برنامج الأغذية العالمي يحذر من كارثة غذائية في السودان مع اقتراب موسم الأمطار
سودان ستار

حذّر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم الأحد، من احتمال حرمان ملايين السودانيين من المساعدات الغذائية في حال تعذر الوصول إلى مواقع تخزين الإمدادات قبل بدء موسم الأمطار.
ويبدأ هطول الأمطار في السودان في يونيو من كل عام، إلا أن الطرق تصبح غير سالكة خلال شهري أغسطس وسبتمبر نتيجة السيول والفيضانات، إلى جانب ضعف البنية التحتية التي تضررت بشدة جراء النزاع المستمر منذ 15 أبريل 2023.
ودعا البرنامج، في بيان تلقته “سودان تربيون”، إلى “توفير إمكانية الوصول الفوري ودون عوائق” لتمكينه من تنفيذ عمليات التخزين المبكر للمساعدات الغذائية، مشيرًا إلى أن العراقيل الحالية واقتراب موسم الأمطار سيجعلان مناطق واسعة غير قابلة للوصول برًا.
وأشار إلى أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات عاجلة، فإن ملايين الأشخاص من الفئات الأشد ضعفًا قد يُحرمون من المساعدات المنقذة للحياة، مما يعرّض المكاسب الإنسانية الهشة للخطر.
وأوضح البرنامج أنه بحاجة ماسة إلى 650 مليون دولار أمريكي لمواصلة عملياته في السودان خلال الأشهر الستة المقبلة، مؤكدًا أن توفير تمويل مرن أمر بالغ الأهمية في ظل بيئة عمل معقدة ومتغيرة باستمرار مثل السودان.
ويواجه 24.6 مليون شخص في السودان انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، بينهم 8.5 مليون في حالة طارئة أو شبه مجاعة، وسط مخاوف من ارتفاع هذه الأرقام مع حلول موسم الجفاف في مايو المقبل.
وأضاف البرنامج أن أطراف النزاع تعيق عمدًا الوصول الإنساني، مجددًا الدعوة إلى تخزين المساعدات مسبقًا في مواقع متعددة داخل البلاد، لا سيما في دارفور، حيث تصبح العديد من الطرق غير سالكة خلال موسم الأمطار، مما يؤدي إلى عزل المجتمعات.
وتابع أن القتال المستمر في الفاشر ومحيطها يقيّد الوصول ويعرّض العاملين في المجال الإنساني للخطر، مشيرًا إلى اضطراره لتعليق عملياته في مخيم زمزم منذ فبراير.
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على مخيم زمزم بعد معارك دامت ثلاثة أيام، ولا تزال تفرض حصارًا على مدينة الفاشر بشمال دارفور منذ قرابة عام، ما يمنع وصول الغذاء والمساعدات الإنسانية.
ولفت البرنامج إلى أن التأخيرات البيروقراطية، والابتزاز، ومنع حركة موظفي الإغاثة، لا تزال تعيق جهود الاستجابة الإنسانية.
وأوضح أنه في المناطق الأكثر تضررًا، يعاني طفل واحد من كل ثلاثة من سوء تغذية حاد، متجاوزًا عتبة المجاعة.
وبحسب منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسف”، فإن 3.2 مليون طفل يُتوقع أن يعانوا من سوء تغذية حاد هذا العام، من بينهم 770 ألف طفل يواجهون سوء تغذية حادًا وخيمًا، مما يزيد من احتمالية وفاتهم بسبب الأمراض بمعدل 11 مرة أكثر من الأطفال الأصحاء.
وذكر برنامج الأغذية العالمي أنه يقدم مساعدات غذائية وتغذوية لأكثر من ثلاثة ملايين شخص شهريًا، ويسعى لزيادة هذا العدد إلى سبعة ملايين شخص شهريًا بحلول سبتمبر المقبل.
وكشف عن تمكنه، في الأشهر الأخيرة، من إيصال المساعدات إلى مناطق كانت معزولة سابقًا، بما في ذلك الخرطوم الكبرى وولاية الجزيرة ودارفور وكردفان.
وأضاف أن المساعدات ساهمت في تقليل خطر المجاعة في ست مناطق بوسط دارفور ومنطقتين بغرب دارفور، حيث تلقى نحو مليون شخص مساعدات غذائية أو نقدية منتظمة منذ يونيو 2024.
وتواجه عشر مناطق المجاعة فعليًا، من بينها ثماني مناطق في شمال دارفور ومنطقتان في جنوب كردفان، مع مخاوف من اتساع رقعة المجاعة إلى 17 منطقة أخرى في شمال وجنوب وشرق دارفور، والخرطوم، والجزيرة، وجنوب كردفان.