يتواصل تعبير الجماهير الكروية من كل أنحاء العالم على مستوى الدول المشاركة في منافسات كأس العالم 2022 في قطر، عن انبهارهم بأجواء البطولة وتأكيدهم على نجاحها تنظيمياً، وذلك في ظل انطباعاتهم التي تظهر في ارتداء الزي الخليجي المعروف بـ «الدشداشة، الغترة والعقال» وهو ما تابعه الجميع منذ الوصول إلى الدوحة، حيث عبر الجمهور من مختلف الدول المشاركة بالبطولة عن إعجابهم بأجوائها العربية والتواجد على المقاهي بالزي الخليجي. وقد استوحت قطر الرموز المختارة لبطولة كأس العالم لكرة القدم من الثقافة العربية، لتذكر بأن هذا أول مونديال يقام في منطقة الشرق الأوسط، ورمزت تميمة كأس العالم «لعيب» إلى الغترة والعقال في الخليج.
ثقافة عربية
واحتفى نشطاء مواقع التواصل العرب باهتمام قطر في اختياراتها بالثقافة العربية وخصوصاً باختيار «الغترة والعقال» كتميمة للبطولة، مشيرين إلى أن ما يميز المونديال هو الإرث الثقافي العربي والإسلامي الذي ستخلفه والذكريات الجميلة لجميع الشعوب بعد البطولة. ولعل المنظر الأبرز حينما صنعت جماهير كرواتيا الحدث عند وصولها إلى الدوحة، لتشجيع منتخب بلادها، وظهور أفراد جمهور المنتخب وهم يرتدون الزي التقليدي الخليجي «الثوب الأبيض والعقال»، مزيناً بألوان العلم الكرواتي، في جو من الاحتفال بالمونديال.
كما ظهر مشجعون مغاربة يرتدون الغترة والعقال بألوان بلادهم، ومن بين الأمور اللافتة للأنظار في كأس العالم هو لجوء الكثير من المشجعين الأجانب من بلدان أوروبية وأمريكا الجنوبية إلى ارتداء الغترة والعقال بألوان منتخبات بلادهم والتجول بها بالشوارع والحضور بها حتى في الملاعب.
وإذا كان هدف أصحاب فكرة الغترة والعقال بألوان المنتخبات المشاركة هو التعريف بالثقافة الخليجية، فإن هناك أهدافاً أخرى لبعض المشجعين من ارتدائها يختلف من مشجع لآخر، فالبنسبة لجون كلود وهو فرنسي في الستينات من العمر فإن الغترة والعقال هما وسيلة لحماية رأسه من ضربات الشمس الحارة خلال النهار، وأوضح «نصحني الطبيب بعدم تلقي أشعة الشمس بشكل مباشر على رأسي بسبب مشكلات صحية، ولهذا وجدت في الغترة العقال وسيلة مناسبة للوقاية».
وهناك مشجع أرجنتيني يرتدي العقال بألوان علم بلاده، وقال: إنه شيء تراثي وجميل وذكرى آخذها معي إلى بلادي بعد نهاية البطولة، في حين يلجأ البعض الآخر إلى ارتداء العقال الخاص بكأس العالم، من أجل لفت الأنظار في الملاعب وربما جعل عدسات الكاميرا تركز عليهم بسبب تميزهم. وقال مشجع مغربي آخر، كان يشارك في الاحتفالات بسوق «واقف»: حضرت مباراة المغرب أمام كرواتيا وارتديت الغترة والعقال نظراً إقامة البطولة في دولة خليجية. هنا كل شيء يبدو رائعاً والاستقبال ممتاز، أستمتع بالعديد من الأماكن هنا منها سوق واقف والكورنيش ومن أكثر ما أبهرني هو مهرجان الفيفا للمشجعين في حديقة البدع.
أجواء
ويجد الزي الخليجي رواجاً تجارياً كبيراً في مختلف المحلات التي تبيع الزي في مختلف أنحاء وأحياء الدوحة، وأكد خليفة عبد الحكيم النعيمي صاحب المحل الرئيسي لبيع الغترة والعقال الخاص بالمشجعين في محطة مترو سوق واقف وسط الدوحة، أنه على الرغم من صغر المتجر إلا أنه يشهد رواجاً كبيراً من طرف المشجعين الأجانب، نجد إقبالاً كبيراً من الجماهير لشراء الزي الخليجي كنوع من التعايش مع أجواء البطولة. وعن أكثر الجماهير التي تقبل على شراء الزي الخليجي من محله، قال خليفة النعيمي: تعتبر جماهير المكسيك والإكوادور أكثر الجماهير إقبالاً على الغترة والعقال في البطولة، وعلى الصعيد العربي فإن المشجعين التونسيين هم الأكثر شراء لهذا اللباس الذين ارتدوه خلال جولاتهم بالمدينة ومباريات منتخبهم.
