تقاريرمحلية اجتماعية

عثمان شبونة: مع الأسرى (بدون صور)

سودان ستار

 

سجلنا أمس — شخصي والزميلة رشا حسن — زيارة للأسرى الذين كتب الله لبعضهم أعماراً برحمته ولطفه رغم ما قاسوه من تجويع وإذلال وتعذيب وحشي بأيدي البغاة الجنجويد.. بعضهم أدركه الموت خلال الأيام الفائتة (ربنا يتقبلهم في جناته) فقد توفى (4) من جملة (41) بمستشفى الدويم.

في شأن حالات الأسرى الذين تجولنا بينهم؛ تقول الدكتورة هديل بدرالدين المدير الطبي للمستشفى: إن معظم هؤلاء عانوا من عدم التغذية وليس سوء التغذية؛ مما أدى لمشكلات صحية عديدة كالفشل في وظائف الكبد والكلى، وأنهم — كإدارة — يتبعون أنجع الطرق لإنقاذهم بالعلاج: (الطبي — النفسي — التغذية).

تجدر الإشارة إلى أن الأسرى الذين زرناهم ينحدرون من جهات الوسط؛ الغرب؛ ولاية الخرطوم.. جميعهم بأعمار الشباب.. ليس من بينهم مجهول — حسب الإفادة — وبعض ذوي الأسرى يتابعون الرعاية التي يتلقونها.

(2)

قال مرافقنا بلطف: (ممنوع التصوير واستنطاق الأسرى إلا بإذن من جهة عليا وذلك ممكن). أما في داخلي فلم تكن هنالك رغبة في تصوير أو تسجيل إنما الرغبة محلٍّقة لجبر خواطر في مضمار الحزن و(تضامن قلبي) أكبر من الكلمات.. ثم شعوري بأن الزيارة في مجملها (تمتِين إضافي لأوجاعي الخاصة) بعد أن كُتبت لنا الحياة مرات عديدة داخل مناطق الخطر.

(3)

إنسانيا.. ضحايا الحرب يحتاجون إلى مغالبة الهِمَم في ذواتنا وتصعيدها، ذلك لمساندة أرواحهم التي كادت أن ترفرف طيورها للبعيد.

وداخل مستشفى الدويم — رغم البؤس المُشتت — ترتفع هِمَم أطباء وممرضين متفانين في أصعب الظروف؛ ورهط من متطوعي الهلال الأحمر السوداني التقينا ببعضهم وهم يتواجدون أينما كان الأنين في المدن المنكوبة بآثار حرب أهلكت النفوس.. (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا).

(4)

بحسب مصدر مباشر سألته؛ كانت الإجابة: أن مدينة رَبَك بالنيل الأبيض تضم (140) من الأسرى الناجين، بينما ضمت مدينة كوستي (19).. وما خفى أعظم.

(5)

من جهته ثمَّن عمدة الدويم سفير السودان للنوايا الحسنة وسفير السلام نعيم عبدالرحيم أحمد؛ ثمّن الدور الإنساني الذي تطلع به الإدارات الأهلية ومجتمع الدويم والمنظمات ولجان الطوارىء والدوائر الحكومية ذات الصلة تجاه النازحين والعائدين من الأسر؛ رغم الظروف التي خلفتها الحرب واستنفدت كثير من طاقات المجتمع بالدعم المستمر؛ داعياً إلى المزيد من التلاحم الإنساني لعبور المراحل الصعبة في حياة السودانيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى