح الدعامة وكذلك بعض بيوت اهله وهم بهذا يحرضون الجيش علي قصفها فأية أخلاق تربوا عليها واي وطنية يدعيها ذلك الذي يستدعي جيش بلاده لقصف الاسر وضرب بيوت الآمنين بما فيها من أطفال ومرضي وكبار السن فهو لابد ان يكون كوزاً مأفوناً او اجيراً يشتري ويباع وتباً له !
اي روح يتمتع بها هذا الدنئ الذي يقبض ثمن كتاباته اموالاً يصرفها في ملذاته وهو بعيد عن هذا الوطن ثم يزعم ان غيرته هي التي دفعته لتلك الكتابات المسمومة وتاريخه معلوم وشرفه موصوم !
نحن رفضنا الاستنفار بكل حكمة و وعي والقري التي قبلت بالاستنفار تعاني اليوم بعد ان انسحب الجيش وترك المستنفرين واهلهم في مواجهة صريحة مع الدعم السريع وهرب المستنفرين وعبروا النيل الابيض وتركوا اهلهم لمسائلة الدعم السريع الذي بدأ بتجميع سلاحهم من اهاليهم والندم والمرارة يمزقانهما !
ونحن اهل نعيمة منارة العلم وسند الضعيف وملاذ الغاشي والماشي نفيدكم بالا وجود للدعم السريع بقرية نعيمة ، والجيش علي بعد ثلاثين كيلو من نعيمة فلماذا لا يحضر لمصادرة هذه الأسلحة المزعومة ؟!
علماً انه كان يأتي كل يوم سوق لنهب البنزين والديزل ولم يسأل يوماً ما عن أية أسلحة ثم يبيع الوقود أمام من سلبه منهم ويبذر البغض والكراهية له وسط من يعتمدون عليه او كانوا !
الدعم السريع الان يتمركز في نفس مكان الجيش بالقطينة وأسلحته في يده فلماذا لا يأتي الجيش لمعسكره ويريح نفسه من الدعم السريع ويصادر اسلحته ويسترد معسكره بدلاً من رمي فشلهم علي المواطنين العزل ؟!
منتصر هباني ليس من سكان نعيمة وليس له بيت بها حتي يجعله مخزناً للأسلحة ولا اهله يقبلون ان يجعلوا من بيوتهم التي فتحوها مدارس لابناء نعيمة والقري المجاورة ان تكون مخازناً للأسلحة !
الجيش عندما مرّ بنا في انسحابه من القطينة وهو مهزوماً مدحوراً استقبلناهم واشترينا لهم الديزل والمأكل بل ان الشباب تدافعوا وساهموا بأموالهم من اجل الجيش حتي ذهب الي معسكره الجديد ، المؤقت دائماً ولقد خرج الجيش عن طريق نعيمة ولم يجد غير التعاطف الذي لم نجده من حكومة الولاية وضباطها وأسألوا جنودكم !
نعم لم يعجبنا حالهم ومنعنا الجميع من تصويرهم فلا احد يقبل ان يحتفظ بصورة تجسد المرارة التي كان يحس بها الجنود الذين خانهم من يحكمون هذا الوطن التعيس بابنائه .
هؤلاء الشباب من جماهير السوق الذين ساعدوا الجيش هم انفسهم من هللوا للدعم السريع وهو يتصدي للجيش لمنعه من سرقتهم وذلك ان الجيش وحكومة الولاية بعد ان تمركز الجيش في منطقة الأعوج جعل مهمته الأساسية بأيعاز من حكومة الولاية هي محاربة اهل نعيمة فحرمهم الدقيق والدواء وقبل ذلك حرمهم الوقود منذ بداية الحرب مما ساهم في نشوء السوق الأسود .
الدعم السريع لم يطلق سوي دانة واحدة في موقعة القطينة فتفرق شمل جيشنا الذي كان تعداده يقارب الخمسة الف جندي غير المستنفرين الذين ولوا الأدبار وعبروا النيل الابيض للجهة الغربية وهذا دأب الكيزان حين يشتد الوطيس !
الجيش ترك القطينة ونعيمة في مواجهة الدعم السريع ولم يقم بحماية الاسر ولا شرف بناتها ولا ممتلكاتها ونجا بنفسه وهو يتعنتر الان علي المواطنين الذين فقدوا اي امل فيه فجيش يقوده الكيزان مصيره الذل والهوان لانه اختار تنظيماً ارهابياً وفضله علي شعبه محنثاً بقسمه و ولائه لوطنه .
الدعم السريع لم ينتقم من السكان بل أعطاهم الأمان و وجد حسن الاستقبال واستطاع الدعم ان يفتح مركز شرطة القطينة وأعاد النيابة وأعاد الكهرباء المقطوعة لأكثر من شهرين من القطينة والسيارات الخاصة لها تصاريح خاصة لمرورها !
نحن سكان المنطقة وعمودية نعيمة بها اثنان وثمانون قرية معظمها كان في السوق حين طارد الدعم السريع قوات الجيش حتي عادت لمنطقتها رحبوا بالدعم السريع وتعاهدوا علي الا يغدر احد بالآخر بعد ان فقدوا الجيش الذي يدافع عنهم فماذا كنتم تنتظرون منهم ؟!
نحن سكان نعيمة والقطينة والقري المجاورة ندعم السلام ونرفض الحرب وأيهما اقرب للسلام يجدنا نسانده وانتم الذين تنادون بالبل لن تبللوا سوي ملابسكم الداخلية فتنادوا جميعاً من اجل السلام لأجل الوطن وكفانا جعجة فارغة !
الآن الدعم السريع في منطقة القطينة والجيش في منطقة الأعوج وبينهما اقل من ستين كيلومتر فمن منهما يزحف علي الاخر وهل يتم تسليم الأعوج كما تم تسليم القطينة ومدني والعيلفون وابو قوتة دون ان يخوض الجيش معركة تشرفه ام انه سوف يعتمد علي الطيران في حربه كأنما هي حرب تشفي وليست حرب من اجل الوطن والأرض فيها غير مهمة !
- نحن لسنا مع احد طرفي الحرب فلقد كانا اسماً واحداً وعليهما ان يتفلترا ويعودا جسماً واحداً يقوم بوظيفته الدستورية بعيداً عن السياسة والتجارة !
لا للحرب ونعم للسلام !
